[جهاد درويش]

أَتلك الأَهِـلَّةُ تُحْصي الْمَـدَى ؟؟

تَأَمَّلْ هنالك شَدْوَ الورى ..
بِدُرٍّ تباهى .. تبدى .. ظهر !!
أذَاك هو الحسن محرابه ؟!
مخاضاً تجلَّى .. يشق العنان ، ويجلو الفكر
تجلَّى لنا الله في خَلْقه .. فيا للجمال يناجي الفطر !!
ويدعو إلى الرشد أُسُّ الهدى
بآيات تترى ، ولا عَدَّ فيها .. تفوق النظر
أَتلك الأَهِـلَّةُ تُحْصي الْمَـدَى ؟؟
سراجٌ أهَـلَّ .. أَذاك القمر ؟؟
تراءى هـلالاً .. ولَبَّى الصـلاة
ونوراً أفاض .. بنـور الإله
يجوب به الكون حباً يناجي عُلاه
تنافس فيه الندى .. جال .. لَبَّى المطر
يُردد بالحب رجع الوتر
أَذاك هو الطهر روحاً سرى ؟
فلبَّى النِّـدَاء وأغْـرى البشر

لنا الله .. عشنا الحياة ..
سراعاً .. سراعاً ركبنا الخطـر
فمنـا الأحبـة فيمن مضى
ومنا السعيد بِعَـوْدٍ ظفر
مفاتيح عِـزٍّ إلى الخلد نهوى ضيـاه
بأفـواج نـترى .. نَـدُك الحجـر
نُقَبِّـل بالخـد خـد الثـرى
ويسري بنا العشق عذباً نفـر
لنا الله عشنا الحيـاة ..
فكنا الفـداء .. بأبهى الصـور
فهـنِّي العـذارى تشق النـوى
لتجبـل بالصـبر نصـراً زَأَرْ
هنيئـاً .. هنيئـاً بهـذا الهـلال
هلالاً تبـدى .. يبيـد الضجر
ويهدي لنا الرشد آياً سما
به الحق نور ، ونهجٌ سَفَر
فقل للأحبة : يا مرحبا ..
بميلاد شهرٍ جليلٍ .. عظيم الخطر
به الصَّـوْمُ جُنـَّة
ليبـني القوى ،
ويجلو الصدا ..
ويثري سنا المجد أُلقَاً ظهر
بِبَـدْرٍ وحطـين فيها الْتَقَى
وجالوت حاز التُّقَى
فولى الصليب ، وخاب التـتر
شهادة صدقٍ تُزَف
بها المسك عَـذْبُ التجـلي .. قلوبـاً صهر
فيا من عشقت الحياة
إباء النخيل ، كريم الشمم
إليك المنايا ، وَرَحْبُ المُـنَى
حياةٌ لنا الموت يُعلي الهمم
ومنذ القِـدَم ..
سلام على الحـق بأْساً جَـرَى
بحـزمٍ وعـزمٍ يُساس البشر ‍‍