
في مثل هذا اليوم من عام 1931م. وعلى مرأى الآلاف من بني شعبه في قرية سلوق [غرب بنغازي] قام الايطاليون الفاشست بشنق شيخ الشهداء عمر المختار السبعيني الشيخ الهرم ولم تأخذه فيه شفقة اورحمة ..ولذلك ومنذ عام ارغم برلسكوني على تقبيل يد ابن شيخ الشهداء محمد عمر المختار اعتذاراً له على مرأى ومسمع من العالم وبحضور المئات من الصحفيين ووكالات الانباء العالمية ــــفي قصر المنار بشارع جمال عبد الناصر الذي كان مقرا للقائد الايطالي "غراسياني" من على شرفات هذا القصر، الذي شهد ولادة الجامعة الليبية فيما بعد:

برلسكوني يقبل يد ابن عمر المختار
وقد قال امير الشعراء في استشهاد شيخ الشهداء قصيدة مشهورة يقول فيها:
ركزوا رفاتك في الرمال لواء" " يستنهض الوادي صباح مساء
يا ويحهم نصبوا منارا من دم" " توحي إلى جيل الغد البغضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد" " بين الشعوب مودة وإخاء
جرح يصيح على المدى وضحية" " تتلمس الحرية الحمراء
يأيها السيف المجرَّد بالفلا" " يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحارى غمد كل مهند" " أبلى فأحسن في العدو بلاء
وقبور موتى من شباب أمية" " وكهولهم لم يبرحوا أحياء
لو لاذ بالجوزاء منهم معقل" " دخلوا على أبراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهوله وجباله" " وتوغلوا فاستعمروا الخضراء
وبنوا حضارتهم فطاول ركنها" " دار السلام وجلّق الشماء
*****
خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى" " لم تبن جاها أو تلم ثراء
إن البطولة أن تموت من الظما" " ليس البطولة أن تعب الماء
أفريقيا مهد الأسود ولحدها" " ضجت عليك أراجلا ونساء
والمسلمون على اختلاف ديارهم" " لا يملكون مع المصاب عزاء
والجاهلية من وراء قبورهم" ""="يبكون زيد الخيل والفلحاء
*****
في ذمة الله الكريم وحفظه" " جسد ببرقة وسّد الصحراء
لم تبق منه رحى الوقائع أعظما" " تبلى ولم تبق الرماح دماء
كرفات نسر أو بقية ضيغم" " باتا وراء السافيات هباء
بطل البداوة لم يكن يغزو على" " تنك ولم يك يركب الأجواء
لكن أخو خيل حمى صهواتها" " وأدار من أعرافها الهيجاء
*****
لبى قضاء الأرض أمس بمهجة" " لم تخش إلا للسماء قضاء
وافاه مرفوع الجبين كأنه" " سقراط جرّ إلى القضاة رداء
شيخ تمالك سنه لم ينفجر" " كالطفل من خوف العقاب بكاء
وأخو أمور عاش في سرائها" " فتغيرت فتوقع الضراء
الأسد تزأر في الحديد ولن ترى" ""="في السجن ضرغاما بكى استخذاء
وأبي الأسير يجر ثقل حديده" ""="أسد يُجرّز حية رقطاء
عضت بساقيه القيود فلم ينؤ" " ومشت بهيكله السنون فناء
تسعون لو ركبت مناكب شاهق" " لترجلت هضباته إعياء
خفيت عن القاضي وفات نصيبها" " من رفق جند قادة نبلاء
والسن تعصف كل قلب مهذب" " عرف الجدود وأدرك الآباء
*****
دفعوا إلى الجلاد أغلب ماجدا" "يأسو الجراح ويُعلق الأسراء
ويشاطر الأقران ذخر سلاحه" "ويصف حول خوانه الأعداء
وتخيروا الحبل المهين منية" " لليث يلفظ حوله الحوباء
حرموا الممات على الصوارم والقنا" " من كان يعطي الطعنة النجلاء
إني رأيت يد الحضارة أولعت" " بالحق هدما تارة وبناء
شرعت حقوق الناس في أوطانهم" " إلا أباة الضيم والضعفاء
*****
يأيها الشعب القريب أسامع" " فأصوغ في عمر الشهيد رثاء
أم ألجمت فاك الخطوب وحرمت" " أذنيك حين تخاطب الإصغاء
ذهب الزعيم وأنت باق خالد" " فانقد رجالك واختر الزعماء
وأرح شيوخك من تكاليف الوغى" " واحمل على فتيانك الأعباء
ــــــــــــــــــــــــ
وقد كتب الشيخ الشاعر الليبي الحسين الحلافي قصيدة في الشهيد اثناء اعدامه وقد سبق امير الشعراء فيها ولكن شهرة احمد شوقي كانت الأقوى..ويقول الشيخ الحسين في قصيدته:
يا للوقاحة صوروك مكبـّلا]
واستحقـروك وأنـت أعظـم شـانا
وقفوا إزائك مظهرين سرورهم
في موقف يستجلب الأحزانا
أمنوا يمينـك وهي موثقة ولـو
طلقت يمينـك وامتطيت حصانا
ورأوا سلاحك مصلتا لتأخروا
وتهيّبوك وغـادروا الميـدانا
كالليث تسحب في حديدك بينهم
ولأنت أثبت في اللقـاء جنانا
كم مرة زحفـوا عليـك بجحفل
يكسو الجبال ويملأ الوديانا
فـفللت جيشهم العظيـم بقـوة
جبارة لا تعـرف الإذعانا
*****
يا عصبة الطليـان لـولا مواطن
عـقّ العروبة والبـلاد وخانا
وإصابة الفرس التي سقطـت على
يـده وسالـت دماؤهم هتانا
ما كـان في إمكانكـم أسر الذي
يـردي الأسود ويقهر ألا قرانا
كم وقعة مشهـورة قد خاضها
فيها تسيل دماؤكم غـدرانا
في عصبة من شعـب ليبيا كلهم
وهبـوا النفوس وقدّمـوا الأبدانا
ألفـوا ظهور العاديـات ولازموا
طـول الحيـاة ظهـورها فرسانا
يتسابقـون بها إذا شاهـدتهـم
يوم الكريهة خلتهم عقبانا
أو خلتهم أسدا وخلت جيوشكم
يتساقطـون أمامهـا ذؤبانا
******
لن يهمـل التاريخ يـوم (مرادة)
ومعـارك الأبطـال في( خولانا)
كلا ولن ينسى القتال( بجردس)
أبـدا ولا الشهـداء فـي( شقرانا)
وبوادي (كرسة) و(الرحيبة) قبله
حصلت وقائع تدهـش الشجعانا
فيها خسرتـم جيشكم وسلاحكم
وتركتـم الكولونيل والقبطانا
فكأنهـم في مهرجان تسابـق
متنافسين ليدركـوا البنيانا
وكأنهـم فوق الصواهـل خلفهم
آساد جائعـة تطـارد ضـانا
*****
يا عصبـة الطليـان مهـلا إننا
عـرب كـرام لـن تضيـع دمانا
لن تستريحـوا بثأرنا أبـدا ولن
ننـسى وإن طال الزمـان حمانا