رحم الله شاعر النيل حافظ إبراهيم حين قال يرثي الكاتب الكبير قاسم أمين :
خَــرَجَــت أُمَّـــةٌ تُـشَـيِّـعُ نَـعـشـاً
قَــد حَــوى أُمَّــةً وَبَـحـراً عُـبـابا
حَـمَـلـوهُ عَــلـى الـمَـدافِـعِ لَــمّـا
أَعـجَـزَ الـهـامَ حَـمـلُهُ وَالـرِقـابا
حالَ لَونُ الأَصيلِ وَالدَمعُ يَجري
شَـفَـقـاً ســائِـلاً وَصُـبـحاً مُـذابـا
وَسَـها الـنيلُ عَـن سُـراهُ ذُهـولاً
حينَ أَلفى الجُموعَ تَبكي اِنتِحابا
ظَـنَّ يـا سَـعدُ أَن يَـرى مِهرَجاناً
فَـــرَأى مَـأتَـماً وَحَـشـداً عُـجـابا
لَــم تَـسُق مِـثلَهُ فَـراعينُ مِـصرٍ
يَــــومَ كــانــوا لِأَهـلِـهـا أَربــابـا
خَـضَـبَ الـشـيبُ شَـيبَهُم بِـسَوادٍ
وَمَـحا البيضُ يَومَ مِتَّ الخِضابا
التغيير قادم لامحالة ... فمن منع قيادة المرأة للسيارة... أجاز الزواج بذات السبع ... ومن أجاز معاشرة ملك اليمين بعد المثنى والثلاث والرباع أجاز حفظوهن سورة النور وألزموهن البيوت... ومن منع المرأة من الحرية كمن منع العطشان شرب الماء البارد لأن قوما شرقوا به فماتوا....
الحرية ملك للإنسان سواء كان امرأة أو رجلا فلا أحد له الحق في امتلاك الآخر وبخس الحرية عنه ومنعه من حقه في الحياة كما يشاء..
فالمرأة عقل كامل ناضج غير ناقص تستطيع به قيادة مركبة ..وحمل بندقية وتصويب مسدس .. ونسج أجمل الأشعار ... المرأة هي الأم واللأخت والزوجة ..فلم نبخسها حريتها؟ المرأة ياسيدتي هي الوجود بعينه..فلماذا نعتبرها عارا ونتسابق في شرعنة إقصائها وإسكانها في كفن أسود لنحجب عنها أشعة النور؟ ... لماذا ...لماذا...لماذا؟
فالزنا والفحش والدعارة واللواط ... تنتشر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية كما في مجتمعات أخرى بدون استتناء..التربية الحسنة للمرأة والرجل على حد سواء هو الحل وليس قمع المرأة ومعاقبتها بمنعها الحرية التي منحها الله لخلقه ...
ودي واحترامي