البروفسور عبد الإله الصائغ ولعنة الأدب
عمي العزيز وأنا أدعو الله أن ينجيك من محنة المرض , أكتب لك ما لم يعنّي الفراق المستمر بيننا قوله
- حصل ذلك عام 1986 فقد ذهب المغفور له عبد ألأمير الصائغ من مدينة النجف قاصدا ً زيارة شقيقه عبد الإله في مدينة الموصل إذ كان رئيس لقسم اللغة العربية في جامعة الموصل آن ذاك , ثم عاد فرِحا ً برسالة ٍ من أخيه لإبنه .
عبد الأمير – ولدي علاء لقد أخبرت عمك انك بدأت تكتب الشعر وكتب لك رسالة طويلة يرشدك بها عن كيفية الخوض في مسالك الادب .
أخذت الرسالة مستبشرا ً وكانها بطاقة الدخول إلى الجنه .
لكني ياعمي العزيز لم أقرأ منها إلا سطرين .
ولدي الشاعر علاء , أبشر أولاً بلعنة الأدب ألتي تعني الفقر , فكل شاعر ينوء بحملها بين أضلعه , ولدي أبهجني الخبر الذي نقله لي والدك بأنك بدأت بكتابة الشعر فعليك ثانياً منذ الآن أن تقرأ وتقرأ وتقرأ
هنا ولأن المغفل إبن أخيك إن كان يحب الفقراء فانه يكره الفقر بشده ,لذا دس رسالتك في بطن ديوانك ( عودة الطيور المهاجرة ) ونسى أمرها وعزم أن يستذوق الشعر والادب من بعيد خوفا على جيبه من الجذام .
وبعد أن إنتفخ جيبي ومات والداي ومن بعدهم وطني وسكنت المهجر , راحت مشاعري تأنّ طلقات الجيبوبه , وأنا لم أقرأ رسالتك ولم أفقه مسلك ألأدب .
وجعي ياسيدي أصبح أعظم واللعنة لم تصب جيبي بل أصابت خاطري ,وليتني علمت ساعتها إن اللعنة ستطاردني شئت هذا أم أبيت .
فهل تستطيع عمي العزيز أن تعيد كتابة رسالتك فأنا مستعد ألآن للإصابة بلعنة الأدب ؟؟؟؟