التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,844
عدد  مرات الظهور : 162,301,816

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نــور الــشــعـر > بحار وشطآن > قصائد كبار الشعراء العرب > الشعر الحديث > الشعر المعاصر
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30 / 09 / 2010, 20 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
أسماء بوستة
أستاذة وباحثة جامعية - مشرفة على ملف الأدب التونسي

 الصورة الرمزية أسماء بوستة
 





أسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to beholdأسماء بوستة is a splendid one to behold

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: تونس

أكبرت يومك أن يكون رثاء (في رثاء عبد الناصر) - محمد مهدي الجواهري

أكبرت يومك أن يكون رثاء


في رثاء عبد الناصر
محمد مهدي الجواهري


أكبرتُ يومَكَ أن يكون رثاء

الخالدون عهدتُهم أحياءَ
أَوَ يرزقون ؟ أجلْ ، وهذا رزقهم

صنو الخلود وجاهةً وثراءَ
قالوا الحياة فقلت دينُ ُ يُقتضَى

والموتُ قيلَ فقلتُ كان وفاءَ
يا قائد الجيش الشهيد أمضَّه

شوقُ ُفزار جنودَه الشهداءَ
أكبرت يومك أن يكون رثاءَ

أجعلت منه موعداً ولقاءَ ؟
أبرفرف الخلد استفزك طائفُ ُ

لتسامر الخلصانَ والخلطاءَ ؟
أم رمتَ جمعَ الشمل بعد تفرق ؟

أم أن تثيرَ كعهدِكَ الشعراءَ
يا أيها «النسر» المحلق يتقي

فيما يميل عواصفاً هوجاءَ
ينقض عجلاناً فيفلت صيده

ويصيده إذ يحسنُ الإبطاءَ
أَثنى عليك.. وما الثناء عبادة

كم أفسد المتعبدون ثناء
ديةُ الرجالِ إساءتان... مقلل

وأساءَ ، جنب مكثر وأساء
لا يعصم المجدُ الرجالَ ، وإنما

كان العظيم المجد والأخطاءَ
وإذا النفوس ترفعت لم تفتكرْ

لا الا نتقاصَ بها ، ولا الإطراءَ
لا يأبه البحرُ الخضمُّ روافداً

يلقي ، ولا زبداً يطير غثاءَ
لم يَخْلُ غابُ ُلم يحاسب عنده

أسد ، بما يأتي صباح مساء
تُحْصَى عليه العاثرات ، وحسبه

ما فات من وثباته الإحصاء
قد كنتَ شاخصَ أمةٍ ، نسماتها

وهجيرها ، والصبح ، والإمساءَ
ألقتْ عليك غياضَها ، ومروجَها

واستودعتْكَ الرملَ ، والصحراء
كنتَ ابنَ أرضكَ من صميم ترابها

تُعطي الثمارَ ، ولم تكن عنقاءَ
تتحضن السراء من أطباعها

وتلمُّ رغم طباعك الضَّراءَ
قالوا : أبُ ُبر فكانت أمة

ألفاً ، ووحدك كنت فيها الباءَ
خبطت كعشواء عصوراً ، وانثنت

مهزومة ، فأثرتها شعواءَ
وأنرتَ درب الجيل شاءت دربه

حيل الطغاة عميةً تيهاءَ
وعرفتَ إيماناً بشائر وعيه

إذ كان يعرف قبلها إغراءَ
وانصعتَ في سودِ الخطوب لئيمةً

تسدي طلائعه يداً بيضاء
وبرمتَ بالطبقات يحلب بعضُهَا

بعضاً ، كما حلب الرعاةُ الشاءَ
ووددتَ لو لم تعترف شريهما

لا الأغنياءَ بها ولا الفقراءَ
وجهدت أن تمضي قضاءك فيهما

لتشيد مجتمعاً يفيض هناءَ
أسفاً عليك ، فلا الفقير كفيتَه

بؤساً ، ولا طلت الغنيَّ كفاءَ
قد كان حولك ألفُ جار يبتغي

هدماً ، ووحدَكَ مَنْ يريد بناء
لله صدرك ما أشدَّ ضلوعه

في شدة ، وأرقهن رخاءَ
تَلِجُ السياسة في تناقض حالها

فتطابقُ العزمات والآراءَ
كراً وإحجاماً ، ورقةَ جانب

وصلابةً ، وسلاسةً ودهاءَ
وأريت في « أسوانَ » قدرةَ ساحرٍ

يسعى ليوسع ميتاً أحياءَ
وبعثته حياً. ودست مشككاً

وصفعتَ همازاً به مشَّاءَ
وقمرت شر مقامر وكسبته

وسلبته أوراقه السوداءَ
ورددت كيد مكايد في نحره

واصطدته بشباكه إغراءَ
ولففتَ رأس «الأفعوان» بذيله

وقطعتَه ، وخطبتَها بتراء
وصنعت معجزة «القناة» ورعتهم

وسقيتهم حمم الجحيم الماءَ
وعصرتَ طاقات الجموع ، ورزتها

فوجدتها ولاَّدةً عشراء
وجسستَ أوتار النفوس فوقعت

لك طوعاً أنغاَمها السمراءَ
ألقتْ إليك قلوبها وعروقها

سمحاءَ ما شاء الندى معطاء
فإذا نطقتَ ملكتَ مهجةَ سامع

وخشوعها ، والسمعَ والإصغاءَ
وإذا سكتَّ أشاع صمتُكَ رهبةً

حتى يُخال كتيبةً خرساءَ
أثني عليك.. على الجموع يصوغها

الزعماء ، إذ هي تخلق الزعماءَ
ورؤى «حزيران» وحسبك أنه

يُحيي لنا برؤاه « عاشوراء »
ناهضتَ فانتهضتْ تجر وراءها

شمم الجبال عزيمة ومضاءَ
واقتدتها فمشتْ يُسَدِّدُ خطوها

أن كنت أنت دليلها الحداءَ
ونُكسْتْ فانتكستْ. وكنتَ لواءها

يهوي ، فما رضيتْ سواك لواء َ
ثقة يحار بها النهى ، ومعزة

تاهت على هام السهى خيلاءَ
قالوا عمى في العاطفات وندرة

بعث الزعيم عواطفاً عمياءَ
كانوا وعاةً يأخذون طريقهم

للموت ، لا غفلاً ، ولا أجراءَ
خار الضعاف دروبهم ، وتخيرت

همم الرجال مشقة وعناءَ
ما كان ذنبك أن يطول على السرى

ليل يطيل صباحُه الظلماءَ
يطوي عليه الناكصون جناحهم

ويضم تحت جناحه العملاءَ
كَلاَّ ، ولا ذنب الجموع بريئة

عذراء من غصب العفاف براءَ
ما كان ذنب كليكما عدد الحصى

أمم تهين بوطئها الحصباء
يا مصر ، نحن الحالمونَ كما ادعوا

حاشا ، وبئستْ نزعة تتراءى
إنَّا رئات في حنايا أمةٍ

راحت بنا تتنفس الصعداءَ
لم نأتِ بدعاً في البيان وإنما

كنا لما حلمتَ به أصداءَ
لسنا ملائكةً ولكنْ حسبنا

إغراؤها ، لنقاوم الإغراءَ
نلقى بما وهبتْ لنا من وحيها

عن كل ما تهبُ الحياةُ عزاءَ
لا هُمَّ عفوك إننا من قلة

خُلقتْ لتعطي حقها الأشياءَ
خلقت لتدرك ما يخامر نملةً

في زحفها ، وحمامةً ورقاءَ
لتعيش مأساة الخليقة كلها

ولتستبين دواءها والداءَ
وارحمنا للمبصرينَ تكلفوا

أن يسدلوا عما يسرون غشاءَ
دوتْ حماسات الرجال ، وأرزمت

حتى لتستبق الجمال رغاءَ
ما أشجع «الآساد» تعجز كلها

عن أن تنازلَ حية رقطاء
خمس مئوون.. ملة وعروبة

تعطي الصغار ثلاثة لقطاءَ
تلهو و«ثاني القبلتين» مباحة

وتعيِّيدُ «المعراجَ والإسراء»
وتزخرف الحلقاتِ كل عشية

لتقيم «زاراً» أو تشن دعاءَ
وتكدس الذهبَ الحرام كأهله

تجد الحياة مذلة وثراء
وتطارد الفكر الشريف كأنها

منه تطارد « هيضةً » ووباءَ
ويشارك «الدستور» وعي مناضل

بالمجرمين عقوبةً وجزاءَ
وتفلسف الجور العسيف وتجلد

الدين الحنيف ليستحيل غطاءَ
من فوق أعناق المشانق تدلى

خير الرءوس شهامة ووفاءَ
وتكاد أقبية السجون غضاضة

وأسى تصيح لترحم السجناءَ
وتعود تعجب كيف كان مكانها

من حيث تنطلق الحياة وراءَ
فيم التعجب ؟ لا نُحمِّل وزرنا

قدراً ، ولا ما نحن فيه قضاءَ
رحنا نقص من الجناح قوادماً

وخوافياً قَصَّ الغرير رداءَ
ونزف لا الأرض الوطيئة نرتضي

وكراً ولا يرقى الجناحُ سماءَ
ساءلتُ نفسي لا أريد جوابها

أنا أمقت الضراع والبكاءَ
أترى صلاح الدين كان محمقاً

أن يستشيط حمية وإباء
أم عادت « القدسُ » الهوان بعينه ؟

أم عاد دينُ المسلمين رياءَ
يا ابن «الكنانة» وابن كل عظيمة

دهياء تحسن في البلاء بلاءَ
أعززْ علينا أن تساء منبئاً

ما كنت تكرع ، مثلها أنباء
ذُبِحَ «الفداة» ورحتَ أنت ضحية

عنهم ، وما أغنى الفداءُ فداءَ
ذبح «الفداة» وليت ألفي ذابح

عن أصبع منهم يروح وقاءَ
واخزية «الأردن» صبغ ماؤه

من خير أعراق لديه دماء
لا طاولتْ شمس النهار ضفافَه

وتساقطت رجماً عليه مساءَ
نذروا لأشلاء الغزاة بغربه

فتساقطوا «شرقيه» أشلاءَ
تلك العظام سيستطيرُ غبارها

يعمي الملوك ، ويطمر الأمراءَ
وإذا عجبت فأن يضم رهيمها

من حوله «الفرقاء» والفرقاءَ
لجأوا لأدبار «الحلول» فسميتْ

وسطاً ، وسُمىَ أهلُها وسطاءَ
يا مصرُ ، يا حلم المشارق كلها

من عانت الأحلامَ والأهواءَ
يا بنت «نيلك» من عذوبة جَرْسه

نغماتُ جرسك رقةً وصفاءَ
حضن الحياة صبية فمشتْ به

ومشى بها يتباريان سواءَ
يقظى ليقظان يهز سريرها

لم تقو في شطآنه إغفاءَ
وربيبة «الهرمين» شاخَا إذهما

يتبنيانك صبوةً وفَتَاءَ
تلقين في السراء سحرك كله

وتموعين بصبرك الضراءَ
وتمِّونينَ الدهر سبعاً خصبة

يكفي بها سبعاً له جدباءَ
مشت القرون وخلَّفت أسحارها

ترمي عليك الطل والأنداءَ
والصبح يصبغ وجنة مشبوبةً

والليل يكحل مقلة وطفاءَ
والشمس تلفح سمرة عربيةً

والنجم يُرقص قامةً هيفاءَ
ودرجتِ في حقل «الحضارة» غضةً

وبدأتِه تفاحة خضراءَ
ولممت عن جنبيه أزهار الربى

وجلوتهن جنائناً غلبياء
أسكنتهن الشعر والشعراء

والعلم ، والعلماء ، والحكماءَ
شعي برغم الداجيات ، وزحزحي

عنها ، وزيدي بهجة ورواءَ
وتماسكي ، فلقد صمدت لمثلها

وأمرَّ ، ثم أطرتهن هباءَ
شعي فقارات ثلاث تجتلي

عبر العصور سراجك الوضاءَ
يا «مصر» أحرفك الثلاثة كُنَّ لي

لولا الغلو الوجدَ والإغماءَ
عشرين عاماً لم أزرك ، وساعة

منهن كانت منية ورجاءَ
لم.. ؟ لستُ أدري غير أن قصائداً

عشرين لم تشفعْ لديك لقاءَ
ناغيت فيها شعب مصر وهجته

ورجوته أن يركب الهيجاءَ
وشجبت «فرعونا» يتيه بزهوه

ينهى ويأمر سادراً ما شاءَ
وظللت أحسد زائريك ، وخلتني

رتعاء ، تحسد أختها العجفاء
من كل حدب ينسلون ، ولم أكن

- وهواك - فيهم نسلة نكراء
وهبي ثقيلَ الظل كنتُ فلم أُطَقْ

أفما أَطقتِ - فديتُكِ - الثقلاءَ
دللت فيك أبوة عهدي بها

علم اليقين تدلل الأبناءَ
يا «مصر» لي وطن أجل عطاء ه

ويحب فيَّ سماحةً وعطاءَ
يغشى الدروب علىَّ حتى إنني

لأكاد أفقد في الزحام رداءَ
سرنا على درب الكفاح من انجلى

فجر الكفاح بجوه وأضاءَ
متجاوبين مدى الأبيد أهزه

إيثارة ، ويهزني إيحاءَ
للموت أحدو والشهادة أهله

أترى وُجْدِْتُ لأذبح الشهداءَ ؟
وبمصر لي وطن أطار بجوه

ما لا أطار بغيره أجواءَ
أجد العوالم كلها في سفحه

سبحانَ خالقِ كونهِ أجزاءَ
ياسدرةً في المنتهى لم تعترفْ

إلا ا لظلال الخضر والأفياءَ
عاطي ظلالك «ناصرا» فلطالما

عاطَى الجموع ظلاله وأفاءَ
وعليك يا فخرَ الكفاح تحية

في مثل روحك طيبةً ونقاءِ
إن تَقْضِ في سوح الجهاد فبعدما

سعَّرْتَ فيها الرمل والرمضاءَ
ولقد حملتَ من الأمانة ثقلها

لم تُلقها برماً ولا إعياء
نمْ آمناً ستمد روحُكَ حرةً

وسط الكفاح رفاقَك الأمناءَ

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
أسماء بوستة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد مهدي الجواهري, أكبرت يومك أن يكون رثاء, رثاء, عبد الناصر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دائرة الأحزان.. لهدى الخطيب في رثاء طلعت سقيرق خولة الراشد قصائد ونصوص الرثاء 4 27 / 10 / 2012 55 : 04 AM
قصيدة فى رثاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ناهد شما شخصيات لها بصمات 2 24 / 05 / 2011 51 : 06 PM
سبيل الجَماهير . محمد مهدي الجواهري نصيرة تختوخ الشعر المعاصر 0 01 / 03 / 2011 37 : 12 PM
الرحلة ابتدأت (في رثاء عبد الناصر) - أحمد عبد المعطى حجازي أسماء بوستة الشعر المعاصر 0 30 / 09 / 2010 48 : 01 AM
في رثاء جمال عبد الناصر - احمد فؤاد نجم أسماء بوستة الشعر المعاصر 0 30 / 09 / 2010 26 : 01 AM


الساعة الآن 23 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|