شامخة كالنخلة تجاهدين رياح الصبا والدبور تصارعين تميلين يمينا وشمالا لكن لا تسقطين يقضة حذرة لا تكلين عيونك لا تنام ، لا تغفلين في يدك اليمنى عصا تهشين بها كيد الكائدين في اليمنى سكين تخوفين به المعتدين صامدة في كل الظروف كأنك تحاربين طريق سعادتنا عليها تبحثين إليها تمشين عارية الرأس حافية القدمين بالغالي والنفيس تضحين مرت السنين تلوى السنين رأيتك أمام عيني تذبلين اشتد عليك المرض اصبح السرير رفيقا لا تفارقين منهارة مقطبة الجبين جل الأوقات أراك مغمضة العينين أفيقي أماه أريد أن أراك تبتسمين لا أطيق رِؤيتك تتوجعين أفديك بروحي لو تطلبين عهدتك فرسة صاهلة بنفسك تفتخرين ماهاذا البرود ماهاذا الأنين؟ قالت بصوت حزين أنا راحلة لا تكتئبين كوني صبورة لا تبكين إدعي لي بالمغفرة إذا كنت لأمك تحبين ودعتها الوداع الأخير مع آخر ضمة فيها حنين.
الأستاذة الكريمة فتحية جميل ما قرأت هنا و تبقى الأم دائما حاضرة في الذاكرة لا تختفي ملامحها و لا مشاعرها ولا معانيها فهي الحاضرة الغائبة رحم الله تعالى أمهاتنا و أسكنهن فسيح جناته