التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,860
عدد  مرات الظهور : 162,362,392

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > جداول وينابيع > المقــالـة الأدبية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22 / 11 / 2010, 22 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
يونس قريب
مهندس / شاعر وأديب
 





يونس قريب is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

3d جثة في المركب

جثث في المركب

من الصعب على الإنسان أن يقف في لحظة عزلة عن العالم و يواجه ذاته, لأنه إن فعل اكتشف الحقيقة. و الجنس البشري لا يطيق الكثير من الحقيقة و ربما القليل أيضا و لهذا كانت السلبية هي السمة الغالبة في العالم..

الثمن الباهظ
و ما يقال عن الفرد يقال عن الأمة. و إذا كان الفرار من الذات لفرد لا يضر إلا صاحبه فإن ذلك للأمة كارثة عظيمة جدا تجعلها تدفع الثمن الباهظ..
جثة في المركب

هناك اعتقاد لدى البحارة الأقدمين كانوا إذا ركبوا البحر ثم فجأة إدلهم الجو و عصفت الريح و اضطربت الأمواج فأصبحت تصفع السفينة فتجعلها تترنح على البحر كالسكران و ظن الجميع أن ساعة الهلاك قد أزفت كانوا يقولون : لابد أن في مركبنا جثة ثم يسرع الجميع باحثين عنها حتى إذا وجدوها و ألقوها إلى البحر عاد السلام و رجعت السفينة تتهادى فوق الماء كالعروس ونجا الجميع.
في مركبنا مقبرة.

و نحن هذه الأمة المسكينة قد ركبنا البحر منذ دهر طويل و هذه سفينتنا تحملنا في رحلتنا الشاقة و ها قد اضطرب الجو و اسود الأفق و هذه السحب الداكنة بعضها فوق بعض و مركبنا تدفعه الأمواج و ترفعه و تخفضه بعنف و الظلام المرعب مخيم علينا ولا نكاد نستقر في سفرنا الحضاري أبدا أفلا يحسن بالعقلاء من أمتنا أن يبحثوا في هذا المركب عن الجثة التي جلبت علينا هذه اللعنة عسانا نلقيها إلى البحر فيهدأ و نسير بسلام.
و لكن هل في سفينتنا جثة واحدة أم فيها مقبرة وهل تحتاج إلى بحث أم أن كل شيء واضح للجميع
هذه أم تلك
إنني الحظ هذه الأمة و أتسائل :
ما الذي يدفع شابا في ربيع الحياة أن ييمم شطر الضفة الأخرى وهو يعلم يقينا أنه إن لم يكن طعاما لوحوش البحر فسيكون لقمة لسجون البر ؟
ما الذي يدفع إنسانا متعلما أن يترك دفء الأسرة و الوالدين و المدرسة و يتجه إلى الجبل كي يعيش بين الوحوش ثم يعتقد أن سفك الدماء دين يأخذ إلى الجنة و الإفساد في الأرض صك غفران ينجي من النيران و يقود الإنسان إلى الرضوان؟
ما الذي يجعل الفساد كائنا يعيش في كل المناخات و كل المناخات لا تهلكه الحرارة العالية ولا يجمده الصقيع الشديد هذا الكائن الكريه المدلل الذي يعيش في قصور الأغنياء و يحيا في أكواخ الفقراء نجده خلف مكاتب الإدارات وفي أقسام الدرس وفي دواوين الوزارات و في ملاعب الرياضة وفوق منابر المساجد ونلقاه من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا و عن شمائلنا قاعدا لنا صراط الله المستقيم ؟
ما الذي يجعل خريج المدرسة أميا لا يحل رموز اللغة و خريج الجامعة بائسا علميا يثير الشفقة والاشمئزاز أيضا؟
أين نعلق الجرس

و أتساءل بعد : من المسئول عن هذه المأساة و من السبب في هذه الفاجعة ؟
أهو الاستعمار الذي ترك إرثه المسموم يسري في أوصال الأمة كما يسري الشيطان من ابن آدم بعد أن جثم بثقله اللعين على صدر هذه البلاد لعقود طويلة لم يكل أبدا ولم يمل عن محاولة مسح ومسخ عقيدة الشعب و قيمه و ثقافته وحقنه بعفن كريه هذه نتائجه الحقيقة أن الاستعمار على سوءه إنما هو مظهر من مظاهر المرض
أهو النظام السياسي بعد الاستقلال الذي لم يزل يتخبط و الذي فتح للامة أبواب جنة موهومة سرعان ما تبين أنها جحيم تكتوي البلاد بنارها اليوم و الذي انتقل من ديكتاتورية الرأي الواحد إلى جبروت الفساد الواحد الحقيقة أن النظام السياسي إنما هو مظهر من مظاهر المرض
أهو الفقر الذي يعض بأنيابه أغلب الأمة و الفقر منذ بدء الخليقة كان أب كل الرذائل و أمه و المحض الذي فيه يترعرع الفساد و الفوضى و يشب و يقوى و يتحول إلى وحش كاسر لا يبقي ولا يذر الحقيقة أن الفقر مظهر من مظاهر الداء
و الكسل و التواكل و عدم إتقان العمل والنفاق وتحويل ملك الأمة إلى الجيوب الخاصة و الدعارة و الجريمة و غير ذلك كثير إنما هي من مظاهر الداء
أين الداء إذن

تكلم المفكر العظيم مالك بن نبي رحمه الله تعالى عن ظاهرة القابلية للاستعمار وهي بكل بساطة أن الأمة التي تكون مهيأة لأن تستعبد تستعبد فعلا إن العبد الذي لا يهيئ ظهره للركوب لا يركبه أحد وما يقال عن القابلية للاستعمار يقال عن القابلة للاستعمال و القابلية لتفشي الفساد و القابلية للانخداع وأول خطوات معرفة المرض و تشخيصه أن نعرف هذه الحقيقة : إننا أمة تعيش فيها خاصة القابلية للفوضى و الفساد.
و بعد معرفة هذه الحقيقة التي لا تحتاج إلى دليل أو برهان أو فلسفة عميقة
و ليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل

فالسؤال الآن كيف تسرب إلي كياننا هذا الكائن الخبيث
كيف عرف الطريق

عندما يقف المرء على القمة ثم يتحرك لابد له أن ينحدر و نحن شعب ينتمي إلى أمة انطلقت من تحت الصفر و راحت تتطور رويدا رويدا حتى ملكت العالم ثم بدأ يدب إليها داء الأمم فبدأت في الانحدار في أيام ارتفاعها قال شاعرها ا يصف معركة :
ذي المعالي فليعلون من تعالى هكذا هكذا و إلا فلا لا

وبعد أن تربعت الأمة على عرش العالم بدأت تعيش الترف و البذخ و خرجت شاعرة تقول :
أنا و الله اصلح للمعالي و أمشي مشيتي و أتيه تيها
أمكن عاشقي من صحن خدي و أعطي قبلتي من يشتهيها
المعالي هي حضارة الأمة وتطورها و عظمتها و قوتها و عندما تكون قناعة الأمة أن المعالي تعيش بين صليل السيوف التي تسل على الظالمين فتذهب عنهم جنونهم
وكان بها مثل الجنون فأصبحت و من جثث القتلى عليها تماتم
وتقلم أظافر الجبروت ليزدهر وجهها و يضيء و يخسا الظالمون
أبقت بني الأصفر الممراض كاسمهم صفر الوجوه و جلت اوجه العرب

و لكن عندما يتسرب إلى ذات الأمة مفهوم جديد للمعالي قوامه أن تتصدر المستهترات ت لتعرض على الجميع صحن الخد و توزع القبل على من يريدها هنا فقط تكون الأمة قد انطلقت إلى المنحدر الآسن ولكن...... ألا يعيش في فترة قوة الأمة مستهترات؟ و بالمقابل في فترة ضعفها ألا يوجد الجادون؟ بلى. إنما السمة الغالبة للأمة في عصر انحدارها تعبر عنها المستهترة و الرويبضة و في عصر قوتها يعبر عنها العظماء و العباقرة ويبقى أولئك منبوذون في النظرة العامة للمجتمع
ولكن لماذا

الأمة وهي تشب و تسير في طريق تطورها تعيش حالات مختلفة من اختلاط شعوب وقبائل و من ثم قناعات و أفكار جديدة تراها. و في صراعها الدائم هناك مؤامرات أغلبها خفية و متسترة و عندما تنداح الدائرة يبدأ في داخلها الصراع و في المحصلة العقيدة الأولى التي انطلقت بها تبدأ في الصدأ و الذوبان و الفتور و تتحول بفعل عوامل الحت الحضاري إلى هيكل لا روح فيه و تقوم في ذاتها عقيدة جديدة هي عقيدة صراع الأخوة و الترف و البذخ و التجبر و غير ذلك من الأمراض الحضارية ثم لا تشعر الأمة إلا وهي تترنح من ضربة خارجية هيأت لها ضربات داخلية عديدة
ثقب في النفس و آخر في العقل

إن أي مصلح نجح في مسيرة إصلاحه لابد أن يكون فعل مع أمته أمرين اثنين -: تخليصها من عفن قديم- و ملئها بعقيدة جديدة هي قوام الانطلاق وهذه العقيدة لها جناحان أو قائمتان يكشفان عن الخلل فأي شعب متخلف يعاني من أمرين خطيرين أو مرضين عضالين هما
01-خلل في النفس و هذه هي أخلاق الأمة فالفساد الاجتماعي من سرقة و رشوة و دعارة و فسق و امتداد اليد إلى الملك العام و تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة و الترف و غياب ميزان الكفاءة في إسناد المسئوليات كل ذلك يشكل ثقبا في ذات الأمة
02-خلل في العقل وهذا مستوى الأمة العلمي و الثقافي فأي بلد متخلف لابد أن تسود فيه الخرافة و الشعوذة و الجهل بقسميه البسيط و المركب و الاعتماد على الغير في كل شيء من اللبس إلى الطعام إلى المركب و غير ذلك وهذا يشكل الثقب الآخر في عقل الأمة
عود على بدء

إنني أتساءل هل تنتشر في بلادنا مظاهر الفساد الأخلاقي من مجون وبذخ تقابله معاناة مرة و فسق و فساد و رشوة و جريمة هل تنتشر في بلادنا خرافات بسيطة أحيانا تعيش في بيت مشعوذ بسيط و أخرى تعيش في قصر كبير
إن الاعتقاد أن تدوير الملح على المريض يشفي من الألم هو الوجه الآخر للاعتقاد أن كرة القدم وسيلة إسعاد الأمم إنني أظن أن هذه جثة كبيرة متعفنة فمن يلقيها إلى البحر
Jackobrd@gmail.com

أبو أنفال ، بئر العاتر في :01/06/2010



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
يونس قريب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22 / 11 / 2010, 32 : 09 PM   رقم المشاركة : [2]
الزبير قريب
شاعر جزائري وأديب

 الصورة الرمزية الزبير قريب
 





الزبير قريب is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: جثة في المركب

أخي يونس،
بين ضربة الجزاء المر، و الجثة المخبأة في مركبنا الكبير، كرة واحدة تتراوح، ولا تكاد تتوقف عن النط، تذكرنا بمن قال:"أشغلوهم بالمسرح".
مزيدا من البكاء الأسود على البحر الميت لعل أمواجه تحيا بالبث الإبداعي.
الزبير قريب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22 / 11 / 2010, 41 : 11 PM   رقم المشاركة : [3]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

:sm128: رد: جثة في المركب

استاذي الفاضل يونس قريب أسعد الله اوقاتكم بكل خير
لا يسعني أولا إلا أن أرحب بقلمك ومدادك وقد نزلت فينا واقفا ومسألة خطيرة تتعلق بالأمة أشعلت مشاعرك والضمير
اخي الفاضل كما تعلم أن البشر هم جزء من نظام هذا الكون ؛ أول ميزة من ميزاتهم هو العقل . والعقل هو العامل الحقيقي الناظم
لمسار الإنسان في حياته، وأول مميزات هذا العقل هو احترام الذات بل وربما تكون هذه المسألة – احترام الذات - من أهم
وأعظم المحددات في خلق حياة الحرية الذاتية والشعور بالفخر في كيفية العلاقة مع النفس ومع الآخرين ؛
وهي الدافع الذي يمكنك من مساعدة نفسك على فهم أفضل لجميع المشكلات التي تواجهك من جميع الجوانب لتتخذ
القرار على ضوء هذا الفهم . ولكن .. أول ما يواجه هذا العقل من معوقات هو الجهل .. فنحن أمام وضع خطير
لو عولج العقل بالمعرفة لأدار النفس " الأمارة بالسوء " إدارة أفضل تقوم على احترام الذات ولو فعلنا لا نعود
إلى التساؤلات المرة مثل التي أوردتها : " مظاهر الفساد الأخلاقي من مجون وبذخ تقابله معاناة مرة و فسق
و فساد و رشوة و جريمة " فمتى نحترم ذواتنا ونعمل على تنمية العقل ومحاربة الجهل ؟
أخي الفاضل شكرا لك ألف شكر وستبقى هذه الصفحة تحتاج إلى أقلام راقية كرقي فكرك
تحيتي تقديري واحترامي
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23 / 11 / 2010, 13 : 02 PM   رقم المشاركة : [4]
عادل سلطاني
شاعر

 الصورة الرمزية عادل سلطاني
 





عادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: جثة في المركب

[gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
جثث في المركب

من الصعب على الإنسان أن يقف في لحظة عزلة عن العالم و يواجه ذاته, لأنه إن فعل اكتشف الحقيقة. و الجنس البشري لا يطيق الكثير من الحقيقة و ربما القليل أيضا و لهذا كانت السلبية هي السمة الغالبة في العالم..

الثمن الباهظ
و ما يقال عن الفرد يقال عن الأمة. و إذا كان الفرار من الذات لفرد لا يضر إلا صاحبه فإن ذلك للأمة كارثة عظيمة جدا تجعلها تدفع الثمن الباهظ..
جثة في المركب

هناك اعتقاد لدى البحارة الأقدمين كانوا إذا ركبوا البحر ثم فجأة إدلهم الجو و عصفت الريح و اضطربت الأمواج فأصبحت تصفع السفينة فتجعلها تترنح على البحر كالسكران و ظن الجميع أن ساعة الهلاك قد أزفت كانوا يقولون : لابد أن في مركبنا جثة ثم يسرع الجميع باحثين عنها حتى إذا وجدوها و ألقوها إلى البحر عاد السلام و رجعت السفينة تتهادى فوق الماء كالعروس ونجا الجميع.
في مركبنا مقبرة.

و نحن هذه الأمة المسكينة قد ركبنا البحر منذ دهر طويل و هذه سفينتنا تحملنا في رحلتنا الشاقة و ها قد اضطرب الجو و اسود الأفق و هذه السحب الداكنة بعضها فوق بعض و مركبنا تدفعه الأمواج و ترفعه و تخفضه بعنف و الظلام المرعب مخيم علينا ولا نكاد نستقر في سفرنا الحضاري أبدا أفلا يحسن بالعقلاء من أمتنا أن يبحثوا في هذا المركب عن الجثة التي جلبت علينا هذه اللعنة عسانا نلقيها إلى البحر فيهدأ و نسير بسلام.
و لكن هل في سفينتنا جثة واحدة أم فيها مقبرة وهل تحتاج إلى بحث أم أن كل شيء واضح للجميع
هذه أم تلك
إنني الحظ هذه الأمة و أتسائل :
ما الذي يدفع شابا في ربيع الحياة أن ييمم شطر الضفة الأخرى وهو يعلم يقينا أنه إن لم يكن طعاما لوحوش البحر فسيكون لقمة لسجون البر ؟
ما الذي يدفع إنسانا متعلما أن يترك دفء الأسرة و الوالدين و المدرسة و يتجه إلى الجبل كي يعيش بين الوحوش ثم يعتقد أن سفك الدماء دين يأخذ إلى الجنة و الإفساد في الأرض صك غفران ينجي من النيران و يقود الإنسان إلى الرضوان؟
ما الذي يجعل الفساد كائنا يعيش في كل المناخات و كل المناخات لا تهلكه الحرارة العالية ولا يجمده الصقيع الشديد هذا الكائن الكريه المدلل الذي يعيش في قصور الأغنياء و يحيا في أكواخ الفقراء نجده خلف مكاتب الإدارات وفي أقسام الدرس وفي دواوين الوزارات و في ملاعب الرياضة وفوق منابر المساجد ونلقاه من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا و عن شمائلنا قاعدا لنا صراط الله المستقيم ؟
ما الذي يجعل خريج المدرسة أميا لا يحل رموز اللغة و خريج الجامعة بائسا علميا يثير الشفقة والاشمئزاز أيضا؟
أين نعلق الجرس

و أتساءل بعد : من المسئول عن هذه المأساة و من السبب في هذه الفاجعة ؟
أهو الاستعمار الذي ترك إرثه المسموم يسري في أوصال الأمة كما يسري الشيطان من ابن آدم بعد أن جثم بثقله اللعين على صدر هذه البلاد لعقود طويلة لم يكل أبدا ولم يمل عن محاولة مسح ومسخ عقيدة الشعب و قيمه و ثقافته وحقنه بعفن كريه هذه نتائجه الحقيقة أن الاستعمار على سوءه إنما هو مظهر من مظاهر المرض
أهو النظام السياسي بعد الاستقلال الذي لم يزل يتخبط و الذي فتح للامة أبواب جنة موهومة سرعان ما تبين أنها جحيم تكتوي البلاد بنارها اليوم و الذي انتقل من ديكتاتورية الرأي الواحد إلى جبروت الفساد الواحد الحقيقة أن النظام السياسي إنما هو مظهر من مظاهر المرض
أهو الفقر الذي يعض بأنيابه أغلب الأمة و الفقر منذ بدء الخليقة كان أب كل الرذائل و أمه و المحض الذي فيه يترعرع الفساد و الفوضى و يشب و يقوى و يتحول إلى وحش كاسر لا يبقي ولا يذر الحقيقة أن الفقر مظهر من مظاهر الداء
و الكسل و التواكل و عدم إتقان العمل والنفاق وتحويل ملك الأمة إلى الجيوب الخاصة و الدعارة و الجريمة و غير ذلك كثير إنما هي من مظاهر الداء
أين الداء إذن

تكلم المفكر العظيم مالك بن نبي رحمه الله تعالى عن ظاهرة القابلية للاستعمار وهي بكل بساطة أن الأمة التي تكون مهيأة لأن تستعبد تستعبد فعلا إن العبد الذي لا يهيئ ظهره للركوب لا يركبه أحد وما يقال عن القابلية للاستعمار يقال عن القابلة للاستعمال و القابلية لتفشي الفساد و القابلية للانخداع وأول خطوات معرفة المرض و تشخيصه أن نعرف هذه الحقيقة : إننا أمة تعيش فيها خاصة القابلية للفوضى و الفساد.
و بعد معرفة هذه الحقيقة التي لا تحتاج إلى دليل أو برهان أو فلسفة عميقة
و ليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل

فالسؤال الآن كيف تسرب إلي كياننا هذا الكائن الخبيث
كيف عرف الطريق

عندما يقف المرء على القمة ثم يتحرك لابد له أن ينحدر و نحن شعب ينتمي إلى أمة انطلقت من تحت الصفر و راحت تتطور رويدا رويدا حتى ملكت العالم ثم بدأ يدب إليها داء الأمم فبدأت في الانحدار في أيام ارتفاعها قال شاعرها ا يصف معركة :
ذي المعالي فليعلون من تعالى هكذا هكذا و إلا فلا لا

وبعد أن تربعت الأمة على عرش العالم بدأت تعيش الترف و البذخ و خرجت شاعرة تقول :
أنا و الله اصلح للمعالي و أمشي مشيتي و أتيه تيها
أمكن عاشقي من صحن خدي و أعطي قبلتي من يشتهيها
المعالي هي حضارة الأمة وتطورها و عظمتها و قوتها و عندما تكون قناعة الأمة أن المعالي تعيش بين صليل السيوف التي تسل على الظالمين فتذهب عنهم جنونهم
وكان بها مثل الجنون فأصبحت و من جثث القتلى عليها تماتم
وتقلم أظافر الجبروت ليزدهر وجهها و يضيء و يخسا الظالمون
أبقت بني الأصفر الممراض كاسمهم صفر الوجوه و جلت اوجه العرب

و لكن عندما يتسرب إلى ذات الأمة مفهوم جديد للمعالي قوامه أن تتصدر المستهترات ت لتعرض على الجميع صحن الخد و توزع القبل على من يريدها هنا فقط تكون الأمة قد انطلقت إلى المنحدر الآسن ولكن...... ألا يعيش في فترة قوة الأمة مستهترات؟ و بالمقابل في فترة ضعفها ألا يوجد الجادون؟ بلى. إنما السمة الغالبة للأمة في عصر انحدارها تعبر عنها المستهترة و الرويبضة و في عصر قوتها يعبر عنها العظماء و العباقرة ويبقى أولئك منبوذون في النظرة العامة للمجتمع
ولكن لماذا

الأمة وهي تشب و تسير في طريق تطورها تعيش حالات مختلفة من اختلاط شعوب وقبائل و من ثم قناعات و أفكار جديدة تراها. و في صراعها الدائم هناك مؤامرات أغلبها خفية و متسترة و عندما تنداح الدائرة يبدأ في داخلها الصراع و في المحصلة العقيدة الأولى التي انطلقت بها تبدأ في الصدأ و الذوبان و الفتور و تتحول بفعل عوامل الحت الحضاري إلى هيكل لا روح فيه و تقوم في ذاتها عقيدة جديدة هي عقيدة صراع الأخوة و الترف و البذخ و التجبر و غير ذلك من الأمراض الحضارية ثم لا تشعر الأمة إلا وهي تترنح من ضربة خارجية هيأت لها ضربات داخلية عديدة
ثقب في النفس و آخر في العقل

إن أي مصلح نجح في مسيرة إصلاحه لابد أن يكون فعل مع أمته أمرين اثنين -: تخليصها من عفن قديم- و ملئها بعقيدة جديدة هي قوام الانطلاق وهذه العقيدة لها جناحان أو قائمتان يكشفان عن الخلل فأي شعب متخلف يعاني من أمرين خطيرين أو مرضين عضالين هما
01-خلل في النفس و هذه هي أخلاق الأمة فالفساد الاجتماعي من سرقة و رشوة و دعارة و فسق و امتداد اليد إلى الملك العام و تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة و الترف و غياب ميزان الكفاءة في إسناد المسئوليات كل ذلك يشكل ثقبا في ذات الأمة
02-خلل في العقل وهذا مستوى الأمة العلمي و الثقافي فأي بلد متخلف لابد أن تسود فيه الخرافة و الشعوذة و الجهل بقسميه البسيط و المركب و الاعتماد على الغير في كل شيء من اللبس إلى الطعام إلى المركب و غير ذلك وهذا يشكل الثقب الآخر في عقل الأمة
عود على بدء

إنني أتساءل هل تنتشر في بلادنا مظاهر الفساد الأخلاقي من مجون وبذخ تقابله معاناة مرة و فسق و فساد و رشوة و جريمة هل تنتشر في بلادنا خرافات بسيطة أحيانا تعيش في بيت مشعوذ بسيط و أخرى تعيش في قصر كبير
إن الاعتقاد أن تدوير الملح على المريض يشفي من الألم هو الوجه الآخر للاعتقاد أن كرة القدم وسيلة إسعاد الأمم إنني أظن أن هذه جثة كبيرة متعفنة فمن يلقيها إلى البحر
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

أبو أنفال ، بئر العاتر في :01/06/2010



[/gdwl]

أهلا يونس :
محق أيها المفكر الفيلسوف الملامس عن كثب خلل الأمة الجذري على علاته ، أيها المستهدي بمقاربات مفكر العصرمالك بن نبي - رحمه الله- محاولا إسقاطها على واقع الأمة مع ما أضفت من مقاربات يونسية مسقطة بوعي قارئ لجسدنا الاجتماعي أيضا ، على غرار القابلية للاستعمال والقابلية لتفشي الفساد والقابلية للانخداع لتشريح واقع هذه الجثة التي فاحت منها كل الروائح الكريهة فأي بحر ترى سيرضى بجثتنا ؟ ، وهنا تحضرني دائما مقاربات بننبية صميمة تصلح بامتياز إذا طبقت بفاعلية في حياة المجتمعات لقلبتها رأسا على عقب ولكان إكسيرها التغييري فعلا يرسي فعل صناعة الحضارة متجاوزا بذلك واقع الفعل التكديسي لعالم الأشياء المستورد - من الابرة إلى الصاروخ- لتغيير واقع تجسيد نظرية استهلاك أي شيء والتي نجحت فيها مجتمعاتنا بامتياز ، على غرار الأفكارالقاتلة والأفكار المقتولة " الميتة " ،فتطبيق أفكار عصر ما في عصر آخر يعطل سيرورة الحضارة وحراكها التغييري في تنمية المجتمعات نحو الأمثل فأفكار عصر الموحدين لم تعد صالحة لعصرنا لأنها كانت حية في سياقها المجتمعي حينها ولم تعد صالحة في عصرنا لأنها أفكار ميتة تجوب نفوسنا الخاوية وعقولنا لأنها دخلت حيز الأرشيف النفسي والعقلي ولم تعد منتجة لأن الموروث إذا ظل حبيس رفوف الذات ولم يفعل بضخ الحياة فيه أصبح فعلا معوقا معطلا إرادة التغييرالحضاري نحو الأفضل الأمثل ، وخطر الأفكار الميتة ينخر جسدنا الاجتماعي من لدن الموحدين إلى اليوم كما يقول مفكرنا، وخطر ميت الأفكارفي مجتمعات فاقدة للحياة أشد عليها من الأفكار القاتلة المستوردة من وراء البحارومن الجانب المرضي في الحضارة الغربية تحديدا لأن الموروث الميت حبيس رفوفنا الذاتية أشد وأنكى وأهلك من المرضي الغربي القاتل المستورد ، فمثل هذه الأفكار القاتلة عبر تاريخنا من قتلت مجتمعاتنا فأصبحنا مجتمعات فاقدة للحياة رغم محاولات نهضوية ناكصة على أعقابها أحسنت إلا المراوحة في مكان واحد .

فما أحوجنا في هذا الوقت بالذات كمسلمين أن نعي جيدا فكر مالك بن نبي ونحاول إرساءه على أرض الواقع بوجه

عام ومقولته الموسومة : بين الأفكار الميتة والأفكار القاتلة لمواجهة الخلل العام فالأفكار القاتلة هي المستعارة

من الغرب ومن الجانب المرضي في الثقافة الغربية والأفكار الميتة هي مايجول في ذواتنا كمسلمين من أفكارفاقدة

للحياة ،وحسب مفكرنا فإن الأفكار الميتة أشد خطرا على المسلمين من الأفكار القاتلة فالموروث أقوى من المكتسب
،
فهذه الأفكار التي فعلت فعلتها في التاريخ قتلت المجتمع الإسلامي وهذه الأفكار الميتة والسارية في نسيجنا

الإجتماعي الإسلامي تكون الجانب السلبي في نهضتنا والتي كانت تشكل بدورها الجانب الإيجابي أو القتال في فترة

تقهقر وأفول حضارتنا الإسلامية ، فهذه الأفكار كانت قتالة في مجتمع حي قبل أن تصبح ميتة في مجتمع يريد الحياة
،
فهذه الأفكار لم تولد في المجتمعات الغربية بل ولدت في المجتمعات الإسلامية ، من خلال هذا السياق فإن

المجتمعات من تصنع أفكارا لتقتلها لكن تبقى فيما بعد أفكارا ميتة موروثة خطرها أشد من الأفكار المستعارة القاتلة

فالأولى تنسجم مع عادات المجتمعات وتقاليدها وتفعل فعلها من الداخل وهي بالتالي تخدع قوة الدفاعات الذاتية

للمجتمعات وبالتالي يتم امتصاص الأفكار القاتلة المستوردة من قبل الأفكار الموروثة الميتة .



عادل سلطاني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ضاع المركب والملاح طلعت سقيرق الشعر 3 07 / 12 / 2018 44 : 05 PM
المركب الابداعى عبد الحافظ بخيت متولى الدراسات 2 28 / 09 / 2012 45 : 09 PM


الساعة الآن 18 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|