مقبرة في تابوت
بقلم :سامر عبد الله144
بوحك لي:
ننام في فوضى الرقاد
ما الذي تغير في هاجس الحلم البعيد
وغسل الدخان بأجسادنا
فصرنا نرقد دون غطاء
ذاك الكفن لا تبدد
من ثرثرة السنونو بطين يفزعه
كن وديعاً كما تثاءبت صغيراً
لئلا يصرخ فيك
هيا إلي... ذاك الكفن
و نبحر في برزخ اللحظات
قلق التفاصيل دهشة الانتماء
تسورنا حقيقة الغد
حين يخاف العشب
أن تعرش الشمس صقيعاً
بين جنباته
و يخاف الصبح أن يفتح
وجه للغمام فيسد و ريداً
نام به طيفك على العتبات
و تتلبدي من جديد لتعيديني للحياة قطرة ماء
و تقولي لي: أما اشتقت للحقول
للتوت...
للأمنية...
أما يناديك هاجس الورق
دم المقتول...
نحيب الأغنية...
و كأس جميل هناك ينتظرك لتملئ النساء
أما اشتقت لفأسك الذي كان
يمد السواقي
إلى يافا
و هو يغني هي الذكرى
لا شئ سواها عذبة كما التقينا
بوحي لك و للأرض أنت:
كي لا نعيد تراتيل الفجر لك دعاء
ولكي نمسح الضجر
عن ورق الدرس علقنا ملح الانتماء
فالجرح واقف خلف النزيف
ملح تساقط فوق رئة الأرض
كبد السماء
وأنا أتنفس الكون
لأن فيك رائحة الأشياء
لأن في يافا نور سجين
الأمل يغسل ما اغرورق
من مساء
لأن في يافا أوراق
يتيمة أشجارها تسكن زيت القناديل
لأن في يافا آخر يقول لك:
لو أن للريح جهة قصوى
ولو أن الشتاء لا يغفو في أرواحنا
صقيع البعد
ولو أن الظهيرة قيلولة الجدار
ولو أنك تشرعين و ثنية المطر
لما أسميتني الخريف
و أنا المشتاق المعتق في
خرافته و لطالما أني تخلفت عن زمني
سبعون عاما من الضجر لكي أرسم
طوفان المقبرة
بحضرة الطاغوت
و أصرخ يا نوح أحب يافا
يا نوح عدت لأنك
والطوفان مقبرة في تابوت..