المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
قصيدة النثر موجودة وإن كره الكارهون
[align=justify]
حتى الآن لا أعي ولا أستوعب ما القصد من نفي أو إلغاء قصيدة النثر وما جدوى مثل هذا النفي أو الإلغاء ؟؟.. لماذا لا نفتح أبواب الحضور أمام كل فن وشرطنا الوحيد أن يكون فنا جميلا جيدا يستطيع أن يأخذ المتلقي إليه .. فالفنون والأجناس الأدبية يفترض النظر إليها من باب قدرتها على التواجد الثر .. وللناقد الحق في مناقشة النص والتعامل معه من جميع الوجوه دون اللجوء إلى الإلغاء والنفي والمحو..وكأنّ النقد عملية اغتيال لجنس أدبي وقتله بدم بارد دون الرجوع إلى أساسات ثابتة راسخة ..!!..
قد يقفز البعض إلى التسمية معارضين أن يقال " قصيدة نثر " لأن هذه التسمية تخلط بين الشعر والنثر!!.. وباعتقادي أنه لا يوجد تسمية أخرى تستوعب وتفي بالغرض كهذه التسمية ، ووجه الاعتراض مردود لأنه يقوم على دعوى أنّ النثر نثر ، والشعر شعر ، وهنا لم يقل أحد عن قصيدة النثر إنها نثر ، بل هي شعر تم تحديده بكلمة " قصيدة " وجاءت مفردة " النثر " لتميز هذا الشعر عن " العمودي " و" التفعيلة " ولتبين أنه قد تخلى عن الوزن واحتفظ بالإيقاع وشكل من خلال حريته جنسا أدبيا تبناه شعراء كثيرون كان بعضهم ، بل الكثير منهم ، يكتبون العمودي أو التفعيلة، ووجدوا في هذا الجنس الأدبيّ ضالتهم فهجروا " قيد " الوزن - كما يرون - إلى آماد تتسع وتكبر وتحلق بالشاعر .. وسؤال " لماذا ؟؟" هنا لا معنى له ، فهم يكتبون عن قناعة مطلقة بأنهم وجدوا أنفسهم في قصيدة النثر، مع قدرتهم على كتابة الوزن ببساطة ويسر ..
وهناك اعتراض بأن نصوص قصيدة النثر ضعيفة متهالكة غير متماسكة.. أيضا هذا القول غير دقيق ، لأن الجيد وغير الجيد موجود في الشعر العمودي وشعر التفعيلة والقصة والرواية والمسرح وكل جنس أدبيّ.. فالمعول عليه أن ندرس النص بمعزل عن حكم مسبق ، لنصل من بعد إلى تحديد الجودة أو نفيها بالرجوع إلى النص محل الدراسة وليس الجنس الأدبي بمجمله .. فمن غير المنطقي أن أنفي الشعر العمودي كله ، لأنني وجدت كما ً من القصائد السيئة فنيا وموضوعا وما إلى ذلك ، إذ عليّ أن أحدد القصائد التي قرأت وأقول أهي جيدة أم غير جيدة ، أكانت مكتوبة على الشكل العمودي أو التفعيلة أو النثري .. فالحكم لا يكون على جنس أدبيّ ، لأن مثل هذا الحكم لا يمكن أن يكون نقدا، لأنه يفقد الميزان والدراسة والفهم والذوق .. وأن نستند في الحكم فقط على الوزن ، متجاوزين كل شيء ، أو مسقطين كل شيء ، كوننا لا نرضى غير الوزن ولا نؤمن بالشعر الذي يبتعد عن الوزن ، أمر غير دقيق ، لأنه حكم عاطفيّ لا نقديّ.. وإذا كانت العاطفة جزء من النقد في كثير من الأحيان ، فهي بالتأكيد ليست النقد كله .. ولنا أن نسأل حين نأخذ الوزن لا سواه : هل الشعر يضمّ الوزن ، أم أنّ الوزن يضمّ الشعر ؟؟!!..
قصيدة النثر موجودة بشكل ثر .. ووجودها تجاوز إمكانية النفي أو الإعدام أو الإنكار.. فإغماض العين لا يعني أن الموجود غير موجود!!.. وعلينا أن ندرس الموجود دون نفيه ، أن نناقشه بهدوء وروية واستيعاب وفهم لجوانبه .. والدراسة ، أي دراسة ، تبقى مقيدة بما تدرسه لا بكل ما يتعلق بقصيدة النثر.. أما العاطفة والميل والحب ، فهي من حق كل شخص ، لكن لا يفترض أن تتحول إلى حكم قطعي بوجود جنس أدبي أو عدم وجوده !!..
[/align]
نشرت في صحيفة البعث دمشق 10/1/2011
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
التعديل الأخير تم بواسطة طلعت سقيرق ; 10 / 01 / 2011 الساعة 59 : 10 PM.
شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)
رد: قصيدة النثر والتواجد الثرّ
الأستاذ طلعت , موضوع جيد ويستحق الدراسة . والتفنيد وبكل المستويات , والأوساط الأدبية والثقافية .
أليت على نفسي أن لا أخوض غمار مناقشات , قد نفتحها , ولا نستطيع الوصول إلى الخواتيم المطلوبة , ولا نعرف أن نديرها
( كلامي بالعام ) فمازالت , الشخصنة , والعواطف , والإيديولوجيات تحكمنا ذاتيًا , وبالتالي نبتعد عن الموضوعية حتى أن الشعر كله قد يصبح مجال للمناقشة , والخصومة أحيانًا .
وأغلب الظن أن المشكلة بالأشخاص , وليس باللون الأدبي أيا كان
فالثابت الحقيقي في عالم الأدب والأنسانيات , هو التغيير,والتغير والتغاير ,من تطوير وتوليد وتحديث ووووو
أخي الفاضل صات الإنسان , ثم قعّد , ورسم ثم نقـَّط وشكــَّـل ,
وغنـَّى ثم نوَّط, وقال الشعر ثم حدد آليات الوزن والضوابط
فهل للسادة شعراء النثر أن يقولوا ما أرادوا, قبل أن يقعدوا , وينظروا , لمولود بحالة المخاض , فأين هي قصيدة النثر ( ولن أدخل بالتسمية ) – انوه الكلام عام وثمة شعراء ينثرون ولا أحد يتمكن من إلغائهم –
فبعض السادة يطالب بالاعتراف بهذا اللون الأدبي ( أو الجنس )
قبل أن يقدمه , وبعض آخر يجزم بأن قصيدة النثر هي البديل الحتمي للألوان الشعرية السابقة( كما يسميها ) مدعيًا , عجزهذه السابقة عن استيعاب الحداثة والتطور السريع , وكأن الأمر مقارنة بين( طبخة محشي وسندويشة همبرغر من حيث الزمن ) وتناسى , بأن الوطن والجمال , والحب , والخير, والروح , والعشق , والشمس,والهواء , والنار , والخبز, والموت والحياة ,ووووو هي الأرحام للإبداع الإنساني عمومًا بكل الأرض , وهي الحقائق الكبري لأي كائن بشري بكل زمان , ومكان .
والاختلاف بين ماقبل البيرينيه , ومابعدها اختلاف طرائق ودرجات , وهذا هو التغيير الحيوي اللازم للحياة , لمنع الاستنساخ والتكرار.
فما قاله سافو وفيرجيل , وهوميرس أطرب الأغريق من آلاف السنين ومازال يطربنا إلى عصر كازانتزاكس , وآراغون
ولوركا , ونيرودا !
ونحن نقرأه مترجمًا منثورًا, وننتشي بسماعه!
فمن يستطيع أن يلغي هذا الأدب.؟
وأسأل لماذا نضع المعيار النقدي , وكأنه مأمور الطابو ؟
أو النفوس ؟
وكلامه مقدس , فليكتب النقاد ماشاؤوا , وليبادر السادة شعراء النثر
بتقديم النموذج الجميل , والخالد , ولن يتمكن أحد من إلغائهم , أو نفيهم كما ذكرت أخي ببداية المقال .
فالتمرد بدأ من زمن امرىء القيس حتى عشرينات القرن الماضي ومازال وسيبقى , ويجب أن يبقى ونسعى جاهدين لاستمراره .
بعض السادة يكتب نثرًا وهو يكاد أن يكون موزونـًا .
ويقفي , ويصر على تسميته بالنثر , وهو بجوهره قائم على بعض التطريب الناتج عن الوزن, ويقول موسيقا داخلية ,,,, فأنا سأسأل ماهي الموسيقى الداخلية ؟
أهي غير تلك الموازنة , بين الصوائت , والحركة والسكون , وسلاسة مخارج الحروف ,أوليست هذه الهارمونية , هي الوزن بعينه ؟
فعندما يزن الشاعر , ويقفي , ويشطر ويصرع ماهو الجديد ؟
مع اعترافي بوجود قامات أتت بشيء جديد , ومحل إعجاب , واحترام ولا يستطيع أحد إلغاءه ,
وأكاد أجزم بأنهم يستطيعون الوزن , ويكتبون الشعر الموزون ببراعة ! فالنثر الذي يقدمونه صناعته أصعب من غيره .لأنه محكم
ومكثف , وبليغ من دون الحشو الذي قد يتسرب إلى الموزون أحيانًا!
وأقتبس منك التالي كتوصيف لقصيدة النثر:
((أنه قد تخلى عن الوزن واحتفظ بالإيقاع وشكل من خلال حريته جنسا أدبيا تبناه شعراء كثيرون كان بعضهم ، بل الكثير منهم ، يكتبون العمودي أو التفعيلة، ووجدوا في هذا الجنس الأدبيّ ضالتهم فهجروا " قيد " الوزن - كما يرون - إلى آماد تتسع وتكبر وتحلق بالشاعر .. وسؤال " لماذا ؟؟" هنا لا معنى له ، فهم يكتبون عن قناعة مطلقة بأنهم وجدوا أنفسهم في قصيدة النثر، مع قدرتهم على كتابة الوزن ببساطة ويسر .. ))
أخشى تحت اسم الحداثة , أن تسربت العامية , حتى إلى شاشاتنا ,
(والهشك بشك) تحت مسميات العصرنة , صارت بدائلا ً , عن تراث موسقيي أصيل عمره التراكمي آلاف السنوات .
وحبذا لو خلقوا جديدا بهذا الهشك بشك.
بل أخذوا الدلعونا والبسوها الجينز , وقسروها على رقص الجاز . والمسكينة أبت إلا أن تصدح من قصبة نبتت بضفاف ساقية .
فدعوها لأهلها, وهاتوا جديدكم , واطربونا فإن لم نصفق ونرقص اتهمونا بالخشبية والإلغائية .( شرط الطرب )
أما أن تلغوها , وعلى رفاتها تتدعون حداثة !
فأنتم كمن يهدم قبل أن يبني , أو يقطع شجرة تظله قبل أن يزرع شجرة أخرى , أو تورق شجرته التي زرعها حديثــًا .
ولكي أتوخى الدقة فهنالك المئات من القصائد الموزونة , صنعها أصحابها لوصف بطيخة , أو نرجيلة , لاترق لمستوى سطر نثري حقق الدهشة , والشعرية , والشاعرية .
بالمحصلة الشعر , هو الشعر , والخالد هو الخالد مهما كان شكله أو اسمه , وأنا شخصيًا وبرأي المتواضع ( الذي قد لايساوي قيمة الوقت الذي كتب به ) أدعو بشكل دائم إلى الابتكار , والتجديد , والتطوير وأعتقد بحق الجميع بالتعبير والكتابة, وبأي شكل كان ,ويحق للجميع القبول أو الرفض ,ولا يحق لأحد أن يلغي أحدا أو يسفه أحدا .
لكن ما أدعو إليه توخي الحذر, وضبط البوصلة دائمًا
فلا يحق لأحد يجهل العروض ويثرثر بكلمتين , ويكتب لافته تشير إلى نصه انتبه هذا شعر .. ويصر على ذلك. ويتهم الآخرين بعدم الاستيعاب .
واسحب الحكاية مستطردًا بمثال خارج عن الموضوع, عن بعض الحداثويين الجدد ومع احترامي لكل الناس بقول مايشاؤون وطرح مايريدون .
ومن حقي بالمقابل أن لا أصدق بأن الأرض المغتصبة , تحرربأكبر صحن حمص بالعالم , والمشكلة عندما لا أصدق أتهم بالتخلف , وبصاحب الخطاب الخشبي .
ومن حقي أن أسمي أغنية ( بوس الواوا ) التي تغزو السوق, فيلمًا فلولا الحسناء المطربة لا أحد يتفرج على الأغنية , وأركز على يتفرج , فمن كان ليسمعها لو كانت أيام الراديو , أو لوغناها شاب مثلا ً( ومن حقها أن تغني , وتحكم التلفاز بيدي )
(نحن على اتفاق بنسبة ممتازة , وماقدمته تكاملا ً مع طرحك , وليس ردًا , أو معارضة و لو لم تكن صاحب الموضوع ماداخلت بوجهة نظري وماهي إلا وجهة نظر وحسب )
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: قصيدة النثر والتواجد الثرّ
الرائع الجميل الأستاذ طلعت
أتفق معك فى أن الإبداع لا يخضع لمقاييس هندسية ولا لدوائر ثابتة فى المطلق , وأتصور - حسب فهمى - أن أى شكل يعطى محتوى جمالى تقبله الذائقة ويضم رسالة أدبية هو شكل فنى , وفيما يخص قصيدة النثر فمنذ خروجها على يد أدونيس وأنيس المقديسى وأنسى الحاج فى مجلة "شعر" اللبنانية أصبحت تمثل حركة "رداكالية" فى الشعر, وخلقت نوعا من الحراك الأدبى نحو آفاق أخرى تجاوز الشكل الثابت والانفلات نحو فضاءت مغايرة فى التعامل مع اللغة والإرث الشعرى والطرح الفكرى والشفرات الأدبية وغير ذلك, وتسعى إلى مستقبل جديد للقصيدة العربية لا فى إطار التاثر بالقصيدة الغربية بل فى إطار شرعية التطور الأدبى والتحديث الفنى وفقا لأ ليات التحديث بشكل عام أو التطلع إليه
ولكن دعنى اتساءل حول الشاعر لا الشعر وحول النقد لا النص واسمح لى ان ابدى بعض الملاحظات التى تعبر عن رؤيتى الذاتية
هل لدينا شعراء لقصيدة النثر الفنية الحقيقية؟
إن كثيرا مما يكتب تحت مسمى قصيدة النثر طلاسم تحتاج إلى شروح يجاور متونها فى ظل ذائقة أمية ثقافيا وعلميا وأدبيا فى معظمها , وهذا كثير إلا ما ندر, فكتَّاب قصيدة النثر فى الوطن العربى بشكلها الفنى الحقيقى قليلون جدا ويتناثرون هنا هناك , وكثير من التجارب الإبداعية يدخل فى دائرة اللامعقول والأدجلة غير المبررة
تراجع دور النقد فى الوطن العربى بشكل ملفت عن ايجاد اطر فنية تكسب القصيدة شرعيتها وتمنحها الثقل الأكاديمى أو الفنى
يمكن ان تكون قصيدة النثر ثرة بل قرة الشعر متى أُحسن صنعها شعريا وأدبيا
هذه مجرد خاطر ولدها مقالك الرائع الجميل وهذا عهدنا بك دائما
كل محبتى لك أخى الحب والأكرم والأغلى
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر
رد: قصيدة النثر والتواجد الثرّ
الأستاذ طلعت سقيرق...
قصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها، والحالة العامة للقصيدة
كما تعلم وأعلم شروطها«لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر، شروط ثلاثة: الايجاز والتوهج والمجانية»
(قصيدة النثر) لا (قصيدة الشِعر). كيف يُجَدَّد الشِّعرُ عبر النثر؟! إن غلاة المتعصبين لقصيدة النثر واقعون في ورطة المصطلح نفسه، الذي كان عليه مأخذٌ في ما مضى لأنه
مصطلح أعرج، وعرجه يتعلّق بصدره، "قصيدة"، ثم هم اليوم لم يعودوا يعترفون بتلفيق المصطلح من مفردتين ذاتَي دلالتين متنافرتين، بل اشرأب مسعاهم الفوضويّ إلى إنكار عجزه: "نثر"، ليُسقطوا هذا المضاف إليه؛ كي يسمّوا هذا النوع من النصوص"قصيدة شِعر"، لا "قصيدة نثر"! وهذا تطوّر سافر الافتراء، اصطلاحيًّا ونوعيًّا معًا؛ من حيث هم لم يعودوا يحترمون الدلالة اللغويّة لكلمة "نثر"
أحببت أن أقدم لك قصائد نثرية وجدتها في أحد المنتديات بقلم..فخري رطروط
-1-
أنا و أنت
و مطر نيكاراغوا
ايمان في زمن الردة
-2-
فيك فرح العالم
و في حزنه
-3-
أنا و أنت
آخر اثنين في سلالة
تجري في دمها
المدن
و الغابات
و الأمواج المنتحرة
-4-
قبليني
كي ينهار
هذا الكون
-5-
قبلة واحدة
و يغادرني
بؤس العالم
كانت تلك ا"لقصيدة النثرية" لها ألحان موجزة مستقلة يعتمد فيها الشاعر على فن يحفظ به هويته نجده نوع من أنواع التلاعب بالقافية المقفاة قد أتمايل عليها قد تعجبني وتروي شاعريتي، قد تثيرني وتبث أحزاني.. لكني ما زلت على قناعة أنها تنتمي لقبيلة ما أو مذهب ما .. ربما لأني لا أكتبها...ربما لأني أقرأ وأكتب و النثر... الذي ألبسه ثوبي في كل عمل أدبي لي ...!
الاضطراب الذوقيّ، إنتاجًا وحُكمًا،وصلنا به إلى درجة العَبَث اللغويّ لتمرير أيّ شيءٍ باسم شيءٍ آخر، عن طريق استخدام المفردات اللغويّة بنقائض معانيها!
قصيدة النثر- عند التمحيص- تطويرٌ للنثر العربيّ نفسه أو تجديد فيه، فضلاً عن أن يكون فيها أيّ ابتكار؟! ذلك أن نماذجها كانت موجودة منذ أكثر من ألف عام، أي منذ العصر العباسيّ! غير أن هناك من لا يقرأ التراث، ولا يعرف التراث، وذلك شأنه؛ فإذا هو يظنّ أن الأدب العربيّ لم يولد إلاّ على يديه الكريمتين ومن بنات كلماته! وليس العجب من هؤلاء، فهم من أهل الأعذار، لكن العجب كلّ العجب ممّن هو على اطّلاع على التراث النثريّ العربيّ ومع ذلك يزعم أن قصيدة النثر تجربةٌ جديدةٌ وُلدت في القرن العشرين! كأنه لم يقرأ مثلاً لدى المتصوّفة أو غيرهم ما كانوا يسمّونه: المواقف، أو المخاطبات، أو المناجيات، أو الخواطر، أو الإشراقات! وهي قِطَع من الكتابات أروع أدبيّةً، وأعمق رمزيّةً، وأشعر نسجًا، وأبلغ لغةً، بما لا يقاس من كتابات هؤلاء المتهوّكين الجُدد، التي تغلب عليها الركاكة والجهل بأبجديّات اللغة والتعبير العربيّ السليم. إن جديدهم لا يعدو إذن الجرأة على الادّعاء، ونزق التخليط في المصطلح، والاستخفاف الذهنيّ والفنّي معًا، زعمًا بأن النثر قد بات تجديدًا في الشِّعر!
وإن موضوعك الذي ذكرته إنما هو شائع ...وأنا معك أن لكل عمل أدبي له فن، وإني أقصد بالاستقلالية... كأن أقول :"قصة روائية " أو "خاطرة قصصية" ..فكل فن له مسمى ... ربما سُمي بذلك لأنه ملحن بشكل موسيقي بسيط ..موجز، منتشر في الفنون الغنائية ..!
خبير ديكور وصحفي وشاعر ، يكتب قصيدة النثر والتفعيلة
رد: قصيدة النثر والتواجد الثرّ
الأستاذ الأديب المبدع طلعت سقيرق
الأستاذ الكبير المثقف حسن سمعون
الأستاذ الكبير المعلم محمد صالح الجزائري
الأستاذ الكبير الأديب عبد الحافظ متولي
الأستاذة القديرة المتمكنة الأديبة خولة الراشد
السلام عليكم
وأعطر التحايا
دائما عندما يذكر مصطلح قصيدة النثر يتقافز إلى الذهن بعض أمور وأسماء
لا شأن لها حقيقة الأمر ولا رابط ولا ترابط بينهما .
إسم أدونيس مثلا صحيح أنه من رواد قصيدة النثر والمؤسسين لها ولكن هو شخص واحد مفرد
فإذا كان منحلا أو مارقا لا شأن لقصيدة النثر وهذه الكلمات لست أنا من تلفظ بها بل مجموعة من الأشخاص وبعضهم أعضاء في منتدانا هذا.
وإن كتب أدونيس الهذيان اللامفهوم والغامض والسريالي التجريدي لا شأن لقصيدة النثر أيضا .
ولماذا يؤدلج الحوار دائما ليأخذ الطابع الديني ؟
فقط لأن قصيدة النثر تترك جانبا أكبر للخيال ومساحات للتأمل والعقل ....!
فأيهما أجمل القرية بمخزون الذاكرة ومن حكايا الجدات مضافا إليها مسحة من خيالنا .. ؟
أم القرية التي نراها الآن بكتلها الإسمنتية وغاباتها التي تصحرت وباتت جرداء .
أعلم أنه لا داعي لضرب الأمثلة.
أيهما أجمل الأنثى المنقبة أو ذات البرقع بجلبابها الواسع مضاف إليها مسحة من خيالنا .. أم المرأة الشبه عارية والتي بلحظات قليلة نشيح بناظرنا عنها قرفا ؟.
لماذا الجميع يعتبرون قصيدة النثر ستهدم الإرث والموروث الشعري والثقافي والديني ..؟
أنتم خمسة من كبار الشخصيات الأدبية ومن كافة أنحاء الوطن العربي ؟
فلتتخذوا قرار بشأن قصيدة النثر وعمموه على الأقل في منتدانا هذا ..!
فإذا كان هناك قسم خاص لقصيدة النثر في المنتدى لا داعي إذا لنقاش شرعية وجودها أو تسميتها هنا على صفحات المنتدى .
ومن منكم يجرؤ على طرح هذا الموضوع مع الأخ والأستاذ محمد نحال مثلا أو نديم اصلان .. ومع إحترامي للجميع لولا أن من طرح هذا الموضوع هو طلعت سقيرق
لأختلفت الردود عليه أستثني القديرة الأستاذة خولة الراشد من هذه العبارة
إليكم : سادتي تطالبون بنماذج لقصيدة النثر فلماذا لا تقرأون رياض الصالح حسين أو محمد الماغوط أو محمد عمران أو بعض ماكتب طلعت سقيرق وليحاسبني على كلمة بعض إذا أراد.
الجميع يستطيع أن يعرف قصيدة النثر وماهية ومفهوم قصيدة النثر وهنا وعلى صفحات هذا المنبر خربشات مقرفة لا شأن لها بالأدب عموما فازت بجوائز وأستطيع ذكرها ومكانها لولا أن أخدش أصحابها .
وفي مواقع أخرى لا أجد إلا الإطراء والمديح والثناء على كل مايكتب فأين المشرفين المختصين لينقلوا كل مادة إلى مكانها الصحيح فما ليس قصيدة نثر وقريبا من الخاطرة - وهذا ما يقع به الكثير من الأخوة- ينقل إلى قسم الخاطرة وما ليس شعرا إلى مكانه وووو ونستقبل خربشات الأطفال وأهلا بها ومرحبا ولكن بقسم خربشات الأطفال .
أنا لا أحرم أحدا حق الكتابة والنشر ولكن في المكان الصحيح والمخصص لجنس هذه الكتابة حيث تستطيع الذائقة أن تتلقاها . ونعود لعلم النفس ( كمثل من يأكل صحن حساء وتسقط فيه وردة ) فبالرغم من جمال الوردة إلا أنه ليس مكانها .
وبوضع ملاحظات نقدية صحيحة وقاسية ولكن من دون خدش أو جرح ممكن أن نبني أو نؤسس لأن نبني.
الجميع يطرح التساؤلات ولا يضع الحلول فهذا الأخ طلعت وأنتم وجميعكم من الهيئة الإدارية
تتذمرون وتشكون وتشخصون الأمراض وتشيرون إلى مكامن الخطأ ..
هيا إبدأوا بالحل والعلاج وليس فقط على صعيد قصيدة النثر بل على صعيد الأجناس الأدبية جمعاء.
يوم أمس وجهت دعوة من هذا المنتدى لثلاثة أصدقاء من أجمل الأقلام وهم ( أدونيس حسن وإنتصار دوليب ورائد عبد اللطيف ) وكان السؤال دائما ( في تمسيح جوخ عندكم أو لا ) وكانت إجابتي
نعم ولكننا سنعالج الموضوع شيئا فشيئا , .
لذا فإنني أرجوكم وأناشد ضمائركم أيها السادة أن نتعاون لرفع وترقية المستوي الفني الأدبي بشكل عام في هذا المنتدى ليكون مثالا يحتذى به ولتكن الإنطلاقة من هنا ,وأنا أعتقد إعتقاد الجازم أنه سيغير مسار ومستوى الأدب على صعيد الوطن العربي أجمع .
وليكن هاجسنا الأدب ولا يمنع أن يحتوي الأدب فكرا ولكن على أن لا يؤدلج سياسيا ولا دينيا ...
ولا أقصد هنا الأدب للأدب لئلا يتناولني البعض .... ولكن ليكن الأدب للأدب حتى يقف على رجليه ومن ثم يحمل ويضمن المحتويات والمضامين الفكرية لأنه بنفس الوقت إذا طغى الفكر كثيرا سيتحول إلى آفه تلتهم الأدب وتفت فنياته وجمالياته .
وأتمنى من كل قلبي وبدافع المحبة أن أرى خطوات مباشرة وفعلية بهذا الشأن ..
ولكم جميعا حبا لا ينضب
وأعذروا جسارتي هذه في الطرح ولكنها من الألم
ملاحظة ليس مكانها هنا ولكن عساها تحظى بناظري الأستاذ طلعت سقيرق .
أرجو منك أخي طلعت أن تنشر المقال هذا عالفيس بوك وأرجو أن تأذن لى بضمك إلى رابطة الشعراء والأدباء العرب
ليكون بمقدورنا أن ننشره هناك ونناقشه أيضا وهي رابطة حديثة العهد تضم كوكبة من الأدباء والشعراء العرب
وتشرفنا بإنضمامك إلينا أنت ومن يرغب من السادة والسيدات
لكم الكثير من الحب
استاذ طلعت سقيرق
جميل ان يوضع هذا الموضوع للبحث
وليس بالضرورة ان نخرج من المناقشة والحوار برأي واحد او قرار
كما طرح الصديق الوفي ابو ابراهيم
- في اللغة هناك احرف سلسة وكلمات سلسة وجمل سلسة لها موسيقى داخلية تريح السامع
- وهناك نصوص ادبية من مقالات وخطابات ورسائل لها موسيقى ورونق وجماليات جمة
-وهناك البديع والسجع وكتابات جمالية متعددة واعظمها القران الكريم
- ولم يقال عن هذه الكتابات شعرا
- ولم يقل او ينقص قدرها لأنها ليست شعرا
- وانا اتذكر يا استاذ طلعت قرأت لك نصا نثريا طويلا سحرتني كتابته بحيث اني لم اعرف كيف ارد عليه واقيمه
وأقرأ كثيرا من القطع النثرية وتروق لي اكثر من الشعر
- اعذروني اذا اتيت بهذا المثال
حضرت مسلسل اطفال يظهر الحمار حكيما وذكيا
فكيف سيؤثر ذلك على ذهن الطفل والمتلقي وهو يوميا يسمع بأن فلان حمار لا يفهم
- الجمال باللغة ليس محصورا بالشعر وقد اتى القران الكريم اجمل من الشعر
- والجمالية تقاس بمقياس كل جميل وليس كل قبيح
والشعر به الجميل والقبيح
- لماذا مرت فترة طويلة كان الشعر العمودي يمنع من صحف ومجلات ودوريات عديدة واغلبها مشبوهة بانتمائاتها الماسونية وغيره؟؟!!!!! اي ان شعرنا العربي كان مستهدفا
- هل كاتب النثر يعيبه ان يكتب نثرا جميلا ولا يقال له شعر
رحم الله المنفلوطي
- بصراحة اكثر ان ما يسمونه الانزياح مسألة غير مريحة وكلما استمرت فئة النثريين بالكتابة
يزدادون انزياحا
الانزياح ليس رمزية عند اغلب النثريين الان وليس سريالية بمفهومها الاساسي ايضا وليست خيالا واسعا
انها خروج عن الطبيعي والخروج عن الطبيعي هو نوع من الجنون والجنون هو ما يعرف به نفسه ولا يحتاج الى تعريف
- انا لست ضد الخيال الواسع ولا ضد الرمزية واسعد بالكتابات التي تتبع هذا الاسلوب
وانا ضد الانزياح ككلمة مستخدمة بسياق ادبي ولا يجوز ان تستخدم
وايضا ضد اسلوب الانزياح الجنوني
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
رد: قصيدة النثر والتواجد الثرّ
[align=justify]
اخي الشاعر حسن سمعون
كل تحياتي وحبي
أول مشكلة تصادفنا ، بل تخنقنا ، هي فقدان الحوار وسقوطه صريعا في كل مناقشة ، حيث نتحول بين لحظة وأخرى إلى غيلان تريد شنق الآخر .. وقد كتبتُ في مكان آخر عن آلية الحوار في الذهنية العربية ، وكنت آمل أن نتفاعل معها، لكن دون جدوى ..
طبعا لا اناقش معك هنا ما يتعلق بقصيدة النثر ، فقد أبديت رأيك الذي احترمه اكان مع رأيي أو نقيضه ، فهو شيء شخصي يتعلق بك ، وهو محل احترام بكل حال ..
ما أريد أن اناقشه ، وليتنا نسير على ذلك هو انفتاح الحوار على التعدد ، وجهات النظر الكثيرة التي تغني دائما ولا تفقر الرأي بالتاكيد ..
من هنا أريد أن ادخل إلى مفهوم قصيدة النثر ..
إن أعجبتك فهذا يخصك ، وإن لم تعجبك فهذا يخصك أيضا ، وكلاهما محترم بالنسية لي ..
ليتنا نناقش الموضوع لا صاحب الموضوع .. الفكرة ، لا من كتبها ..
طبعا يا صديقي أتحدث بشكل عام ولا أتعرض لأي شيء مما تفضلت به في مداخلتك فهو محل تقدير ما دام مبنيا على قناعة ..
لك حبي
طلعت
[/align]
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
رد: قصيدة النثر والتواجد الثرّ
[align=justify]
أخي الشاعر محمد الصالح الجزائري
كل تحياتي وحبي
كتبت ما كتبت أخي لنختلف ونأتلف لا بأس ..
من حق قصيدة النثر أن تأخذ دورها ومحلها ومكانتها .. هذا رأيي الخاص الذي لا يلزم احدا ، فأنا مع النص الجميل ، الجميل فقط ، بأي ثوب جاء ، وأي زي ارتدى .. وباعتقادي ان قصيدة النثر تستحق ان نفرد لها الصفحات ..
أما النماذج يا صديقي فهي كثيرة ، بل اكثر من كثيرة ، ولا أستطيع الانتقاء لأن الانتقاء سيخضع للهوى ، وهذا لا معنى له ، لنه سيكون فقط من أجل تأييد وتدعيم رأيي ، وتعرف يا صديقي أن هذا الانتقاء سيقابل بانتقاء مضاد يلجأ لاختيار السيء ليضعه مقابل ما وضعته ،وهذه أشياء لا نهاية لها ..
ومثل هذا لن ينتهي بنا لشيء .. ناقش اي مسألة ، الشعر العمودي ، شعر التفعيلة ، القصة ، الرواية ، وسترى أنك من خلال النماذج ستأتي بما يؤيد رأيك ، وسيقوم احدهم بانتقاء ما يناقض رأيك ، وهكذا .. لندرس المسألة بشكل كلي .. هذا أفضل ..
طبعا لا امنع أحدا من إيراد ما يريد فهذا من حقه ..
لك حبي
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
رد: قصيدة النثر والتواجد الثرّ
[align=justify]
أخي وصديقي الغالي الشاعر عبد الحافظ بخيت متولي
تحياتي وحبي وتقديري
أشكرك بداية على الاختلاف معي في بعض الجوانب فهذا يثري الحوار ويعبر عن رأيك الحر وقناعاتك التي أحترمها ، وإن كنت أختلف معها..
الساحة يا صديقي حافلة بالشعراء المجيدين في مجال قصيدة النثر .. وهؤلاء يغنون هذا الفن ويدعمونه .. وإن قلت لي : هناك السيئ ، فسأقول لك أعطني فنا ، أي فن أو إبداع ، لا يضمّ إلا الجيد .. في كل ساحة الجيد والرديء .. قانون الثقافة والفن والإبداع هو هو من أول التاريخ ولم يتغير ، أقصد طبعا أن كل فن يضم هذا وذاك ، السيئ والرديء ..
مشكلتنا صديقي الحبيب الأحكام الجاهزة المسبقة – أتحدث بشكل عام ولا أقصدك أو أقصد سواك لأنني أناقش أفكارا لا أشخاصا – حيث ركبنا في أذهاننا أن قصيدة النثر سيئة ، وانسحب الحكم دون نهاية على كل شيء يكتب في قصيدة النثر .. لماذا ؟؟..
أذكر أخي عبد الحافظ أنّ احد النقاد أطلق مقولة " كل الشعر الفلسطيني خرج من عباءة محمود درويش والكل مقلدون " سألته ماذا قرأت من الشعر الفلسطيني ، ذكر لي اسمين ، قلت له وهل هذا هو كل الشعر الفلسطيني .. أعطني أسماء أخرى .. تلجلج ولم يجب .. قلت : يا صاحبي أنت وضعت حكما ولويت عنق الشعر كله وأدخلته في قارورة حكمك ، وهذا خطأ ..
كذلك قصيدة النثر ، لنترو في الحكم عليها وعلى شعرائها .. هذا ظني، ولكل رأيه الذي احترمه طبعا ..
لم أناقش ما نحن متفقان عليه ..
لك حبي
طلعت
[/align]