ستأتي .. وان يكن .. لا تلتفت .. ستأتي و ان لم يكن .. لا تكترث و خذ ما تبقى من أوراقك الصامته .. ارتحل .. ما عاد يغتالني وجه المدينة الباردة .. ما عاد يعرفني وجهي الهائم ببوابات الغربة البائدة .. ما عاد و ما كان و ما تبقى من حكايات كاذبة ..
ستأتي و ان يكن .. لا تقترب .. ستأتي و ان لم يكن .. لا تلتهب .. غادر مكامن الرصد البادية .. و انسج خطاياك بالمدى ساطعة باقية .. لا تهادن مواسم الهطول الراسيه .. لا تقاطع أسئلة الخوف الرابضة .. لا تركن لوهج اللحظة التالية ..
ستأتي .. و ان يكن .. لا تبرر صحواتك بأشارات مغرضة .. و اثبت على الطريق علامات انتظار و سكك آفلة .. اسكب على ثنايا الشوق كؤسا عابثة .. و امكث برحم التكون حتى تستجيب انكساراتك القادمة .. لا تهدأ و امحو ان تمكنت بصمات التخدير القاسية ..
ستأتي .. و ان يكن .. لا تبتهج هذه المواعيد خبل .. هذه الأمسيات لا يفارقها الملل .. لا تعبث مع خصلات متموجة .. و اصنع لنفسك سترة واقية .. لا تغامر مع من باغتوك بالصفح ففي التعابير تسكن كل الأرصدة .. في براثن النوايا ألف ألف قنبلة .. لا تتأثر كي تفلت من حدود الدائرة ..
ستأتي و ان يكن .. ستأتي وان لم يكن .. في الوجهة أحاديث و بقايا من أسوار متهالكه .. في الرحلة نذور و بذور و قبضة من أسرار تلك القافلة .. ستأتي و ان يكن .. ستأتي لم يكن .. في البدء انتظرت .. في القصد غادرت بأعذار واهية ..
كأني بك تقول : سواء عليك إن أتيت ، أو لم تأتي .. فأنا بك مستمر ، وبسواك .. فالحياة لا يلفها خصلة ، ولا يضحك محيّاها إن عبست ، بسمة من محيّاك.. وليس الرضا ، منوط برضاك ..
هات المزيد يا صاحب الخواطر الملتهبة ، والأشواق المتعَبة
عزيزي محمد حليمة من أين أتيت هذا المساء .. من أين جئت أيها الفتى و اين كنت يا صباح المجد و الكبرياء .. اسمحلي أن أبثك بعضا من هذا الذي يتردد دون عناء .. اسمح فقط و طمئني عليك فلقد افتقدتك صدق هذا و لك مني كل الشوق والحب و نفحات الضياء .. لك مني أحاديث كثيرة فانتظر قليلا لابد لنا من لقاء .. لا تذهب بعيدا فالموج تعلوه أشرعة الرجاء .. البوح لك لا يكفيه هذا الفضاء .. تقديري و احترامي عزيزي محمد ..