المُرسِل : المنسيّ المرسَل إليه :سحر الشرق قالوا لماذا تخاف أن تخبرنا باسمها ، ولماذا تؤثر أن تبقيها سرا يأكل أحشاءك ، بُـحْ باسمها لأنْ لا تـُقـتـل بـحـبّها . قلتُ لهم : كم من ذكرٍ ضاع في رَحم الزمن ، وكم من حبيبٍ غيّبه الزمن ، أرأيتم الوردة عندما تتفتح وتستقل عن أمها الزهرة ، أليس مآلها حتما الذويّ والذبول، أما كان خيرا لها لو بقيت في رحم العدم ، لكانت ما تزال تملكُ الأمل في الوجود .. لا أريدُ أنْ أبوحَ باسمها حتى لا يغيبَها الزمن عني ، حتى لا تتناقلها الألسنُ ، ثم تغيب ، وتُنسى وينسوا أني أحـبُّها . أريد أنْ أبقيها سراً في داخلي ، يسقيه الأمل.. أن يأتي ذلك الـيوم وتبزغين ـ أيّها الـملاك ـ إلى الوجود ، وأعـلنك للناس أجمعين أنـك حـبـيـبـتي . إني لا أخاف أن أخبرهم باسمك يوماً .. لا أخاف أن ترحلين عني يوماً .. لا أخاف أن تنسيني يوماً .. ولكني أخاف أن يجيء يوم أنسى فيه أني أحـبّك .
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
( الرسالة الثانية )
المُرسِل : المَنسيّ المُرسَل إليه : سحر الشرق
لك يا سحر الشرق بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح ...
حبيبتي سحر الشرق : يصاف اليوم عيد ميلاد المسيح ـ عليه السلام ـ رسول المحبة والسلام .. فكل عام وأنتِ بخير وصحة وسلام .
وقد صادفت هذه المناسبة ، أيامَ اعتكافي في المنزل الذي بدأ من شهر تقريبا ، لكني عزمتُ ـ أثناء أسبوع
التحضير لهذا العيد ـ أن أقطع اعتكافي، وأخرج ... فهـِمتُ في الشوارع المضيئة بأضواء الميلاد ، حتى
حسبتُ الليل نهارا . وفي أثناء سيري ؛ ما انقطع لحظة تداعي أصوات التراتيل إلى مسامعي ، وأصوات أ
أجراس الكنائس تقرع ، فرحا بميلاد مخلص البشرية من أردان الشرور ، ومن لبوس الأحقاد ، ودنس
المعاصي ، وقد أضاء الناسُ الشموع ، وزينوا شجرة الميلاد .. تعبيرا عن سرورهم وابتهاجهم وإيمانهم
بمن جاء لهم برسالة المحبة ، وبمن عمّ العالم حبا، وسماحة ، وعرفانا ... أمشي فأرى شرفات المنازل
وقد أعيدت لها الحياة والدفء ، في هذه الأيام الشتوية ،الباردة ، المظلمة ، وأرى المنازل وقد تلألأت
بالأضواء ، يتوسطها شجرة الميلاد المتلألأة ، وحولها الشموع .. فاكتست البيوت حلة روحانية شفيفة ،
تجعل الإنسان يعيد التفكير فيما مضى ، محاسبا نفسه ، ومعاتبا ذاته ، ومحاولاً إصلاح ما فسد منها ،
وتهذيب ما شذّ عن الطريق القويم ، ولجم ما انفلت من أهوائه .
ويا لها يا حبيبتي من مفارقة عجيبة ، ومقاربة لا تكاد تهدئ لقلبي وجيبة ، وذكرى تذكر المحبَّ البعيدَ
بالحبيبة.. مفارقة قد رأيتها ولمستها وأحسست بها، وأنا أهيم في الشوارع .
فالناس اليوم يحتفلون ويحتفون بإنسان رسول ، كان قد قدر الله أن يجعل المحبة بين يديه ، فيقسمها على
الناس أجمعين .. إنهم اليوم يحتفون برسول حمل إليهم رسالة سماوية إنجيلية ، مِلؤها الحبّ والسلام ،
وحروفها صفاء الروح والوئام ، ومدادها شعور الإنسان بأخيه الإنسان ، وتـُختـَمُ ـ إن هم التزموها ـ
بالغلبة على الشيطان ، والفوز بالجنان . وهذه الأجراس لميلاده تـُقـرَع ، والقلوب لاستقبال نفحاته تـُشرَع
، والأيادي بدعائه تـُرفـَع ، ولمَ لا .. وهو مَن علمهم أن يزرعوا الحبّ في قلوبهم بذورا صغيرة ،
ليحصدوها غدا أشجارا باسقات ، ويقطفوها ثمارا يانعات . هو مَن علمهم أن يقابلوا المحبة بالمحبة ،
والحقد بالتسامح ، والسّباب بالتغاضي ، والعنف بالتروّي .. علمهم أن يحتفوا بالقريب ، ويسألوا عن
الغريب ، ويتعاونوا عند المصاب ، ويتعاضدوا إن أراد بهم عدوّ شرا ، ويتماسكوا إنْ صُبَّ عليهم عذاب .
إنّ مسيحيي الشرق والغرب اليوم ؛ يحتفلون بكلّ هذا ، ولهذا .. ويشعلون الشمعة الحادية عشرة بعد الألفين .
أما أنا.. فإني اليوم أشعل الشمعة الرابعة ، محتفلاً بميلاد رسولي .. رسول العذاب .. أنتِ يا سحر
الشرق .. إني اليوم أحتفل بعيد ميلادنا الرابع ، عيد النظرة الأولى التي أدخلتني عالم الحبّ الكبير ، عيدكِ
أنتِ .. يا مَن جعلتِ لي العذابَ نمارق مصفوفة ، وجعلتِ دربي بأشواك الشوق محفوفة ، وكلماتي على
أرصفة الآهات مرصوفة ، وكلّ ذلك لأني كفرتُ وأردتُ أن أتخذكِ لي محبوبة . وليس لي للتوبة من سبيل،
كما لا يقدر شوقي أنْ يستقيل ، ولا يقوى جسدي على الهروب والرحيل، فقد كـبَّلـتـْني في عينيك لعنة ،
واستعذبتُ من يديك ألف طعنة ، فصرتُ إذا أردّتُ أنْ أكـتـبَ الـمـبـنـى ، صاغـتْ لـحـاظـكِ المعـنى ، فكأنني أنـتِ ، وأنـتِ أنـا .
هل يمكن أن أحظى منكِ ـ في هذا العيد ـ بنظرة قد تعيدُ الفرح إلى قلبي المهجور ، وتسقي عطش شوقي
إليكِ . ألستِ مسيحية يا حبيبتي ..! أليس رسولك الذي تحتفلين بميلاده ، قد جاء برسالة المحبة لكل
الناس ، فلماذا تعذبينني بإعراضك عني ، وعدم السؤال عن حالي ، وما إذا كنتُ ميتا أو حيا ، سعيدا أو
محزونا ، مرتاحا أو قلقا . آه يا معذبتي .. أحسبُ أنكِ تطبقين تعاليم دينك الذي يدعو للمحبة والسلام
على كلّ الناس من مسلمين ومسيحيين ، إلا عليّ .. فقد اتخذتِ الإعراض عني مذهباً ، وأعلنتِ عليّ حربا
غير مبررة ؛ على طفل لم يتقن لغة النار والحرب ، حتى لغة الكلام.. لمّا يتقنها بعد ، وعندما قرر هذا
الطفل الصغير أن يتعلم ويتقن لغة الكلام ، فإنه لم يتقنها إلا ليقول لكِ أحبك . فأصررتِ أن تصمي أذنيكِ
عن سماعها ، ولكني ما زلتُ إلى اليوم ، وإلى ما لانهاية .. أحبكِ .. أحبك فوق تصور البشر ، وحبي لك
قويّ؛ أصلب من الحجر ، وكثير ؛ أغزر من المطر ، فماذا أفعل أكثر مما فعلتُ ، وقد فرشتُ لك الأرض
شعرا على مدّ النظر ، وخبأتكِ بين جفوني من كل شرّ ، فليس لي منك ، وليس لكِ مني أي مفر .. و إلى
أين المَفر من قضاء الله والقدر . لم أملكْ قلبي عندما أحببتكِ ، ولا أملكُ إلا أن أستمرّ في حبّكِ .. ويا لـَلعَجب..! كان حبكِ الدواءَ الأحلى ،فأصبح الداءَ والدواءَ الأمَرّ .
حبيبتي سحر الشرق .. قد يفرق بيننا المال ، أو المكانة ، أو الجمال ، أو الدين... لكن ما يجمعنا ـ أو ما
يجمعني أنا معك على الأقل ـ هو الحبّ الذي يدين به جميع العشاق على هذه الأرض ، الذين تمسكوا به
،وعاشوا به ، وماتوا عليه ، وما ارتدّ أحدٌ منهم عنه ، حتى ولو وضعوا السيف في نحره . إني أعدكِ ـ
أيها الملاك ـ أن أبقى متمسكا بديني ـ دين الحب ـ وألا أرتدّ عنه ، حتى ولو وضعوا السيف في نحري .
وإنْ حصل وقـُتلتُ ؛ فما همني .. فقد سمعتُ ممن سبقنا ، أنّ مَن يُقتل في سبيل عشقه ؛ يموت شهيدا.. ليس بينه وبين الجنة حجاب .
حبيبتي ... قد يصادف اليوم ، في الأول من السنة الجديدة ،عيد ميلاد كثير من الناس، ومن هؤلاء الكثيرين؛
عيد ميلادي أنا ، ولكن ليس الميلاد الزمني.. ليس في عالم الفناء ، بل هو عيد ميلادي في عالم البقاء ..
عالم الحبّ ،الذي دخلته طفلاً، منذ أن رأيتكِ ، واليوم تكتمل سنيني الأربع ، وسأظلُّ أكبر في حبكِ.. وأكبر..
وأكبر.. وهكذا إلى ما لانهاية ، فليس في عالم الحبّ موتٌ ، بل خلود أبدي ، ومَن يدخله لا يلقى فيه
شيخوخة ولا موتاً .. بل شبابا دائما.. وحياة أبدية .
وسأظلُّ أحبكِ وأكتبُ لك .. إلى أنْ تترفقي بي ، وتردّي على إحدى رسائلي ...
جعل الله السنة القادمة .. سنة خير ونماء وسلام، ومحبة ووئام .. لكِ.. ولكلّ الأنام .
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
( الرسالة الثالثة )
المُرسِل : ساعي بريد العشاق المُرسَل إليه : المَنسيّ
ـ أي بنيّ .. تستغرب إن بدأت كلامي داخلا دخولا فظا في الموضوع ، قبل السلام وقبل السؤال عن الحال ، وذلك يا ولدي، لأني أعرف المآل ، ربما أكثر من صاحب الأمر نفسه . فبحكم عملي كساعي بريد للعشاق، صرت أعرف دون عناء، العاشق الذي ينعم بالسعادة ، من ذاك الذي يتقلب على وسادة الشقاء .وصارت خبرتي في هذا المجال كبيرة ، بحيث أستطيع أن أجزم أن معارضتي في عملي ، من الأمور العسيرة ، فصبرا عليّ يا بني إن وجدت في كلامي التالي ما يزيد داءك داء، وقرّ عينا ولا تحزن، فقد تجد عندي ما يناسب حالك من الدواء . أما بعد .. لمّا غيّرتَ سكنكَ يا بني ، وقصدت حلاً جديداً في مدينة أخرى، ولمّا كانت ظروف عملي لا تسمح لي أن آتي إليك مسافرا ، كان لزاما عليّ أن أراسلك؛ فكتبت لك هذه الرسالة، مشفعا إيّاها باعتذار مني لكَ ، لعدم تمكني من إيجاد عنوان محبوبتك . سأصدقك القول يا بني .. فإني لم أستطع أن أوصل رسائلك إليها، فقد قيل لي أنها انتقلت من سكنها القديم ـ وعلم الله يا ولدي ـ أني لم آل جهدا في البحث عن سحرك الشرقي ، فاضطررت أن أكتب لك بهذا المعنى . وأعلم أنك تسائل نفسك الآن عن سبب رسالتي هذه ، ولماذا لم أكتف بسطرين أو ثلاثة . لا تحار يا بني ، فليس غرضي ـ علم الله ـ أن أزيد من حيرتك، أو أثير حفيظتك، إنما غرضي أن أقدم لك النصح ، واصفا لك الداء وقد أبتاع لك الدواء. إني أستطيع الآن أن أشمّ رائحة غضبك ، وغلي مجمرك ، لأنك أوشكت أنْ تصل إلى آخر رسالتي ولم تجد النصح ، ولا الداء ، ولا جرعة الدواء ... إني يا بني آثرت أن أؤجل نصحي ووصفي وجرعتي ، لتقرأه في رسالتي القادمة إليك ، والتي سأكتبها لك إما ناصحا ومشخصا ومداويا ، وإما ضاربا عرض الحائط كلّ ما وعدتك به ، وذاكرا لك عنوان محبوبتك الجديد ، الذي سأظلّ أبحث عنه حتى أجده ، أو أموت دون ذلك .. ولا تستغرب ذلك يابني ،إنّ سرّ اندفاعي هذا ، وسرّ اهتمامي بك، وبأمرك، هو ما رأيتُ في عينيكَ أوّل مرّة عندما سلمتَ لي الرسالة لأوصلها إلى حيث تريد؛ ذلك اليوم رأيتُ في عينيك عزمَ الفارس الذي لا يُشق له غبار ، وتصميمَ مَن يريد أنْ يمسح عن جبينه العار ،ممّن مسّ عرضه أو دنس أرضه، من الغادرين الأشرار ، أحسست في خطوط يدك وهي تسلمني الرسالة، متاهات، تريد أنت صادقا الخروج منها،وفي نفس الوقت أحزنتني الحيرة ُالتي كانت تملئ عينيك،وذهابُ النضرَة من وجنتيك.. فعرفتُ ـ بما منحني الله من بصيرة ـ أنكَ شابٌ تُعاكسكَ الأقدار ، واخترتَ بملىء إرادتك أنْ تمشي عكس التيار.. لكنـّك فتىً تملك ما يكفي من الإيمان، لتحقق ما تريد ، وتصبوَ إلى مرامك، حتى ولو لم تنله إلا وأنتَ ميّتٌ أو قتيل ، لكنّي أبشّركَ ـ يا بني ـ أنّ مَن يموت دون حبّه.. هو شهيد . وإلى أن تصلكَ رسالتي القادمة ، أترككَ بين رحمة وعذاب ، وأنصحك بالإكثار من مُنادمَة الأصحاب ، عـلـّكَ تنسى ولو إلى حين، ما بك من مصاب .... والسّلام .
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
بل أنت الرائع يا ابا عمر ... سرني مرورك ، وتعليقك الجميل ، ويظل ما أكتب مشروع صغير قابل للتطور والزيادة ، حسب أحوال مَن يكتب ، وما خرج من القلب والعقل معا ، لا بد أن يصل إلى غايته .. أشكرك مرة أخرى أستاذ عادل
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
جميل أخي محمد ما خطته أناملك الطيبة .. جميل هو سفرك مع الرسالة و لونها الثاني .. خلف حروف الجمال دندنت حكاية .. ربما سيتدفق الماء و يمنحنا من أعماقه حنين الشواطئ .
نتابع بشوق كل ما تسكبه من رسائل .
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد حليمة
( الرسالة الثالثة )
المُرسِل : ساعي بريد العشاق المُرسَل إليه : المَنسيّ
ـ أي بنيّ .. تستغرب إن بدأت كلامي داخلا دخولا فظا في الموضوع ، قبل السلام وقبل السؤال عن الحال ، وذلك يا ولدي، لأني أعرف المآل ، ربما أكثر من صاحب الأمر نفسه . فبحكم عملي كساعي بريد للعشاق، صرت أعرف دون عناء، العاشق الذي ينعم بالسعادة ، من ذاك الذي يتقلب على وسادة الشقاء .وصارت خبرتي في هذا المجال كبيرة ، بحيث أستطيع أن أجزم أن معارضتي في عملي ، من الأمور العسيرة ، فصبرا عليّ يا بني إن وجدت في كلامي التالي ما يزيد داءك داء، وقرّ عينا ولا تحزن، فقد تجد عندي ما يناسب حالك من الدواء . أما بعد .. لمّا غيّرتَ سكنكَ يا بني ، وقصدت حلاً جديداً في مدينة أخرى، ولمّا كانت ظروف عملي لا تسمح لي أن آتي إليك مسافرا ، كان لزاما عليّ أن أراسلك؛ فكتبت لك هذه الرسالة، مشفعا إيّاها باعتذار مني لكَ ، لعدم تمكني من إيجاد عنوان محبوبتك . سأصدقك القول يا بني .. فإني لم أستطع أن أوصل رسائلك إليها، فقد قيل لي أنها انتقلت من سكنها القديم ـ وعلم الله يا ولدي ـ أني لم آل جهدا في البحث عن سحرك الشرقي ، فاضطررت أن أكتب لك بهذا المعنى . وأعلم أنك تسائل نفسك الآن عن سبب رسالتي هذه ، ولماذا لم أكتف بسطرين أو ثلاثة . لا تحار يا بني ، فليس غرضي ـ علم الله ـ أن أزيد من حيرتك، أو أثير حفيظتك، إنما غرضي أن أقدم لك النصح ، واصفا لك الداء وقد أبتاع لك الدواء. إني أستطيع الآن أن أشمّ رائحة غضبك ، وغلي مجمرك ، لأنك أوشكت أنْ تصل إلى آخر رسالتي ولم تجد النصح ، ولا الداء ، ولا جرعة الدواء ... إني يا بني آثرت أن أؤجل نصحي ووصفي وجرعتي ، لتقرأه في رسالتي القادمة إليك ، والتي سأكتبها لك إما ناصحا ومشخصا ومداويا ، وإما ضاربا عرض الحائط كلّ ما وعدتك به ، وذاكرا لك عنوان محبوبتك الجديد ، الذي سأظلّ أبحث عنه حتى أجده ، أو أموت دون ذلك .. ولا تستغرب ذلك يابني ،إنّ سرّ اندفاعي هذا ، وسرّ اهتمامي بك، وبأمرك، هو ما رأيتُ في عينيكَ أوّل مرّة عندما سلمتَ لي الرسالة لأوصلها إلى حيث تريد؛ ذلك اليوم رأيتُ في عينيك عزمَ الفارس الذي لا يُشق له غبار ، وتصميمَ مَن يريد أنْ يمسح عن جبينه العار ،ممّن مسّ عرضه أو دنس أرضه، من الغادرين الأشرار ، أحسست في خطوط يدك وهي تسلمني الرسالة، متاهات، تريد أنت صادقا الخروج منها،وفي نفس الوقت أحزنتني الحيرة ُالتي كانت تملئ عينيك،وذهابُ النضرَة من وجنتيك.. فعرفتُ ـ بما منحني الله من بصيرة ـ أنكَ شابٌ تُعاكسكَ الأقدار ، واخترتَ بملىء إرادتك أنْ تمشي عكس التيار.. لكنـّك فتىً تملك ما يكفي من الإيمان، لتحقق ما تريد ، وتصبوَ إلى مرامك، حتى ولو لم تنله إلا وأنتَ ميّتٌ أو قتيل ، لكنّي أبشّركَ ـ يا بني ـ أنّ مَن يموت دون حبّه.. هو شهيد . وإلى أن تصلكَ رسالتي القادمة ، أترككَ بين رحمة وعذاب ، وأنصحك بالإكثار من مُنادمَة الأصحاب ، عـلـّكَ تنسى ولو إلى حين، ما بك من مصاب .... والسّلام .
5 / 1 / 2011 كانون الثاني
تذكرت الرسائل بلا عنوان ففتحت هذه الصفحة و لم أندم، جميل حقا ما كتبت.
الفكرة و المحتوى والأسلوب كل شيء في رسالتك جميل حد الروعة.
دمت يا فتى سوريا و دام بريدك
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
الفتى الرائع الجميل محمد حليمة
من الجميل ان تتخذ الرسائل هذا الطابع الأدبى الذى يحمل لغة شفافة وصافية وفكرا انيقا - إذا جاز التعبير- والرسائل سيدى علامة على توهج الذات وصفاء الروح التى تحاول أن تنقى نفسها من شوائب الدهر عبر شفرة جمالية تسمى الرسالة و وهذا اللون من الأدب هو فن بذاته يذكرنا برسائل العقاد لصديقه طاهر الجبلاوى وكانت رسائل فى غاية الجمال والقيمة وانت تفعل هذا وغن المرسل إليه وهميا وهذا ماضفى على نصوصك مساحة من الجمال أيضا
كل محبتى وعظيم تقديرى لك اخى الحبيب
رد: ( رسائل بلا عنوان ) .. الفتى السوري محمد حليمة
الأستاذة القديرة نصيرة ... ما دام قد أعجبك فهو جدير إذا بأن يقرأ ، وقد تفضلت عليّ بقراءة الرسائل والتعليق مرتين ، فلك كل الشكر إذ تتابعين أعمال الدون والمبتدئين دام فضلك وحضورك الساحر