رد: فر من المتشائم فرارك من الأسد
الأستاذة الأخت بوران أسعد الله أوقاتك بكل خير
سيدتي ما تكرمت به من كلام جميل ولا غبار عليه
ولكنني أرى في كلا الأمرين أو لندعوهما الضدين الإحباط والتشجيع الزائد
إساءة لبناء الشخصية المنطقية المتزنة
فكما إن الإحباط والذي أراه في بعض الأحيان محرضا ودافعا أقوى من التشجيع
يؤثر سلبا على بناء الشخصية ... فإن التشجيع الزائد يفعل ما هو أشد منه
وخاصة نحن هنا في الشرق عموما فالتشجيع في مرحلة الطفولة سيساعد في بناء شخصية هشة إلى حد ما
أنا مثلا : كنت ممن يلقون التشجيع في مرحلة الطفولة من المعلمين والمعلمات وبعض أصدقاء الأهل والأقارب
فكنت ولمرحلة متقدمة أعتقد فعلا أن هناك حقوق إنسان وعدالة وسعادة وحق , و و و و
والآن بعد أن تعرضت لفاجعة الوعي وصدمة الإدراك أدركت أن ما تقدم ذكره عباره من مفاهيم مجردة قد يكون لها جانب حسي ولكن بنسب متفاوته حسب الأشخاص
وحين كنا أطفالا كنا نحب الأشياء حين نربطها بالأشخاص مثلا نحب مادة اللغة الإنكليزية لأننا نحب معلمتها .. ونحب أن نفعل كذا أو نأكل كذا لأنه يرضي فلان العم أو الخال أو أو أو
ونعلّق من الآمال الكثير على ( بكرى ... وفي المستقبل )
فالمطلوب يا سيدتي هو المنطقية في التعامل .
أي أعجبني الطعام أقول إنه لذيذ . وإذا لم يعجبني أقول : ينقصه كذا أو كذا
والتلميذ الذي حفظ النشيد . أقول له في وقت الفراغ أو في الوقت المناسب ستقرأ النشيد
لأنني برفع معنوياته ودعمه ظلمت البقية وأخذت وقتهم وجعتله مميزا وشكلت نسبة من الإحباط لزملائه
وسيتطاول هو مع الزمن على ماليس له .. وهنا سيدتي هذا يعود للأسلوب في خطابه بالحسنى وليس بالتبكيت والتعسف والشرح له أن الوقت الآن مخصص لمادة كذا وفي الوقت المخصص ستقرأ نشيدك ..
وما زالت عقدة إبن المعلمة وإبنة الأستاذ تؤثر علينا حتى الآن .. وهو نفسه ذاك الأبن مازال يتطاول في المجتمع على ماليس له ..
ويجب أن يكون المعلم مؤدي للمنهاج بأمانه عالية ولا يظهر أهواءه الشخصية ولا يقرّب من يعجبه ويشبهه بشيء ما منه ويقصي من لا يعجبه
ألا ترين ما آلت إليه أحوال الأمة من جراء ذلك ..
حتى أن الأوطان أصبحت تنسب لقادتها ..
وأعود لأقول لك: إن الطفل الذي سيقرأ النشيد في غير وقته .. بعد دقائق سيكون قد إعتدى على أحد زملائه أو خرق القانون وتجاوزه في مسألة ما . لإحساسه بالمغايرة والتمييز وحين يكبر سيكون ذاك الأستاذ ساهم في إفساده وتطاوله على كل شيء من قانون وحقوق للآخرين , ,وووو
كفانا تربية عاطفية تصنع من أجيالنا أشباه شخصيات .. وكفانا تصفيق بسبب ومن دون سبب
وكفانا إحباط أيضا مع ما يتنافى مع أهواءنا ورغائبنا .
وكفانا تعليق الأمل والفشل على القدر والظروف والغيب والمستقبل
فالنعمل على إعداد الشخصية المتزنة بدءا بأنفسنا ومن ثم الأبناء ...
الشخصية المنطقية الواعية المدركة لما تريد ولماذا تريد ومتى تريد .. والرافضة لما لاتريد ولماذا لا تريد
مودتي وأشكرك على إثارة هذا الموضوع
|