في صمتي ضجيجٌ مخيفٌ يبحث في لواعج النفس عن السلام الشامل , في صمتي كلامٌ دونت حروفه برمقات العيون المنتفخة على المدى , في صمتي قصائد تنظم أبياتها على صفحات حلم ٍ مخملي تسكن موسيقاه هذا القلب الشجي المعتق بألوان المحبه السرمدية الخالصة.
في داخلي وجعٌ لا يستكين, ما إن يغفو قليلاً حتى يصحو مسرعاً يحمل قيثارة أشجانه عازفاً لحن البقاء بقلقٍ واضطراب يحملك هذا العزف الى أمصارٍ بعيده كل شيءٍ يدعو للدهشة والإستغراب , يدعو للتأمّل والوقوف طويلاً ,فهناك كل المشاعر تضيع في شعورٍ وحيد و كلّ الألوان تنسدل من خيطٍ فريد لا مثيل له يمتد ليصلك بالحقيقة المطلقة الثابته . في أذني صوتٌ ينادي بهجس , صوتٌ يحملني معه الى البعيد ,صوتٌ يربكني ويشتتني , يحمل روحي على أكتاف أمواجه الى عالمٍ ضبابي الرؤيه حيث التضاد يلف كلّ الأشياء ويسكنها عالم تسيطر الحيرة فيه على حقيقة الإدراك ويجتاحها فيتحول طعم الألم إلى فرحٍ يمدك بنشوة السعادة المرهبه للنفوسٍ وكأنها موتٌ دائري يمتزج الفراغ بجدرانه ,كأنه موتٌ يزحف إليك بخيلاء متباهياً بنفسه , يمد يده الى جلبابه مخرجاً كلّ أعمالك الماضيه,وكلّ أمانيك الحاضره وأحلامك المستقبليه.صوتٌ يسكن الجمال فيه كما القبح وتعشعش في أجزائه المعرفة الواقعية للأمور كما تتغلغل الأوهام في طيّاته بثبات.صوتٌ يشعرك بوصولك الى الكمال بكل تجلياته ,كمالٌ لطالما رجوت ملازمته ورغبت في الوصول اليه ,ولكن ما إن يعود وعيك لإدراك الواقع ستجد أن هناك الكثير بإنتظارك وشعورك بالوصول الى القمه لا يعدو كذبةً بيضاء بل ستجد ان في انتظارك الكثير مما لم تفعله أو الذي لم تقله بعد وربما لن تفعله أو تقوله أبداً.
كلمات وأحلامٌ وأفكار تأجج نار المخيله لكن هذا العقل الموزع للأوامر يرفض أن يترجمها الى أفعال أو أن يعصرها حبراً في أقلام الحياه لترسم حروفاً من نور, حروفاً لطالما تعانق أوردتي ,سطوراً تمنيت لو أخطّها على أغشية القلوب أو أعلّقها في صدر هذا الزمان لتكون أيقونة حبٍ خالدٍ لا يموت,او لربما روحاً أنفخ فيها من أحاسيسيّ ببهاء أو لعل كلماتي ترسم طيفاً على شطآن المدى يشبه وجه أمي, وبهاء أمي, وسنائها. في أعماقي كلماتٌ وكلمات, أودّ لو أني أنثرها عطراً يضج بها الفضاء كلمات لم أقلها أبداً وربما لن يتسع لي المكان ولا الزمان لقولها ,كلماتٌ وددت أن أخطّ بها جسد الحبّ وأأنسنه ليسكن أعماقي المثقلة بالإشتياق .
كلماتٌ يصعب على الحياة أن تترجمها ربما لتصبح جزءاً من الواقع ويصعب على العقل أن يفهم معانيها لأنها أبعد وأعمق من الواقعيه وأرقى من الخيال.
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: كلماتٌ تائهه
[align=justify]
الأخت الفاضلة فاطمة حياك الله و رعاك ..
شتان ما بين نداء القلب و نداء العقل ..
استمعت جيدا لذاك الضجيج المنبعث من حنايا النفس ، ولمست مدى لهفة النفس للانطلاق و تحدي العقل لنوازع القلب .
وأعترف أني وجدت في كل هذا متعة لا تضاهيها متعة ..
خاطرة صيغت بأسلوب جذاب و رصين .. فجاء البوح صادقا معبرا عما يخالج النفس و القلب من لواعج ..
سأكون دائما في انتظار حرفك سيدتي لأنه جدير بالمتابعة .
تقبلي كل مودتي و تقديري .
[/align]
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر
رد: كلماتٌ تائهه
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمه شرف الدين
في صمتي ضجيجٌ مخيفٌ يبحث في لواعج النفس عن السلام الشامل , في صمتي كلامٌ دونت حروفه برمقات العيون المنتفخة على المدى , في صمتي قصائد تنظم أبياتها على صفحات حلم ٍ مخملي تسكن موسيقاه هذا القلب الشجي المعتق بألوان المحبه السرمدية الخالصة.
في داخلي وجعٌ لا يستكين, ما إن يغفو قليلاً حتى يصحو مسرعاً يحمل قيثارة أشجانه عازفاً لحن البقاء بقلقٍ واضطراب يحملك هذا العزف الى أمصارٍ بعيده كل شيءٍ يدعو للدهشة والإستغراب , يدعو للتأمّل والوقوف طويلاً ,فهناك كل المشاعر تضيع في شعورٍ وحيد و كلّ الألوان تنسدل من خيطٍ فريد لا مثيل له يمتد ليصلك بالحقيقة المطلقة الثابته . في أذني صوتٌ ينادي بهجس , صوتٌ يحملني معه الى البعيد ,صوتٌ يربكني ويشتتني , يحمل روحي على أكتاف أمواجه الى عالمٍ ضبابي الرؤيه حيث التضاد يلف كلّ الأشياء ويسكنها عالم تسيطر الحيرة فيه على حقيقة الإدراك ويجتاحها فيتحول طعم الألم إلى فرحٍ يمدك بنشوة السعادة المرهبه للنفوسٍ وكأنها موتٌ دائري يمتزج الفراغ بجدرانه ,كأنه موتٌ يزحف إليك بخيلاء متباهياً بنفسه , يمد يده الى جلبابه مخرجاً كلّ أعمالك الماضيه,وكلّ أمانيك الحاضره وأحلامك المستقبليه.صوتٌ يسكن الجمال فيه كما القبح وتعشعش في أجزائه المعرفة الواقعية للأمور كما تتغلغل الأوهام في طيّاته بثبات.صوتٌ يشعرك بوصولك الى الكمال بكل تجلياته ,كمالٌ لطالما رجوت ملازمته ورغبت في الوصول اليه ,ولكن ما إن يعود وعيك لإدراك الواقع ستجد أن هناك الكثير بإنتظارك وشعورك بالوصول الى القمه لا يعدو كذبةً بيضاء بل ستجد ان في انتظارك الكثير مما لم تفعله أو الذي لم تقله بعد وربما لن تفعله أو تقوله أبداً.
كلمات وأحلامٌ وأفكار تأجج نار المخيله لكن هذا العقل الموزع للأوامر يرفض أن يترجمها الى أفعال أو أن يعصرها حبراً في أقلام الحياه لترسم حروفاً من نور, حروفاً لطالما تعانق أوردتي ,سطوراً تمنيت لو أخطّها على أغشية القلوب أو أعلّقها في صدر هذا الزمان لتكون أيقونة حبٍ خالدٍ لا يموت,او لربما روحاً أنفخ فيها من أحاسيسيّ ببهاء أو لعل كلماتي ترسم طيفاً على شطآن المدى يشبه وجه أمي, وبهاء أمي, وسنائها. في أعماقي كلماتٌ وكلمات, أودّ لو أني أنثرها عطراً يضج بها الفضاء كلمات لم أقلها أبداً وربما لن يتسع لي المكان ولا الزمان لقولها ,كلماتٌ وددت أن أخطّ بها جسد الحبّ وأأنسنه ليسكن أعماقي المثقلة بالإشتياق .
كلماتٌ يصعب على الحياة أن تترجمها ربما لتصبح جزءاً من الواقع ويصعب على العقل أن يفهم معانيها لأنها أبعد وأعمق من الواقعيه وأرقى من الخيال.
الأستاذة فاطمة دوما أنتظر مثل هذا التدفق من البهاء .. دوما أتلمس لمحة من بوح أنثى تتمايل عبر السطور تنشد عمق الخواطر .
هنا جاء النص بصورة واضحة لتأجج كومة من العواطف المختزلة في سطور تردد " أين أنا من عالم اللهفة ؟ ".. هنا سال ماء الكلمات فأمتعنا بخرير جروحه .
أسعد دوما أستاذتي كلما مررت ببوحك الطيب
ننتظر منك المزيد و تفاعل مع بقية النصوص الطرية .
شكراً لك سيد جمال سبع عن جميل الكلام وعلى مرورك الذي أضاف بريقاً وسحراً ومتعه أشكرك على مرورك وانا بالإنتظار دوماً لمرورك الندي والجذاب أختك فاطمه شرف الدين