[وليد مروك]

ارحل .. و كفانا ما كان و ما جرى .. ارحل و اترك الباب مشرعا على احتمالات نقررها نحن حتى المنتهى .. لا تردد أنك أنت الحامي و أنت المبتغى .. ما عاد أحد يريدك و ما عاد لديك رصيد يرتجى .. هذه الجموع تحدد وحدها سكة الأمل و وجه المستقبل الزاهي و المبتدى .. هذه الأصوات لن تسكت حتى ترى الشمس تشرق على أرض لا يسكنها اسمك و ما تبقى معك من فلول لا تعرف غير رائحة الدم و أشلاء الرجال الشرفاء ..

ارحل .. ولا حزن عليك و لا خوف من طلقات البنادق و لا تهديدات أبواقك فالدرس قد انتهى .. ما عاد يغرينا ترويع تمارسه و ترهيب تتقنه و تقتيل تقرره .. ما عاد لك منا غير الخروج من أفكارنا و قلوبنا و أوطاننا .. أخرج بلا رجعة و احمل ذنوبنا معك فهذا ما نبغي و هذا المشتهى ..

ارحل .. واترك عروشا قد بنيتها بدمنا و أجسادنا و أرواحنا .. اترك لنا ما أخذته زبانيتك بدون إذن منا و لا تصريح بأنك أنت الذي تملك عصمة أمرنا .. أفق من تخيلاتك المزمنة .. وانظر حولك هل من كل الركام الذي أحدثته رجل يقبلك بعد هذا الذي صنعته ولم ..

ارحل .. و لا نريد منك قرارا ولا مرسوما ولا بيانا تخطه يدك الآثمة .. لا نريد غير وطن محرر من أفكارك الهامدة .. نريد رجالا تصنع الفرحة الغامرة .. تغرق أساطيلك الظالمة و تبتني لنفسها ثورة باهرة .. نريد وجها آخر غير وجهك الذي سئمناه و مللناه و كرهناه حد كل سجونك المقرفة .. حد كل أغلالك المهلكة .. حد كل الذين رميتهم برصاص كلابك المتربصة ..

ارحل .. ولن نهدأ حتى نرى على وجهك علامات الحسرة الطاغية .. حتى نرى على محياك وجع كل الأفئدة .. حتى نرى يوما لا يذكرنا بك و بما فعلته أنت و حاشيتك الآفلة .. لن نهدأ حتى نراك جثة هامدة .. لن نهدأ ولنا معك كرة و كرة و لن تسكتنا ألاعيبك و توسلاتك العابثة .. لن تسكتنا حتى لو تساقطنا كلنا دفعة واحدة ..

ارحل .. ولا تسأل أين المفر .. ارحل وبدونك سنستمر .. ارحل و سنكتب تاريخا مزدهر .. ارحل و الدرب دربنا و أنت إلى حفرة و لا مستقر .. أنت إلى منتهاك المنتظر .. فصبرا جميلا ارحل أنت ولن نرتحل ..

وليد مروك

رأس الخيمة