أولا سأتناول حكاية "أمير الألحان" :-
مختصر تلك القصة، ان كانت هناك بلدة تعاني من هجوم الفئران عليها، وأخذت هذه الفئران بالتكاثر حتى انها كانت تلتهم الاخضر واليابس، وانزعج الاهالي من ذلك وذهبوا الى قصر الحاكم مطالبين منه حل هذه المشكلة وإلا أزاحوه من منصبه، خاف الحاكم على منصبه وكرسيه ففكر في الأمر وقرر أن يعلن عن جائزة مالية قدرها ألف قطعة فضية لأي شخص يخلص البلدة والشعب من الفئران، حاول الكثيرون حل الأزمة ولكنهم باءوا بالفشل، الى ان ظهر في البلدة رجل غريب الشكل يحمل مزماراً، وأعلن انه سيخلص البلدة من تلك الفئران مقابل الألف قطعة من الفضة، وعلى فكرة فالحاكم لم يكن يملك هذا المبلغ في خزائنه، المهم .. عزف ذلك الرجل لحناً غريباً فأخذت الفئران تخرج من كل بيت ودار وتتبع هذا اللحن العجيب، إلى ان ركب الرجل مركباً في النهر فأخذت الفئران تلحقه وسقطت جميعها في النهر وغرقت. اهالي البلدة فرحوا كثيرا واخذوا يرقصون ويغنون، وقرر الحاكم مكافأة نفسه وأمر بخياطة رداء جديد له! وأعلن عن حفلة كبيرة تضم وجهاء البلدة وأعيانها!. جاء الرجل والذي أطلق عليه "أمير الألحان" إلى الحاكم مطالبا بالمبلغ الموعود، فقال له الحاكم: المبلغ صرفته على ردائي الجديد وعلى الحفلة، ولك 50 قطعة فضية فقط.
بالطبع غضب أمير الألحان واخذ يهدد الحاكم بانه سينتقم منه شر انتقام، ولم يهتم الحاكم بذلك، فخرج أمير الألحان إلى البلدة واخذ يعزف لحناً رائعاً، فخرج اطفال البلدة جميعاً وتبعوه إلى ان اخذهم واخفاهم في بطن جبل بعيد، وكان طفل معاق يحاول اللحاق باصحابه ولكنه فشل ورجع الى البلدة واخبر الاهالي بان ابنائهم محبوسون في بطن الجبل. وانتهت القصة.
والسؤال هو : ماذا استفاد الاطفال من تلك القصة؟
1)ان الحاكم كاذب، ويفعل المستحيل للحفاظ على عرشه.
2)وانه –اي الحاكم- لا يفي بوعوده.
3)الموقف السلبي لأهالي البلدة بعد فقدانهم لابنائهم، فهم كما يُفهم من النهاية لم يفعلوا شيئا سوى النحيب والبكاء.
فهل هذه المبادئ والقيّم التي نريد ان نربي عليها اطفالنا وفلذات اكبادنا؟
ولكني بصراحة قلت في نفسي، كم من حاكم "عربي" امتص اموال الشعب وصرفه على اثوابه وحفلاته؟
عموماً .. فقد غيرت مجرى القصة لابنتي وقلت لها ان الحاكم اعطى المكافأة للرجل واعد له حفلة كبيرة على شرفه وان الرجل فرح كثيرا واخذ يعزف ألحانا جميلة للأطفال وياخذهم الى الحديقة ليلعبوا!
وإلى لقاء آخر .. وقصة جديدة .
تقبلوا تحياتي ..