[صبري الصبري]

خير الأجناد
(تحية للجيش المصري)
***
شعر
صبري الصبري
***
للجيش في مصر الوئام سلامي
وتحية التعظيمِ والإكرامِ

وتجلَّة الإعجاب للجيش الذي
سطر السطور بأطهر الأقلامِ

وقصائد الأشعار يهمي ودقها
أزكى البحور ببهجة الأنغامِ

وسعادة الأوزان لاح سرورها
وحبورها لحبيبتي بغرامي

مصر التي في مهجتي شدو لها
يبقى وإن أغفو بفرش منامي

يشدو لها حبي بلهفة عاشق
متسابق في روضها المترامي

مترنم بجمالها وبحسنها
وبمجدها بقصائدي وكلامي

فأنا ابن مصر ولي الفخار وشاعر
مصريّ عاش بغرسها المتنامي

واهتم بالأم الحنون وما بها
بمسيرة الآمال والآلامِ

وانساب بالأرجاء فيها شاخصا
أرضا بها بالصحو والأحلامِ

وانضم للجيش العتيد بمصرنا
في همة بفتوة ونظامِ

قد كنت ضابط باحتياط سلاحها
في خدمة مبرورة الأعوامِ

بسلاح هندسة خدمت ترابها
مصر الحبيبة دُرَّتِي ووسامي

جيش البهية مصرنا أنعم به
أكرم به بخوافق الأعلامِ

يمضي بتاريخ البسيطة شاهرا
بأس العدالة حاسم الأحكامِ

يأبى المظالم والمفاسد ينبري
للذود عن أهل وعن أرحامِ

ويهبّ هبة واثق مستأسدٍ
مسترسل بشوامخ الأقدامِ

تروي مآثره صحائف عزة
وكرامة لمسامع الأيامِ

وسل التتار عن الضراغم مزَّقت
لحم التتار بأرجل وسنامِ

فـ(بعين جالوت) الشهيرة سجَّلت
مصرُ العروبة أروع الإقدامِ

بشريعة الإسلام كان لواؤها
بالنصر ينصر شرعة الإسلامِ

وبيوم (حطين) المكين وجيشها
بصلاح دين الله ذي الإنعامِ

والمسجد الأقصى يعود محررا
من بعد عهد كآبة وظلامِ

كسر الصليب محطما أوباشه
ظنوا البلاد غنيمة للئامِ

و(لويس) تاسعهم يبيت بحسرة
ومذلة في القيد كالأغنامِ

إيه ! بنصر الله زلزل جمعهم
في مصر جيشٌ باهر لكرامِ !

لازال يثبت أنه برجاله
خير الجنود بهمة الضرغامِ

مهما يلاقي بالخطوب فإنه
يجتازها بصرامة لحسامِ

صلد متين قاطع متمكن
يَدَع العدوَّ ككومة بحطامِ

وانظر لـ(بارليف) الحصين وخطه
يوم العبور وجيشنا بصيامِ

جعلوه هشا كالهشيم مهلهلا
كرماد خط هامد بركامِ

وعدونا الملعون يهوي صاغرا
ينعي زمان الزهو والأوهامِ

جيش الحبيبة مصرنا أمجاده
تُروى وتُحكى كلها لأنامِ

شخصت لمصر وجيشها بمهابة
سكنت وقرَّت في حمى الأفهامِ

ستظل مصر وجيشها أنشودتي
بقصائدي لأقاربٍ وعوامِ

أهديهمُ شعري بحبي ناطقا
بالنور يكسر حلكة الإظلامِ

ويكون في حلق الأعادي شوكة
تدمي الحسود وعصبة الأقزامِ

يا جيش مصر لك التحية دائما
من مغرم مستغرق بهيامِ

يهوى الحبيبة مصرنا في قلبه
شوق الوداد معطرا بسلامِ

ورجاء عبد خاشع لإلهه
يدعوه بالإسرار والإعلامِ

لتكون مصر بحفظه وأمانه
وبنصره وبستره .. بوئامِ

وبرغده وبرزقه وعطائه
في منعة وسلامة وتمامِ

يحميك مصرُ إلهنا طول المدى
في حفظ ربي الواحد العلاَّم

بالوحي أوحي بالكتاب لمصرنا
ذِكْرَاً بنور جمالها الإسلامي

شكرا إله العرش ما أوليتنا
في مصر من حبٍّ لآل تهامي

ومن الحقول تنوَّعت خيراتها
في مصر من غرس ومن أنعامِ

ومن العذوبة للمياه تدفقت
في النيل من نبع له ومسامِ

ومن الرجال المخلصين بعزمهم
أبناء مصر خلاصة الأقوامِ

صلى الإله على النبي المصطفى
طه المظلل جهرة بغمامِ

والآل آل البيت ما هبت صبا
بالخير يهطل بالربيع النامي

والصحب والأزواج ربي كلهم
في كل بدء طيب وختامِ !!