حكايتي مع التين. قصة: نصيرة تختوخ
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:white;border:4px inset yellow;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]لم أكن أعرف أنني سأعشق التين. التين كان بالنسبة لي فاكهة عادية، شكلها غير جذاب و ليست دائمة التوفر في الأسواق، فاكهة لاأتوق إليها وليست بيني وبينها علاقة اشتهاء مزمن حتى ذلك اليوم.
جلس أمامي على الطاولة وكان معه كيس ورقي أخرج منه سُلَيْلَةً مليئة بالتين.
استغربت المنظر و العرض فقد قال لي : 'تفضلي ' وتفضلت بأخذ حبة و تقشيرها بأناقة وعلى مهل، أكلتها و اشتهيت أخرى وأخرى.
كان للفاكهة حلاوة وطيبة عجيبة تأخذني من نفسي إليها.
للحظات كنت أذوب في متعة تذوق عابرة، قصيرة حتى أنني لم أنتبه لانفصالي عن المكان والحديث.
حين أردت تدارك الموقف، فكرت في الاعتذار أو التعبير عن أسفي بطريقة ما لكني وجدتني أقول :'شكرا ' .
'شكرا ' بدون تفاصيل أو شرح , ربما لأنه بابتسامته ,التي كانت تملأ كل حواسه, جعل الأسف متناقضا مستبعدا.
'شكرا ' مختصرة رد عليها بقوله :' أحب أن أهدي المرأة التي أحبها فاكهة تُحِبُّها ' فأربكني.
أحسست بحمرة تصعد لتكسو وجهي وبكلماتي تتصادم، تدخل في بعضها كجيوش نمل مُدَاهَمة.
تفككت جملته بداخلي و ترددت كالصدى ' امرأة يحبها و فاكهة '.
اشتهيت تينة أخرى أنشغل بها وتخرجني من ورطتي،أقشرها وأذوب معها وأعود بكلام مناسب.
لاأذكر إن كنت مددت يدي أو بدأت تحريكها باتجاه السلة الصغيرة لكن نية فعل ذلك كانت حاضرة لحظة سَبَقَت يَدُه.
تَجاوزتِ التين الذي بيننا وخطتي الصغيرة وحَط َّ إصبعه على شفتي .
ضاحكا قال أن إصبعه يتشرف بلعب دور المنديل وإزالة شوائب التين وأغمضت عيني.
أحسست بقبلتي تلتصق بإصبعه وكنت لاأرى التين ولاأرى ضحكته حتى شكل قميصه غاب عن إدراكي رغم أن عطره كان قريبا كأنفاسه.
Nassira[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|