[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/92.gif');border:4px ridge indigo;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]أن تكون فلسطينيا يعني أن تؤمن إيمانا مطلقا لا يتغير ولا يتبدل بأنّ كلّ ما يقال عن معاهدات سلام ، وصلح ، وإقامة دولة إلى جانب دولة سيئة الذكر " إسرائيل " إنما هو مجرد كلام فارغ لا معنى له ، لأنّ فلسطينية الفلسطينيّ تنتفي تماما وتصبح غير موجودة عندما نترك المجال لبقاء العدوّ الصهيونيّ وهو نقيض عروبة فلسطين ، ونقيض السلام الفلسطينيّ الحقيقي ، ونقيض كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية .. فوجود العدو ، وهو احتلال ، يبقي الميزان ، ميزان العدل والحقيقة مختلا ولا معنى له ..
أن تكون فلسطينيا يعني ألا تفاوض وتساوم على أرض هي أرضك وبلدك ووطنك وفيها بيتك وهواؤك وشارعك وذكرياتك وتاريخك وكل ما يتعلق بك.. إذ المساومة هنا قائمة من حيث المبدأ على إلغاء حقك المشروع والتاريخي والإنساني في أنك صاحب الأرض والبيت والوطن .. فالمفاوضات ، إذا افترضنا أنها شرعية ، يجب أن تنطلق من نقطة إعادة الوطن ورحيل الاحتلال ، وليس إعادة جزء صغير من الوطن وبقاء الاحتلال.. الاختلال هنا خطير جدا وهو يلغي شرعية أن يكون الفلسطيني هو صاحب الحق ، أي يلغي قضية فلسطين برمتها وينتقل إلى القول بمفاوضات حول أرض تعطى لنا مقتطعة من وطننا، مع اعترافنا بل قبولنا وتأييدنا لذهاب بقية فلسطين للعدو .. وحتى قيام دولتنا " المعلبة !!" سيكون مشروطا بخضوعنا لشروط عدونا ، مما يقلب كل شيء ، ويغير كل شيء ، لتصير المعادلة مضحكة و مبكية !! فصاحب الحق والوطن ، يعيش ضمن شروط الاحتلال في جزء من هذا الوطن!!..
أن تكون فلسطينيا يعني أن تلغي المطالبة بحق العودة لفلسطينيي 1948 وتستبدله بتحرير فلسطين ليعود هؤلاء دون وجود الاحتلال ، فحق العودة الذي ترفضه سيئة الذكر " إسرائيل " هو حق عودة مرهون بوجود احتلال واعتراف شرعي بأنّ فلسطين لم تعد موجودة.. فكل من يعود إلى بلده ، سيكون غريبا مطاردا مطالبا بأن يقدم فروض الولاء والطاعة للعدو .. طبعا لا نفرط بحق العودة ولا نقول إنه غير مهم ، لكن نريد عودة كاملة لوطن محرر وليس سجينا .. فأن نعود بوجود الصهاينة يعني أن نكون والوطن سجناء ، فما جدوى كلّ ذلك ، ولماذا نرضى بأن ننهي حقنا الشرعيّ بأيدينا بدل أن ندافع عن هذا الحق ونبقى ، مهما طالت السنوات ، ضد اغتصاب أي شبر من فلسطين ..
أن تكون فلسطينيا يعني أن تلتزم بدم الشهداء وكل ما قدم من تضحيات خلال السنوات الطويلة الماضية حتى لا تذهب الدماء والتضحيات هباء منثورا حين نقبل بتغيير خارطة وجودنا ومطالبنا وأحلامنا وتاريخنا وحقوقنا .. فكل ما قدم ، ويقدم ، كان في الطريق إلى فلسطين المحررة من الاحتلال الصهيوني ، إلى فلسطين التي كانت وبقيت واستمرت عربية طوال سنوات التاريخ .. وما المرحلة التي نمر بها ، من احتلال واغتصاب للأرض غير مرحلة مؤقتة مهما طال الزمن الذي يبقى زمنا قصيرا في عمر الشعوب .. فالانتظار ، وإن طال ، هو انتظار أمل وإيمان بتحرير فلسطين كلها، وأي درب آخر سيوصلنا إلى الإجهاز على فلسطين وشعبها وهو ما لانرضاه ..
أن تكون فلسطينيا يعني أن تتشبث حتى النهاية بحقك في فلسطين ولا ترضى بديلا عن تحرير كامل فلسطين وطرد الاحتلال بشكل نهائي .. هكذا يكون الفلسطينيّ فلسطينيا ، وبغير ذلك لا يكون..
طلعت سقيرق
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]