عجزُ القصيدةِ
عجزُ القصيدةِ
.. الجرنوسي الصغير
رمتُ المعـــاني والأماني في يدي
حتى أقدمَـــها إليكِ .. بمُفردي
فوجـدت قلبي لاهثاً .. جمـعاً لها
ووجدت نفسي تائهاً عن مرقدي
ووجدت روحي عالقاً بين السـما
ءِ وبين أرض النــور منذ المولدِ
فوردتُ شـعري من معين عطِّرت
والعينُ في عينِ المحـــبةِ موردي
ومُنِعتُ عن سـردِ المشاعر عاجزاً
فوضعتُ في جيبِ الحقيبةِ مقصدي
كنبيِّ موســى لا يبوحُ بما يرى
وعلمتُ أينَ..ولستُ موسى..موقدي
أشـــعلت منه شموعَ فكرٍ لم يزلْ
صـافي الجَنانِ .. ونارُها صفوَ الغدِ
يا قـدس يا نورَ العيونِ .. أناملي
حيرىَ .. توحِّدُ في نسـيمِ تشهُّدي
تتلمَّسُ الوجـدانَ هاتفةً .. ببـا
ب نـداك تاريخي .. ولينَ تشددي
لتحركَ القـدم التي داست على
لحمِ الشهيدِ .. وقيمتي .. وتهجُّدي
ومن العروقِ إليك نرســل بثنا
لنفتتَ القيــد اللعـين لمعبدي
يا نار غــــزة ما جزاء تخاذلي
عما يــدور .. وما جزاء تبلدي
إني بدأت فمن لغـــزةَ من فتىً
مثلي يزلزل منبراً للمعـــتدي
ونحرتُ أوراقـي لها .. لم يأتِ إشـ
ـراقي.. ولم يهدأْ خيالُ تجسُّــدي
حتى اختلفتُ مع الحروفِ وكنتُ سيِّـ
ـدَها المطاعَ .. وزال منك تسـيُّدي
فاســتقبليني .. ثمَّ رَسِّي لي زَمـا
نَ اللاَ زمــانِ .. على فَـناءِ تجرُّدي
ليَصيحَ قُـربي في مــداكِ مؤذِّناً
من بعدِ ما قبســت حقيقتَنا يدي
وقف اليراعُ على يدي .. وكذا يدي
وقفت هي الأخـرى وبانَ تَرَدُّدي
قلنا عَجَـزنا .. واقتسـمنا ضـعفَنا
أنتِ القصــيداتُ التي .. لم تولَدِ
ولأنتِ مخبوءُ الشـعورِ وكوكبٌ
دُرِّيُّ .. يسـكنُ في صلاةِ المَسجدِ
إني عجزت .. وليس عن ضعفٍ ولـ
ـكن .. لن تحرِّرَ كلمةٌ بالمُقــعدِ
****
أما آن لهذا النزيف أن يتوقف
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|