[هدى نورالدين الخطيب]

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/28.gif');border:4px ridge purple;"][cell="filter:;"][align=justify]
بشيء من العتب قالت " كأنك تصرّ على عشق الأشياء وتهيم بها أكثر من حبك للإنسان ؟؟.. ".. قلت وأنا أبتسم:" ربما .. كل شيء جائز .. لكن من أين جاءك هذا الإحساس الغريب العجيب؟؟..".. قالت " بماذا تفسّر هذا الاستغراق في الطبيعة وتوجهك للماء والهواء والشجر حتى في شعرك ؟؟.." قلت :" اربطي ذلك بمساره الصحيح، فما تذكرينه يتعلق بفلسطين أليس كذلك ؟؟.. ".. ردت بشيء من توتر لا أدري سببه :" وما الفرق كلها أشياء والإنسان يبقى أكبر من الأشياء مهما كانت " قلت :" هذا صحيح ولم أقل غير ذلك .. فالإنسان أكبر من كل الأشياء ولن يكون إلا كذلك .. لكن لماذا هذا الفصل الغريب .. الأشياء التي نتحدث عنها تؤدي بمجموعها إلى حبنا للإنسان ولا تنفصل عن ذلك .. وفي حالتنا ، أقصد فلسطينيا ، حين نجرد الإنسان من جغرافية المكان ننسف جذر هذا الإنسان ونقبل بأي تنازل عن الجغرافية .. أي أننا شيئا فشيئا سنقول إن الإنسان هو المهم فلماذا لا يعيش الفلسطيني في أيّ مكان مادمنا نعي ونصرّ على أنه المهم وليس الجغرافية أو الوطن أو الأشياء كما تقولين .. ألسنا بهذا المستوى من الفهم ندمر بل ننفي تماما كون الفلسطينيّ فلسطينيا وأنّ له أرضا ووطنا وجغرافية يقاتل من أجل تحريرها؟؟.. هل تعني كلماتك نفي فلسطينية الفلسطيني ونفي هوية كل إنسان على وجه هذه الأرض ؟؟.. "..
تنهدت بشيء من الاستغراب وقالت :" لماذا تأخذني إلى منحى لا يمكن أن أفكر به ؟؟.. هل يعقل أن ألغي انتماء الفلسطينيّ وأنا فلسطينية ؟؟.. هل أقتل حنيني إلى وطني؟؟." ضحكت وقلت :" فعلا غريب ها أنت تقولين حنيني إلى وطني ..ماذا يعني ذلك برأيك ..هل يعني أنك تفضلين الأشياء على الإنسان؟؟".. ردت :" هل تحاول أن تربكني ؟؟.." قلت :" يا بنت الحلال لماذا أربكك .. الأمر واضح لي ولك ولسوانا .. لكننا نغيب المفهوم ليس إلا .. الفصل بين الإنسان ووطنه والأشياء هو الخطأ .. حين أتحدث عن رائحة البرتقال في فلسطين فأنا أتحدث عن الفلسطيني ..حين أتحدث عن البيت في فلسطين فأنا أتحدث عن الفلسطيني .. حين أتحدث عن الهواء والماء والسماء والبحر والضوء في فلسطين فأنا أتحدث عن الفلسطيني .. مفهوم الفصل خطأ كبير .. انظري للإنسان في محيطه الطبيعي وجغرافيته الطبيعية والنفسية .. لا يمكن أن نقتلع الإنسان من كل شيء ونتحدث عنه بشكل مجرد وكأنه معلق في الفضاء ".. نظرت إليّ بشيء من التردد وقالت :" لماذا تصر على هذا الربط ؟؟..".. قلت " لا بأس أعطيني بديلا يمكن أن يقنعني ".. قالت :" تستطيع أن تتحدث عن الفلسطيني الإنسان بتجرد دون حاجة لوضع الأشياء قبله ".. قلت :" حسنا أنت تقولين الإنسان الفلسطيني وليس أنا.. أي أنك تربطينه بوطن .. تؤكدين هويته .. تثبتين علاقته القوية ببلد فكيف أفصل؟؟".. قالت " لماذا عندما تكتب قصيدة غزل عن حبيبة ما تفصلها عن كل شيء ؟؟". أجبت :" ومن قال لك إنني أفصلها أو أنفيها عن محيطها.. ادرسي مفردات أي شاعر يخاطب حبيبته ستجدين أنه يتحدث عن هذه الحبيبة وهي في صلب محيطها .. مفرداته تقول ذلك ..لغته .. صوره .. أسلوبه .. هل أخاطب حبيبة من فلسطين كما أخاطب فتاة من فرنسا .. لا يمكن .. ".. قالت " ربما ".. ضحكت وقلت " نعم ربما.."..!!..

طلعت سقيرق
[/align][/cell][/table1][/align]

[بوران شما]

هل يعقل أن ألغي انتماء الفلسطينيّ وأنا فلسطينية ؟؟.. هل أقتل حنيني إلى وطني؟؟."
لا يمكن ذلك , وسيظل الحنين لكل ذرة تراب من فلسطين , ولبرتقالها وزيتونها
وهواءها وسماءها وأرضها .
شكراً لكِ أستاذة هدى , وللأديب الرائع أستاذ طلعت .

[نصيرة تختوخ]

حوار يحمل رؤى تبعث على التأمل و التفكير . الانتماء الأصلي يصعب إسقاطه ولو اندمج المرء في مجتمعات و بلدان جديدة و الإنتماء يزداد تجذرا و رسوخا حين يكون المرء انتزع من منبته رغما عنه.
تقديري لقلمك أستاذ طلعت.

[ميساء البشيتي]

"هل أخاطب حبيبة من فلسطين كما أخاطب فتاة من فرنسا ؟؟"
من عندي لا .. هناك حبل سري يجمع قلوبنا .. حبل لا يرى بالعين المجردة
لكنه يحس .. ربما لأننا حين نولد نشم رائحة البرتقال الفلسطيني تنبعث من جيناتنا

شكرا أستاذ طلعت وشكرا لك أيضاً أستاذة هدى وما قصرت

[حياة شهد]

و هل تمحي الحدود الخطوط التي رسمها الرحيل .... ؟
لا أكيد ..
الرابط أقوى من مجرد خطوات
لن يدفئ المهجر أصقاع الحنين
و لن تلطف الشتاء القاسية حرارة الشوق
الفلسطيني ... فلسطيني بانتمائه
لكنه أيضا قطعة من أرض وطنه
لا يكاد يتجزأ عنها
شكرا لكليكما ...
أستاذة هدى على العرض الفاخر للنص
و أستاذ طلعت على النص الرائع
دمتما مبدعين
فائق التقدير و الاحترام