وصيّة
تبسمت الدنيا في عمري مرتين , بكت مراراً و مراراً , وضعوا اسمي في التابوت الخشبي المزركش , كتبوا عليه مات يحمل الكفن , يا دنيا لا تنالي مني فأنا كتاب صغير موضوع في الجيب بين نقطتين , احملوني يا كرام و ضعوا جسدي خلف تلك الشجرة و انسوني , انسوني , ضعوا التابوت و نحوه جانباً و لا تتركوا فيه مسافات لتنزل قطرات المطر , و خذوا من يمني كفني , ولا تضعوا عليه ولا تكتبوا انني قبل هذه المرة كان قدري الموت و الموت مقدر على من اقتدر , يا ايها البشر اتركوني وحيداً في هكذا دنيا فالدنيا عصيبة عليّ فما ألقاه من بشرها ما من أحد أعماه مثلي القدر , و ضعوا التراب على وجهي , على وجهي تراب ينبت عليه أوراق من أوراق عمري , فإن كان لي في هذه الدنيا نصيب , أقطعوا كل تلك الأوراق و احرقوها ثم اجلدوها , واكتبوا انني أوصيت بأن يجمع عمري بين تلك التوابيت و انني حي تحت التراب و يا لها من حياة لو يعرفها البشر , و إن لن يكن لجسدي مكان فابعثوا روحي الى السماء , لعلي أعيش مع الغيوم , مع النجوم , مع الثلج , مع المطر , و لكنني سوف أعود , أعود إلى أرض, إلى وطن.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|