دخل إسحاق أليعازر بيته فرحاً مسروراً، وهو ينادي بأعلى صوته :
أماه لقد قصفوا مدينة حمص بالطائرات والدبابات!!
هرولت الأم إلى ولدها وهي تصيح:
يا ويلي هذ ا ما كنت أخشاه..
ثم حكّت رأسها، وسألت ابنها باستغراب :
ولكني لم أسمع أن هناك مدينة في إسرائيل
اسمها حمص..
ابتسم اسحاق، وقال ساخراً :
ومن قال لك إن حمص في إسرائيل !! إنها في
سورية يا أمي ..
هزّت أم إسحاق رأسها وقالت ببلاهة :
حمداً لله يا ولدي.. حمداً لله... مازلنا ننعم بالأمان..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
د.لينة الحمصي (فيس بوك)
كتبُوا على شفتَيْهِ
د.نبيل قصاب باشي
هَمْـهَـمْـتُ في شـفةِ الـشَّهِـيدَ كَلَامَــا
فـــارتــدَّ يـــرجــفُ أيـكــةً و حَــمَـامَـــا
الأيكةُ الحـمـراءُ ضَـمَّـخَـهــا الــنَّـــدَى
ىشَــفَقًا يـخـضِّــبُ لـونُــــهُ الأحـلامـــا
وربـيـعُها الـــزَّاهـــي علـى أفـنـانِـهــا
نَــسَـــفَ الخريـفُ وَريْفَـهُ الـبَـسَّــامــا
وحَمـــامُ أ يـكِ الـغوطتـيـنِ مــسـافــرٌ
قدْ هامَ يـضـربُ في الفـضـــاءِ خِيَـامـا
فعلامَ يهـجـــرُ عُـــشَّـــهُ وعـشــيـقَــهُ
وإلامَ يـهـجـرُ غــوطتــيـــهِ إلامــــــــــا؟
سـاءلتُهُ فحكــى الـســكــوتُ جــوابَـهُ
ثـمّ اســتــحالَ سـكوتُــهُ اسْـتِـفْـهَامـا
كانَ المدَى المجهولُ يعبَثُ في المدَى
ويطيـرُ مـــنْ خلــفِ الـغَـمَــامِ غمـامــا
والذكرياتُ تموجُ فـي صَخَـبِ الصَّـدَى
قدْ ضــيَّـعَــتْ أوهــامُــهـــا الأيَّـــامــــا
والعاشـقاتُ تنـوحُ مــنْ وَجَـعِ الـهَــوَى
وأخـو الهـوى يـنْـعَى الــغَـرامَ غَـرَامــا
قتـلَ الزمـانُ العاشـقينَ وعـشـقَـهُــمْ
ورمــى علــى عَـتَــبــاتِــهِ الـهُــيَّــامــا
ماكـنـتُ أحـسـبُ أنَّ كلَّ أخي هَـــوَىً
إنْ هـامَ يلــقَ الـقَــهْــرَ و الإرْغَـــامـــا
يــا شـاعري قُــلْ ليْ : أيهدأُ شـاعــرٌ
سـجـنُـوا بوهْـجِ طُيـوفهِ الأَوْهَـــامـــا
خطفـوهُ مـنْ أحـــلامِــــهِ وجــنــونِـــهِ
ورمَوْهُ في وهــمِ الحــيــاةِ حُـطــامــا
كتـبُـوا على شـفـتَـيْـهِ جَمْـرَ صُــراخِـهِ
فتأجَّـجَـتْ رُوْحُ الــشَّــهـيـدِ ضِــرَامــــا
ومضـى الضِّــرامُ بـهِ هَدِيلَ حَـمَـائــمٍ
مُــتــشـظِـيَّـاً حُـــريَّـــــةً وســـلامـــــا
نبـشُوا رمـادَ غـنــائِــهِ ريــشـاً عــلـــى
أفيـــائِـــهِ الثّكلى فـهــــامَ رُكــــامــــا
فانـقــشْ على خـدِّ الرّيــاحِ رمــــادَهُ
وانـثـرْ حُــروفَ نـجـيــعِــهِ أنــســامـــا
فهنا ثَـوَى بيـنَ الزهـــــورِ فــراشـــةً
وافتــرَّ في عَبَـقِ الصَّـبَاحِ خُــزامــى
تَعِبَـتْ دمـوعُ الــشَّــوقِ في أجفـانــهِ
فهَـلِ افْترشْــتَ لمقلتَـيْـهِ الــشَّــامــا؟
لا يعرفُ الــشَّــامَ المـندَّى بـالـشَّـجَــا
إلَّا الّذي عشـــقَ الــشـآمَ وَهَـــامـــا
الــشـامُ شَامي والعروبـةُ مـذهــبــي
قـدَّسْــتُ في راياتِهَـــا الإسْـــلَامــــا
أنا لـسـتُ أرضـى في الـشـآمِ روايــةً
خانـتْ بتـاريــخِ المُـنــى الأقـــلامـــا
فاكتـبْ أنا الشـاميُّ فوقَ شُموسِـهَا
وارفــعْ على هامـاتِــهــا الأعـــلامـــا
فهُنَـا الزّمـــــانُ أقــامَ في جَـنَـبَـاتِـهَـا
بيـنَ النـجـومِ وَلــمْ يَـــمَـــلَّ مُــقــامــا
وأنــــاخَ مُزهــــوّاً علــــى أعْــتَــابِــهــا
هامَ الـشـموسِ ولمْ يُطـأطِـئْ هــامــا
سـائـلْ نجومَ الــشَّــامِ فـي عليـائِـهَـا
هَلْ غَيـرُنـا في الخافقَيْـنِ تَـسَـامـى؟
هـلْ غيـرُنـا صنـعَ الـــــرَّدَى حُــريَّـــةً
حمـراءَ كـحَّــــلَ لــونُــهَـــا الأيـتــامـــا؟
لـم يبقَ في دمِنــا ســــوى ألـوانِـهَــا
تزهو بهـا شـمــسُ الزَّمــانِ وِسَــامــا
فهنـا الـشــآمُ دمٌ يـنــــزُّ نــــضــــارةً
فـيـنـا؛وتصـبـو الـغَوْطَـتَــانِ حَـمـاَمـــا
نــاحَ الهَـدِيــلُ مُخَضِّـبــاً أرواحَـنـــا الظَّ
مْــأَى يــــرفُّ بــهــا الـحَـمَــامُ حِـمَـامـا
مخضوبـةٌ أعراسُـــنـــا بــدمــوعِـــنَــا
ما ســرُّ عشــقٍ يـقــتــلُ الأحــلامـــا؟
ثكلى هنازفَّــتْ عــريـــسَ دمـوعِــهَــا
فَهَمَتْ على رَقْــصِ الجـفـونِ سِجَـامـا
لـم تـشـهـدِ الغابـاتُ مثلَ وحـوشِـهٍــمْ
بطشـاً وما شَـهِـــدَ الأنـــــامُ أَنَـــامـــا
أرأيتَ وحـشـاً في الدُّنا يقـسـو عـلــى
وحـــشٍ كمثــلِ وُحوشِــنـا إجْـــرَامـــا؟
عجـبٌ هــيَ الـدُّنــيــا أيــومُ قـيــامــةٍ
جعـلَ الجنــوبَ بـشـرقِنَــا يــتــرامــى؟
أَوَأَصْبَـحَ الجــولانُ خــلـــفَ شـمـالِـنَــا
والخَلْفُ في وطـنـي اسْتَـحَـالَ أَمَـامـا؟
إنْ أصبـحَ الجولانُ في حِمْصٍ وفــي
درعـا ؛ ففـيـمَ إذنْ نـــــرومُ سَــلامـــا؟
هو جيشُـنـا الوطنيُّ يعـرفُ خـصـمَـهُ
فعـلامَ نلعـنُ جـيـشَــنــا الـمـقــدامــا؟
وَعــلامَ نلعـنُ في الــشــآمِ عِـصَـابَــةً
وَعَلامَ نلعنُ شـيـخَـهـا "الـحَـاخَـامـا"؟
أفتـى الفقيـهُ بـأنَّ سَــفْـــكَ دمـائِــنَــا
حِلٌّ ؛ فصـاحَ بـــهِ الشـهـيـدُ : حَـرامــا
هذي نَوائِـحُنَـا يـضــجُّ بهــا الــصَّــدَى
وهنــا أصــــمُّ و آخـــــــرٌ يـتـعــامــى
أيـــنَ الـعـروبــةُ هـلْ نعـتْ أكفـانُـهــا
فرســـانَ يـعـربَ غَـيْـــرَةً و ذِمَـــامـــا؟
ماعادتِ الأَسْــيافُ تطلــبُ مـجـدَهـا
قتـلَ اللّئــامُ كَمِـيَّــهــا الـمِـقْــدَامــــا
وعريـنُـــهُ أخْـنَــى بـخـنْــقِ زَئـيــــرِهِ
حتّـى أنَـــــاخَ و نَــخْــنَــخَ الضِّـرْغَامـا
وَكَبَـا ,,, ولــمْ يَنْـهَـدْ لـــــهُ مِـقــدامُــهُ
ذَبَحُـــوا علـى أقدامِــــهِ الإقْـــدَامــــا
والمسلـمـونَ ..ولمْ تعـدْ تصبُو بـهــمْ
خَيْـلٌ إلـى الجُلَّى و غَــوْثُ نَـشَـامـى
فانـعَ العُروبـةَ في نُـعوشِ شِـعارِهَـا
وانـــعَ الذيــنَ نَعَـوْا بـهــا الأرْحَــامـــا
والعَـنْ أمـيــرَ الخائـنيـنَ وقُــــلْ لَـــــهُ:
لَـعَـنَ الزّمــانُ بعـهــدِكَ الـصَّـمْـصَـامـا
أنا لـسـتُ أطـلبُ منْ سخائِكَ غَـوْثَـةً
فلـقـدْ تقـلَّدْتُ الـزُّنــــودَ حُــسَـــامـــا
وبـصــدريَ العَــاريْ حضـنْــتُ قَنَابلـي
وجعـلتُهَـا في مـســمَـعِـيْ أنْـغَـامـــا
أنا كلُّ مـا أرجــــوهُ أنْ تحنـــوْ عـلــى
كَـفَـنِــي ؛ وتنـعانيْ هــوىً وَ وِئَامـــا
أو لستُ خِدْنَك في العروبـةِ والمُـنَـى
نـحـدُو بـهــا الآمـــــــالَ والآلامـــــــــا
دعْني إذنْ وحـدي هُنَــا في نَكْـبَـتِـيْ
وارضَ الهـوانَ بـنـكـبـتـيْ و الــذَّامــــا
أنالستُ أرضى غيرَ صوتيَ في المَدَى
أَحْــدُو بــهِ "الـخَـرَّاطَ" و "الـقَـسَّــامــا"
والشـامُ مـجْـدِي والعُرُوبَـةُ مَـحْـتِــدِي
لا أرتـضـيْ لـسـواهُمَا اسْـتِـسْـلَامــا
فــأقـمْ أذانْ المجـدِ فــي فَيْحَـائِـــــها
لا مـجــدَ إلَّا هــا هُـنَــــا يَـتَــســامــى
الــشَّــامُ عِنْــدِي نَبْـضُ كُـلِّ عُــرُوبَــةٍ
لا أرتضـي غَـيْـــرَ العُـرُوبــةِ شَـــامـــا