مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
سنابل القمح - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
[align=justify]عندما نقول كلمة مقاومة تنبعث في لغتنا كل المفردات المؤدية إلى سنابل القمح ، فلا شيء أقرب من سنابل القمح إلى هذه المفردة الغنية بكل ما تحمل الممتدة بكل ما تحتوي.. فأي شيء يكون له كل هذا الخصب غير مفردة المقاومة المنبثقة عن معنى تحرير كل شبر من تراب الوطن ، والطالعة بالتأكيد من الدفاع عن كل ذرة تراب في الوطن ..
يظن البعض ممن ضاقت مساحة الرؤيا عندهم أن هذه المفردة ستكون في يوم قريب من المفردات المنقرضة !!.. حيث الجميع يسعى إلى السلام .. ومن يظن أننا نقول هذا من منطلق أننا نقف في وجه السلام فهو واهم!! لكن تعالوا نقرأ الواقع بشيء من بعد النظر، وبعدها ليكن قرارنا مع السلام أو ضده..
في الحرب الأخيرة والهجمة الهمجية على لبنان ، كنا أمام معادلة واضحة جدا .. المقاومة متمثلة بحزب الله أرهقت العدو الصهيوني وجعلته يذوق الأمرّين .. فماذا فعل هذا العدو الذي يدّعي أنه يريد السلام ؟؟.. لم يترك بشرا أو شجرا أو حجرا أو ماء أو هواء إلا وقصفه .. كان وبشكل واضح فاضح ، يقتل كل معاني الحياة، ويدمر كل شيء فيه حياة .. لماذا ؟؟.. إذا كان عدونا هذا يفكر مجرد تفكير بالسلام فلماذا كل هذا الحقد والغل والكراهية لكل ما هو عربي فوق الأرض العربية ؟؟.. إذا قلنا إن هذا الوحش المليء بكرهه للحياة يريد السلام ، فإننا نضحك على أنفسنا وبشكل هستيري !!..
ما يجري في غزة ، والضفة من قبل ، وكل مجريات الحديث عن سلام بين الفلسطينيين والصهاينة .. إلى أين قادت وماذا تقول بكل وقائعها الممهورة بشهادة سنين طويلة ؟؟.. افتحوا الكتاب واقرؤوا جيدا بل أمعنوا في قراءة كل مفردة .. ماذا تجدون؟؟..
كل ما جرى ويجري يحدثنا بصريح العبارة أن الصهاينة يسعون إلى شيء واحد هو قتل الفلسطيني والخلاص منه بأي طريقة .. الطفل يقتل .. المرأة تقتل.. الرجل يقتل .. الشجر يحرق .. البيوت تهدم .. فلماذا يحدث كل هذا ؟؟.. هل هي رغبة في السلام؟؟.. ألا نضحك على أنفسنا كثيرا حين نفكر مجرد تفكير بأن الوحش الصهيوني يسعى للسلام؟؟.وإن كان فعلى أي أساس ؟؟.. وما هي المقومات التي يقوم عليها هذا السلام الذي يبدأ بالجريمة وينتهي بالجريمة.. لماذا لا نكون حقيقيين وصريحين مع أنفسنا ونقول مثل هذه الأفعال لا تدل على أي سلام بل تجرنا جرا إلى الخراب وإنهاء كل نفس فلسطيني وكأن " إسرائيل " تفرغت للقضاء على الفلسطيني ، فالطفل والشيخ والمرأة وحتى الهواء مخربون .. والسعي إلى الخلاص من هذا التخريب لا يتم إلا بتخريب كل شيء وقتل كل إنسان ذنبه الكبير أنه فلسطيني .. فالفلسطيني مذنب لأنه جاء إلى هذه الدنيا فلسطينيا دون أن يأخذ إذنا ربما من " إسرائيل " وأمريكا وسيبقى مذنبا إلى أن يموت عندها ربما ينال البراءة من " إسرائيل " وأمريكا !!..
إذن لتكن المقاومة سنابل قمح تلد سنابل أخرى فلا طريق آخر لتحقيق السلام الحقيقي إلا بالمقاومة وحدها..