عِنْدَمَا تَفْرَحُ الدُّمُوع
ذُهِلَ الشِّعْرُ وَانْحَنَى الشُّعَرَاءُ**** هُوَ عُرْسٌ فَلْتَحْتَضِنْهُ السَّمَاءُ
مَوْكِبُ الرُّوحِ صَاعِدٌ بِعَرِيسٍ**** كُلُّ أَضْيَافِهِ هُمُ الشُّهَدَاءُ
يَعْبَقُ الْحَقُّ مِنْ زُهُورٍ عَذَارَى**** يَتَبَارَى لِقَطْفِهِنَّ الضِّيَاءُ
طَلْعَتَ الْخَيْرِ أَنْتَ أَنْتَ ارْتِقَاءٌ**** لِفُؤَادٍ مَا نَالَ مِنْهُ الْفَنَاءُ
كُلُّ حَرْفٍ يَرَاكَ وَحْيًا جَلِيلاً**** وَصَبَاحًا يَرْنُو إِلَيْهِ الْمَسَاءُ
مَا فَقَدْنَاكَ إِنَّمَا هِيَ حَالٌ**** بَعْدَهَا يَفْهَمُ الأَسَى الأُدَبَاءُ
يَسْمَعُ الْكَوْنُ آهَةً وَدُمُوعًا**** فَيُعَزِّيهِ فِي أَسَاهُ الْفَضَاءُ
أَيُّهَا الرَّاحِلُ الْعَزِيزُ تَمَهَّلْ ****نَحْنُ جُرْحُ الْوَرَى وَأَنْتَ الشِّفَاءُ
سَنَوَاتٌ الرَّحِيلِ فِي كُلِّ وَجْهٍ**** إِنَّمَا أَنْتَ وَجْهُكَ اسْتِثْنَاءُ
أَنْتَ فِي جَنَّةِ النَّعِيمِ حَيَاةٌ**** تَتَمَنَّى فِي خُلْدِهَا مَا تَشَاءُ
هَذِهِ أَحْرُفُ الْجَمَالِ صَلاَةٌ**** حَفِظَتْهَا حَمَامَةٌ وَرْقَاءُ
أَنْتَ عَلَّمْتَهَا وَعَلَّمْتَ كَوْنًا**** أَفْقُهُ الرَّحْبُ مِنْ رُؤَاكَ مُضَاءُ
وَسَمِعْتُ الْوُرُودَ سَبَّحَتِ اللهَ**** فَأَصْغَى فِي لَوْنِهِنَّ النَّقَاءُ
حِينَ أَسْرَيْتَ لِلْخُلُودِ، أَتَكْفِي**** لُغَةُ اللهِ لَوْ يُصَاغُ الثَّنَاءُ
أَنْتَ فِي كُلِّ خَافِقٍ نَبْضُ حُبٍّ**** فَلِمَاذَا إِذًا يَكُونُ الرِّثَاءُ
أَيَمُوتُ الَّذِي يُخَلِّدُ حَرْفًا**** فِيهِ يَحْيَا الإِنْسَانُ وَالأَشْيَاءُ
الشاعر إبراهيم بشوات ، بئر العاتر ، الجزائر 1 نوفمبر 2011