في طريق عودتي إلى المنزل أنظر من نافذة السيارة لأستمتع بالمناظر الرائعة ، أناظر الأشجار وأتخيل سواعد غرستها ، ألمح الصخور المتراكمة على بعضها وأحاول رسم صورة للأزل.
يسرح خيالي بعيدا وتشوشه بعض الأسئلة، هل ما تزال الأشجار والجبال والصخور التي نمر بها تذكرني أم لطول غيابي عن منزلي تنساني؟ هل ما تزال الرياح التي كانت تداعب وجهي تذكر وجنتيّ وخفقان قلبي أم أني أصبحت لها جسدا بلا قلب لطول فراقي ؟
أسائل نفسي هل أنا مازلت أنا أم للغياب أثر ي محو بعض الصدف من ذاكرتي ؟ وتسائلني نفسي هل مازالوا يحفظون العهد أم أن جفاكِ محى من ذاكرتهم لحظات دافئة قضوْها برفقتي ؟!
أعود لأقبّل وجنات ، وأتبادل معهم بعض الأحاديث ، ثم أعود بنفسي إلى نفسي ، لأكمل حياتي كالمعتاد ، وأعيش بعالم أرسمه لنفسي بنفسي ....