حصار غزة / ثقب في ضمير الأمة
لعل واحدة من أبشع صور تحريف الحق وإعلاء الباطل , هي تسييج التاريخ بأسلاك شائكة من القوانين , قطعا للطريق أمام الباحثين عن الحقيقة , ووضعا للمفاتيح بين أيدي السياسيين , لا بين أيدي المؤرخين , مع ما يستتبع ذلك من مغالطات وديماغوجية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب نفسه .حيث يصبح مجرد الإقتراب من الحقيقة مدعاة للتضييق والمحاربة .
هؤلاء الذين يسنون فرمانات القرن الواحد والعشرين , كأنهم لم يسمعوا بما فعلته إسرائيل في الشعب الفلسطيني , ولا بما أقدم عليه الأمريكيون في حق أهل العراق وأفغانستان , وكأنهم لم يسمعوا بما اقترفته أيادي الروس في الشيشان , ولا بما ارتكبته أيادي الفرنسيين من فظاعات في الجزائر , ولا كيف أحرق الإسبان سكان الريف بالمغرب .
هؤلاء المتسربلون زورا بسربال حقوق الإنسان , أعمتهم الإنتهازية السياسية ففقدوا ضمائرهم .
أليس حصار غزة محرقة مفتوحة ودائمة , يصطلي بها كل الغيارى ؟؟؟ . ما أروع هذا الشعب الحر الأبي الذي علم للعالم أجمع , كيف تكون مقاومة الإستبداد .. وما ربيعنا العربي إلا من قيظ الصيف الفلسطيني , ولظى نيران غزة الصامدة .
حصار غزة جريمة حرب يعاقب عليها القانون , فماذا سيكون مصير الذين يحاصرون شعبا بأكمله , وقد أخبرنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم كيف أن امرأة أدخلت النار في هرة حاصرتها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ؟؟
الحقيقة أسمى من أن يخفيها قانون أو يحجبها فرمان سلاطين البيت الأبيض أو مماليك قصر الإيليزيه . و الحقيقة أن المحرقة التي نؤمن بها ونكتوي بلهيبها هي محرقة شعبنا الفلسطيني , والتي كلما اشتد أوارها , كلما ازدادت قناعتنا بأن ضمير العالم فيه ثقب كبير .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|