| 
				
				أنت
			 
 إليك..أجتاز مسافاتي وألم أحزاني .وفي البعد ،في النقطة الغافية تحت ضوء القمر وسحر الليل ، أجدك أيتها الحورية الصغيرة .
 كان الليل مازال يتشكل . ونسمة مزاجها العطر تهب على المكان حانية . وكأنما الكون في سكون ، يرقب الأشياء
 بصمت ،ويحضن أشجار السرو والليمون من الجانبين ، بينما الأضواء الخافتة كانت تتلامح بعيدة بعيدة .
 كنت وحدك تنتظرين ، تفترشين العشب الطري ، وتعبث أصابعك بشال حرير.
 وكنت _أنا _ حزينا  ووحيدا . اجتزت المسافات ، ووكان الهمُ _طوال الطريق _ رفيقي . وظننت أنني في حالتي هذه لن أصل إليك . وأنني مادمت كئيبا ،فالوحدة ستسرق كل أوقاتي ، ولن أصل إليك إلا مع التعب والأرق الطويل .
 كنت حزينا يا حبيبتي . وكنت وحيدة . ولما جئتك ، صافحتك بكلتا اليدين ، وكانت روحي أماتت القمر الغارب ،
 وبدأت تحس بالعدم.
 وبصوت ناعم قلت لي :_ مساء الخير ياحبيبي .
 ولم أجب . وتمنيت لوتذوب نفسي ، وأفقد أحاسيسي كلَها .
 :_ ما بك ؟!
 :_ ... ...
 كنت مشتتا .وغصة في حلقي تعمر جوانبه ، تغرس كلاليب من حديد ، فينزُ دم أسود غير مرئي !
 وبصوت تائه قلت لك :_ لا أعرف !  أشعر بالفراغ وبالوحدة وبالفزع . والزمن قاس كئيب ! والأشياء تتشكل بلا
 معنى أو مضمون ! وخائف أنا ! خائف من نفسي ومشاعري وأمدية عمري !
 :_ آه ياحبيبي .. لاتكمل ! أنا أعرف كل ذلك !
 وضممتني بيدين باردتين دافئتين! وشعرت بدمعة كبيرة على خدي . وسمعتك تعاتبين الزمن والظروف وقساوة
 البعاد.
 كان صوتك يرتجف . وكانت النجوم أخذت أمكنتها على مدى صفحة الكون البعيد . وشئ كالسحر عمر المكان.
 وجلسنا طويلا . ولم أعرف كيف سرقنا الوقت .
 وكانت نفسي تتبدل شيئا فشيئا ، وتموت أحزاني مع ألق النجم البعيد ، وطلاوة صدق الحديث . ثم قبلتك ، وقلت
 لك :_ أنا أحبك .. ولأنني أحبك ، سأربطك بزمني وطقسي .. فأجعلك نجمة في مداري! بل أريد أن أحترف
 العشق وأحترفك ! يتجول هو فوق جلدي وتتجولين أنت تحت جلدي ! أنت حبيبي .. والى لقاء .
 
 
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |