سأكرّه زهرة النرجس ،
كلما رأيتها ..
لأعشقها من جديد ،
كلّما رأيتها ..
وسأقول دوما :
ما أحبّ أن نُحبَّ وما أكره أن نكره .
فأنا ...
لا أريد لحواسي أن تموت غرقا ،
في لجّة الذاكرة ...
عقابيـــــل (7)
ماء عذب
\
حين يسمو بنا التحليق إلى حيث الانعتاق ..
هل ستجتذبنا ذرّات رمادنا.
ونذوب بشبح الفناء الأكيد
ليت كلّ ما هناك ،يسكننا
كيف لتلك المزجة
أن تودي بلطافتنا في أكوام الكثافة وأن تتعرّى ذات صفاء.
جميل ذاك الصيام
يحيط القلب بخواء
فتختلج أرواحنا بنزاعات
بين الذات والذات
وعمق وسمو
من قال بأن النيرفانا
لا تعرّي الطهر من الظلال
وكيف لظلٍ أن ينمو بلاشبح يبتلع النور ؟
حائمة روح الأنين
بين الحزن والسعادة
والنفس الهادئة ستعرب عن كل خفايا الخاطر
بصمت حزين
لن يكف يوما عن بعث الحكمة في مرايا انعكاسات اللّامرئي من أسّ الماء
ماء الأعماق لا يرى الأشعة
لا لون له
وثمّة لا طعم أيضا
من دون ريح أو عبق أو عطر
وبغير صفات ولا سمات
يسكن كل الأكوان
تعشقه جميع الكائنات
ماذا لو كان بريح المسك أو العنبر
أو كان بلون الورد
أو طهم الشهد؟؟؟
ماذا لو كان بطعم العلقم أو تسكنه ظلال سوداء قاتمة الظل
تعتري مساماته ريح تخرّش لون الصخر
وكيف ستبدو حصوات الجدول؟؟؟
في قعر النفس المتبرّئة من كل شياطين الملكات .
وكدر الإجاج .
كيف ستعشقه جذور الأرض
وتحضنه طبقات السموات برفق
هل كان سيروي ظمأ الحنطة وعروق النفس
هل ستغرد حنجرة الحسون العاشق في أسحار صباحاتي الحبلى بحبّات الطلّ
ما أعذب ذاك العذب
لا للون، ولا للطعم ،ولا للعطر
لا للحجم ولا للشكل
لا للطول ولا للعرض
ولكلّ ما يكسو الروح
الرفض.
ما أعذب أن نشعر أنّا لا نشعر
نحسّ بعدم الاحساس
ما أروع أن نسمو فوق صفات المخلوقات
حيث لا صفة هناك
لا سمة تكسو بشائرنا
ولا أوصاف تقربنا ،
تبّاعدنا .
تدنينا أو تقصينا
ما أجملك
يا الله
ما أقربك لكل الأنفس
وبذات البعد
أو اللابعد..!!!
دهور طويلة الأمد عشتها مع الأمل ..
كانت تبعث في نفسي الاحباط ،
وتعوّل الفشل على نفاقات أمل آخر أثر كسلا وبلادة وموت ..
تقتل كل رغبة لي
بأي شيء ..
وحدها ساعات يأسي المريرة
صادقة ..
خلاّقة ..
وتزجّ بي في مخاض ولادات جديدة.!!!
في كل أطوار الحياة هناك شرانق يجب أن تُلقى ..
في كل خريف أوراق ستتهاوى
صفراء ملتفّة الحواف، تكنسها نسائم الحياة من أعالي قمم البراعم الآتية
وقشور وقواقع وجلود ..
ستتفسخ وتنهار أمام الطور الآتي
الماء موجود ، وشعاع الشمس ،
فلماذا نحاصر طورا آني ، أن يتنامى بعباءة تراتبيات مهترئة