إياب جرح الوداع القديم
حنانيك لو تذكرين الوادع
وأي وادع كهذا الوداع
علي ربوة الحب حول الغدير
جرى الدمع منا بدون انقطاع
فقلت كفاك بقلبي جحيم
فقلت فراقك لا يستطاع
وكيف اصطبار وخلفتني
كهذي الفريسة بين الجياع
وترمقني أعين داجيات
تنافقني بسمة للضياع
وكل الذئاب مخادعة
تدور علي تركات السباع
وكل بظهره حسن
وسوء نواياه تحت القناع
يودون مني اخضرار
وظنوا بأن رؤانا تباع
وأنت الغريب بأسرارنا
رحيلك جور بحق الرباع
لك الله فيما قضى أمره
لك الله لا الناصحين الرعاع
هو الدهر أيامه دول
تلقفنا في شجاها الضياع
صحار هو العمر لو تعلمين
يعللها في غيم الخداع
ولكن مازال بعض المساء
نديا علي الليل يغشو البقاع
ومازال فجر الصباح القريب
يطل علي الناس يشفي الجياع
واني وان ضيعت وجهتي
متاهات ذاتي وليل النزاع
فمدي نخيل هواك إلى
تضاريس جسم رماه الصراع
وهزي إليك بجذع انحني
عساه يساقط رطب الرضاع
لقد هرم الكون في عمقنا
وأسكرنا في مداه التماع
إذا ساح فبك ضياء الهوى
حنانيك إني أسير الضياع
وشيطي بعطفك واستوقدي
جراح الهوى قبل زحف الرعاع
أعيد علي الليل ليلا سناه
تناشده قمر للجياع
يفصله صبحنا شفقا
على غسق تجتبيه الصياع
وطلي علي دمعة للهوى
أحملها صبوة لا تذاع
تخامرني بالرؤى الحالمات
فيشربني الشوق حتى النخاع
فأسأل ربي ألا من سلام
وأسلم وجه صرير الصراع
علي حكمة قد قضانا الهوى
لديك مضت فهواك مطاع
فأكتب للصحو من بعدنا
سطور حطامي بهدي البقاع
فيشربني نور مشكاتنا
بعمق الزجاجة ألف شعاع
ويمنحني الحب أوتاره
أغنيك حلما سيطوي الشراع
ويرسو سفين الهوى والنجاة
ليرحل طوفان هذا الضياع
ويغفو ارتجاجي بعين الليالي
إذا ما نشى القلب مد الذراع
حنانيك فيما يراد بنا
وفيما يقال وفيما يشاع
فلا حرفتني ليالي الشكوك
ولا روعتني عيون الجشاع
ولكن قلبي يمد الفطام
إلى زمن قد أتم الرضاع
يرتل للكون أقداره
يجدده عند كل انقطاع
يغسل وجه ملامحنا
بعطر المواجع رغم الضياع
وينفخ في العمر آمالنا
لتبقى الحياة قطار الصراع
وتطفح في الذات أشواقها
إلى منتهى الغيب رغم النزاع
حنانيك هذا صدى توبة
يناجيك في غيهب للرعاع
حنانيك هذا لو تذكرين
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|