التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,845
عدد  مرات الظهور : 162,305,233

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05 / 04 / 2012, 46 : 03 PM   رقم المشاركة : [1]
جمال سبع
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر

 الصورة الرمزية جمال سبع
 





جمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

كوابيس مسافرة

[align=justify]رحلة واحدة ..
امرأة واحدة ..
رجل يتربص بشمعتين ..
و السماء الغاضبة فتحت أبوابها فقتلت حلم الأرض بمطرقة، في الساعات المتلاحقة غطى بياض الثلج وسخ الشوارع العابسة ، الأرصفة امتصت صقيع ليلة باردة منحت للماء فرصة للنوم ، الحطب فرح بعودته للغناء ، معاطف استفاقت من غيبوبتها القصيرة ، رائحة الخبز شهية مع كوب حليب ساخن .
كان كاثنين لا ثالث لهما إلا البرد ، يتابع تمايل دخان سيجارته المتكئة فوق جلد سبابته المرتعشة ،يندب حظ وجوده بين حمامات تلتحف وجه الغيوم المغادرة ، الضوء الخجول اخترق أزقة المدينة الغارقة في الغرق ، طاف بقنديله كي يمنح للمارة و الحوانيت المغلقة طلقة مدفع .
من فوق مدخل السلم الأول للاختراق ، انطلقت فلسفة الرجل الأخير في زمن النباتات المتسلقة .
- وداعا جميلتي ..
هكذا نطق حينما أعيته دردشة الشارع المنتهي و اعترافات الصباح المتسلط على غجرية مذنبة ، كانت هي من وقع ابتهالاته الممزقة و المقتفية خطى امرأة غارقة في مضاجعة سندباد الاعتذارات القديمة .
- عفوا لا أستطيع ضمك بدفء الانتظار ..
تكلمت و الشفاه كانت دامية .
كم تمنى أن يكون الوقت قبرا لسكونه المنتظر .. كم حلم أن يبتدئ حينما تكون المذنبة نقطة للنهاية .. كم سافر مع الليل و أرغمه على سحب الوسادة و ارتحل .. كم تفنن في تشكيل الألم و هندس أفئدة السحاب و أحدية المسافات الخائفة، و اليوم هي وحدها المقعدة فوق حطام الخطايا ، تبتاع سهاد امرأة عشقت التحليق فوق إنزيمات الماضي ، و كان أن كانت لمن أشعلوا فتيلا ثم اختفوا .
الضوء ما زال يتفنن في تعرية أبناء الحي القريب ، قد يتوقف عن قرع أسقف المنازل و جلباب صبية عارية ، قد يكون آخر نداء توجهه السماء لمرتكبي الحماقة مع الإصرار و الترصد ، المحفظة تحمله و هو يحمل رأسا مثقلا بالهموم و أشباه البشر يركضون خلف أغنية لم تخلق بعد .
على ساعة نجمة الرحيل الأول نطق الناي المتخلف عن سنة كاملة من الزمن
- اليوم ستولد نبيه و تغتصب صبية .
انطفئ تحت حنين المئذنة النائمة عنوة .
عادت مريم العذراء لممارسة الانتظار بعبق الصمت .. تترقب صحو الدخان من حمرة اللهب ، كانت تحمل فوق جيدها المحتضن لفجور الحناء كراسة غريبة كتب على غلافها " كيف تعشق امرأة حتى الانتحار " ، بكت حينما دقت ساعة الصباح " إنها الحادية عشرة بعد الانتظار " .
أخبرها وهج الشمس أنه لن يأتي إلى معقل لغة الحنين ، أيقنت و خطوات الشارع ترحل أنها ضيعته بين رموش الباحثات عن رقصة ماجنة ، ستمارس الأنامل عادة الوقوف من جديد.
قد يلبس أبخرة فنجان قهوة و يتوه وسط ضجيج الكراسي و احتساء مدينة حائرة .. قد ينطق و السيجارة توشك أن تلتهم أصبعه.
" سليم " هناك يصنع من أغنية المطر و غرق المدينة استشهادا جديدا للرمل على حافة الخيبة ، كان يعد القباب عكس العاصفة الليلية و يختار من بين قدحها تسكعا على درب الآفلين ، كم من مرة فتش في جوف حكايه عن لفافة تبغ و عن قصيدة ، و عن ابتداء غير منتهي ، و عن همسة لخاصرة المدائن .
قالت خاصرة المدائن
- يا لوعة قصتك الثانية بعد نداء السفينة الهادئة ، قبلني إن كان النهر يعشق نفحة السوسن .
في منخفض المدينة الثلجية زغرد الرصاص و أعلنت معركة ، من قتلك يا خاصرة المدائن ؟ .
هي ليلتي حينما كان يعد لها هدية العيد و يرويها من دمعه كأنها نبتة يانعة ، الكلمات تيممت ببياض الرسالة و صلت و سبحت باسم العشق المندس بين الأضلع ..
- آه يا حكايتي مع لهفة ليل راحل ضمي سمرتي ..
غسليني من غبار الحنين فأنا مدينة و أنت الماء .
آه .. رضا لم يسدد ثمن كأس الشاي الساخن في لحظة تناسي – ربما يقتله – سل سكينه لكنه وجده مجرد فراغ .. أذعن إلى حديثه المنساب " دعوني أخترق حدود الأمتار القليلة " و انتهى في اللعنة السابعة بعد الستة " ، تمتم عائد من تحت الطاولة .
- من فضلكم قطعة خبز و سيجارة .
يا قصتي .. يا أسماء هان عليها نظرة المختفي خلف زجاج النافذة علمي التضاريس كيف تمتهن حرفة العطاء المميت .
نطق النادل
- ماذا تريد سيدي ؟
أجاب في غصة
- أريد زجاجة سم ..
- نعم سيدي!!!
- عفوا أقصد زجاجة عصير المشمش
الكراسي الخشبية كانت حائرة " كم عددهم ؟ قالوا ثلاثة و رابعهم خوفه .. بل واحد و ظله في سفر ..قطة بلون الليل تفقدت رجله .. لا صدقة إلا للعاملين عليها و أبناء السبيل .
الضوء سرق الحقيبة الجلدية .. ترنح .. تمايل في سكر .. سحابة اغتالته لكي لا يشهد مولد الضباب .
اقتادته كوابيس محلقة إلى قاعة الدرس .. من سمح لك بكتابة هذا التقرير الإرهابي ؟ من أعطاك حق الإعلان عن الواقعة و سيدة العشق نائمة ؟ الأستاذ كان يسأل في تعصب :
هي ، أو أنا ، أو هن ، أو أطياف تجملت لمعانقة دموع الخيزران .
في لحظة تقزز ، قرر الرحيل ليختار الدخول إلى فتحة المشنقة .
قبر في شكل جنازة تفوح منها رائحة البكاء .. مدينة مظلمة احتلها دود الأرض .. امرأة تنزف خمرا .. أصدقاء يركضون هربا .. تحت معاطفهم قنابل .. شرطية داستها سيارة في زحمة المرور .. البالوعات تقيأت رسائل المطر .. الماء اغتصب بعضا من التراب .
عاد لممارسة عربدة الانتظار .. لا أحد سيخترق حظر التجوال .. العشق سيد و هي المذنبة .
الطائرة توقفت عند المدرج ، و كوابيسه بقيت محلقة .[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع جمال سبع
 [align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:3px double chocolate;"][cell="filter:;"][align=center]
كلما أبحرت بين موج الكلمات أدركت أن مساحات البوح عميقة جدا
أخوكم دوما جمال سبع

[/align][/cell][/table1][/align]
جمال سبع غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مسافرة, كوابيس


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كوابيس وأحلام رشيد الميموني أجمل البوح 4 03 / 06 / 2020 48 : 12 AM
انتى مسافرة -الشاعر الغنائي الراحل : حسين السيد د. ناصر شافعي الشعر المعاصر 4 02 / 08 / 2010 31 : 04 PM
نجمة مسافرة لابتسام دامرجي ابتسام دامرجي جمهورية الأدباء العرب 5 16 / 10 / 2009 57 : 11 AM
مسافرة طلعت سقيرق الشعر 0 21 / 05 / 2008 02 : 08 PM


الساعة الآن 33 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|