السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعدت بانضمامي إلى هذه الواحة الأدبية الوفيرة وأرجو أن أستقي منها ما يدعم حبوي في درب الكتابة
أستهل مشاركاتي بهذه السطور آملاً إثراءها بملاحظاتكم ونقدكم القيم
بالنّورِ أراه وضّاءً مشرقاً، نورٌ إليه يجتذب الضالّين أمثالي، هو الهدى بعد الحيرة، والبراءُ بعد العِلّة، وحلاوةُ الحبّ أذوقُها بعدالزمن المرير.
عنده تسمو المعاني، وتكتسي الحياةُ حُلّةً قشيبةً زاهية، وتزدانُ القلوبُ والأرواح بألوان الرّبيع المنسيّةِ. ولا أفتأُ أستغرب! كيف، ولماذا، وأنّى لمثلي أن ينالَ شرفَ الصُّحبة دوناً عن كثيرٍ من الناس ممن جانبوا الصوابَ في حياتهم؟ وما أكثرَهم!
فيه أستعيدُ الثقةَ بالعاطفة والشعور، بعد أن ظلّت دهوراً رمزاً للغدرِ والشّقاء، أترقّى في سُلّم العلاقات الاجتماعية وأبلغ رفعةً ما كان مثلي يحلم بها، أوَ لا يكفيني اليقينُ بأنْ أصبحَ للشوق معنىً مختلف؟ أوَ ليس الشعورُ بالتبادلية أمراً باعثاً على الثقة؟ لا غروراً، وإنما لكلٍّ منا الحقّ في أن تأخذ نفسُه المعاملةَ التي تستحق.
كنت طامعاً أجل، ولكنْ حالماً يائساً، فإذا بالحلم يستحيلُ حقيقةً واقعة، لأجدَ نفسي في خِضمِّ الحدث.. فلا أضعفَ ولا أقوى، بل تعادلٌ في كل شيء.
اتساعُ الأرض سيفٌ ذو حدين، فالانفراجُ في المساكن يشتّت القلوبَ ويبعثرها ويفرّقها عمن تحب، لكنْ هنا.. ترى العالمَ كلَّه يصغرُ ويستقر في ركنٍ واحد، وما تبقّى فضاءٌ رحيبٌ أتجول فيه كيف أشاءُ برفقة أطيافٍ وصورٍ وأمنياتٍ لا تفارق ذهني، ومع كل هذا النّأْي، لاأشعر بالألم أو الهم، بل أعيش الوقتَ سعيداً بأحلامي، تأتيني ساعةٌ أو ساعتان من نهار، أغذّي قلبي فيها، لترتويَ الروحُ بعد العطش، وتتزودَ بالطاقة الإيجابية التي تكفيها حتى الميعاد القادم.
علمتني الحياةُ أن ما يأتي سريعاً يذهب سريعاً، فالشقاءُ قبل الحصول على أمرٍ شرطٌ لديمومته، وهنا.. وبغياب هذا الشرط، أعيش الخوفَ من أن تتكررَ المسيرة، وتنطبقَ القاعدة، فإذا قلبي مفعمٌ بثقةٍ لا سابقَ لها، يمدّني بما أحتاجه من ثباتٍ، ويبعد عني أشباح القلق.
طالَ الصبرُ، نعم.. وربما تعايشَتْ نفسي مع الوضع الذي دامَ واستطال به الأمد، وغاب عنها نور الأمل، أمَا وقد وصلتُ الآن.. فكل ما سبق باتَ في عداد الذكريات، هو باقٍ، لا لشيءٍ، وإنما ليديمَ التوازن في هذه الحياة، بين المرارة والحلاوة، فقليلٌ من هذا وكثيرٌ من ذاك، ولا ضيرَ، طالما أننا لا نعيش في أفياء الجنة الحقيقية وخلود السعادة الأبدية.
لكل حلمٍ نهايةٌ، وربما يأتي الزمن الذي يصبح فيه تعميمُ القواعد خطأ كبيراً، وحتى يأتيَ ذلك الزمن، فلْنعِشْ جوّ الحلم بما يضفيه علينا من الأمل والتفاؤل، والحب الصادق للحياة.