التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,804
عدد  مرات الظهور : 162,151,024

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > على مرافئ العروبة وفي ساحات الوطن > أحداث وقضايا الأمّة > المقالة السياسية
المقالة السياسية المقالة السياسية عموماً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28 / 04 / 2012, 00 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

إستقلال شر من شتات!!

استقلال شر من شتات!!

نبيــل عــودة

ثلاثة أحداث في الذاكرة من استقلال إسرائيل
بينما تحتفل إسرائيل بمرور 64 سنة على قيامها، وكما في كل مناسبة، أستعيد في ذاكرتي الكثير من الصور والذكريات المرتبطة بهذه المناسبة.ومنها ثلاثة أحداث لا تغيب عن ذاكرتي أبداً .
أولها: لقاء مع طلاب يهود ثانويين يساريين وشيوعيين في حدود العام (1960) تفاجأ الطلاب اليهود بأننا لا نحتفل باستقلال الدولة. وعبثاً حاولنا بمفاهيمنا السياسية الأولية ولغتنا العبرية الضعيفة أن نشرح ما يؤلمنا في هذا اليوم. بعد حوار طويل أشبه بالحوار السفسطائي، أو حوار بين طرشان،نجحنا بمساعدة مرشدتنا التي هي أيضا لا تعرف العبرية بشكل مقبول، في إيصال ما يؤلمنا. راودتني فكرة، سألتهم: ما هو شعوركم في مثل هذا اليوم الذي يسمى استقلال اسرائيل؟ كان ردهم متشابهاً، الشعور بالأمان والسعادة أن لهم دولة تحميهم وتجعلهم أسوة بجميع الشعوب. قلت لهم فوراً أول جملة تيسرت لي بالعبرية : هذا بالضبط ما ينقصنا نحن. وأضفت بلغة مكسرة بمساعدة سائر الزملاء العرب والمرشدة: استقلالكم يعني تشريد أكثر من مليون فلسطيني من شعبنا. استقلالكم يعني مصادرة أراضينا. استقلالكم يعني أننا صرنا مواطنين أقل شأنا منكم. استقلالكم يعني إرهاب الحكم العسكري وتقييد حريتنا بالتصاريح. استقلالكم جر علينا كوارث تدمير 500 بلدة عربية وطرد سكانها. استقلالكم يعني مجزرة كفر قاسم رغم أنهم مواطنون في دولة إسرائيل مساوون لليهود حسب القانون على الأقل. وربما أضفت نماذج أخرى ليست أقل شأناً.
كان ذلك منذ أكثر من نصف قرن والتطورات عمقت حدة النزاع مع الفلسطينيين ومع سائر الشعوب العربية حتى التي وصلت بغفلة من زمن عربي ضائع ( وحتى اليوم كله زمن ضائع)، الى "اتفاقات سلام" مهينة لكل منطق سياسي سليم ، على الأقل بتحولها الى "ثنائية مغلقة" بدون أي علاقة بقضية العرب المركزية.

ثانيها: في مناسبة استقلال أخرى للدولة، وكان الحكم العسكري يتحكم باستبداد وقمع وإرهاب بالأقلية العربية الباقية في وطنها، بدون رقيب تحت مظلة قوانين الانتداب الاستعماري البريطاني لفلسطين . كان الحكم العسكري من نصيب المواطنين العرب فقط، تخضع له جميع مناحي الحياة وخاصة فرص العمل والوظائف في المؤسسات وحق التنقل داخل الوطن (حتى إلى العمل خارج بلداتنا كنا نحتاج الى تصاريح عسكرية محدودة بالزمن والساعة ) وبرز تعسف الحكم العسكري في التحكم بالتعليم العربي والمناهج التعليمية والتوظيف لسلك التعليم وإرهاب المعلمين، وقد ساد الخوف بين المعلمين من إمكانية طردهم من التعليم إذا لم يلتزموا بالتعليم حسب الكتب المنهجية الضعيفة والتافهة والتي تشوه اللسان والعقل. وقد انتشرت في تلك الفترة ظاهرة طرد المعلمين العرب من سلك التعليم، لأن الحكم العسكري لم يعد يثق بتبعية المعلم والتزامه بالبرنامج التعليمي المقرر في دوائره. وهناك معلومات بأن ظاهرة السيطرة الأمنية على جهاز التعليم ظلت سائدة بقوة حتى سنوات قليلة ماضية وهناك شكوك اليوم بأن جهاز التعليم العربي ما زال يخضع لرقابة أمنية شديدة رغم الاتساع الكبير في مساحة الحرية. وهذه الحرية النسبية لم تحدث في فراغ بل بثمن نضالي كبير.
لذلك كان الخطر على لقمة العيش مسلطاً فوق الرؤوس. وساد وقتها جو كئيب في مدارسنا. وامتنع الكثير من المعلمين عن التعبير عن آرائهم أو إضافة معلومات والتوسع في مواضيع الدراسة خوفا من سيف الفصل من العمل، والمؤسف أن هذه الظاهرة لم تؤرخ بشكل يظهر ممارسات الحكم العسكري الذي أطلقته دولة إسرائيل على رقاب الأقلية العربية ، وأطلقت يده الحرة حتى بالتضييق على لقمة الخبز للمواطنين بطريقة تعسفية استبدادية وإرهاب متواصل لدرجة خوف المواطن من التعبير عن رأي لا يقع جيداً على آذان زلم دوائر الحكم العسكري. وقد تحول بعض المعلمين إلى مخبرين رغماً عنهم، أو استسلاماً للأمر الواقع ، وربما بعض الطلاب أيضاً أصبحوا عيوناً تراقب وتدون وتنقل؟!
ونعود لموضوعنا:
في عشية إحدى مناسبات "الاستقلال" وكنت طالبا بالمدرسة الابتدائية. طلب معلم العربية من صفنا أن نكتب موضوع إنشاء بهذه المناسبة "السعيدة للعرب"، وشرح لنا أستاذ اللغة العربية (مرغم أخاك لا بطل) كيف "تطورنا وتقدمنا" (وصرنا "أشبه بالانسان"؟) وانتشرت المدارس والتعليم وصار العرب بفضل دولة إسرائيل عمالاً في المصانع وفي البناء ، دون أن يذكر أن مصادرة الأرض العربية أجبرت الفلاحين للتحول إلى العمل المهني ونقلتهم عنوة من مجتمع فلاحي إلى مجتمع شبه مدني مع مشاكل هذا الانتقال القسري وتناقضاته الصعبة على جميع المستويات.
كنت ابناً لوالد شيوعي، وأم مثقفة اهتمت بتدريسي اللغة العربية على صفحات جريدة الحزب الشيوعي (الاتحاد)..وصرت قارئاً ممتازاً منذ الصف الثالث ولم أترك كتاباً في مكتبات أبناء العائلة الكبار إلا وقرأته حتى ولو لم أفهم الكثير من نصوصه، وكنا نعاني وقتها من حصار ثقافي، ومنع الكتب من العالم العربي، وكل طباعة كتاب يجب أن تمرعلى الرقابة العسكرية. سحرتني الروايات والقصص ، وبدأت منذ الصف الرابع في صياغة القصص مقلداً ما أقرأ . ومن هنا عشقت الإنشاء العربي ، ولكن شرح المعلم لم يعجبني وتناقضَ مع المعرفة التي نشأت عليها والمعلومات التي بدأت تشكل بداية وعيي السياسي المبكر. فكتبت موضوعاً عن النكبة والتشريد واللاجئين ومصادرة الأرض والحكم العسكري، لا أتذكر بالتفصيل ما كتبته، ولكن مربي الصف ، ولم يكن هو نفسه مدرس اللغة العربية دخل بوجه غير طبيعي، ظنناه لوهلة مريضا. وضع حقيبته على المنضدة، والتقط دفتراً تبين أنه دفتري، وناداني بصوت مخنوق شعرته يكبت مخارج الكلام : نبيل ، خذ دفترك واذهب إلى غرفة المدير. عرفت أنه دفتر الانشاء. لم أفهم السبب، ولكن وجه المعلم وصوته المخنوق أدخلني بحالة خوف. ماذا كتبت حتى يستحق هذا التجهم والإرسال للمدير الذي كان يعرف بقسوته وهناك حديث عن تعاونه مع أجهزة الأمن ؟
هل سُر بما كتبته عن استقلال الدولة؟
استقبلني المدير بصراخ وتهديد لم أعهده ، وللحقيقة شعرت بخوف شديد وارتباك وجف حلقي ولم أنبس ببنت شفة. شعرت أني بعد قليل سأُعلق على حبل المشنقة. بعد وجبة الصراخ والتهديد والوعيد والتنويه بالخطر على مستقبلي، فهمت أني كتبت موضوعاً يعتبر تجاوزاً خطيراً يعرضني للعقاب من الشرطة. ويعرض معلمنا لخطر الطرد من التعليم. وأمرني المدير أن أنصرف إلى البيت ولا أعود إلا مع والدي ليتعلم كيف يربيني.
وصلت الى منجرة والدي ، وكان نجاراً مستقلاً، وبصعوبة أفهمه ابنه المرعوب ما جرى. وما أخرجني من رعبي أن والدي بدأ يتذمر بغضب من المدير وسياسة السلطة الغاشمة واعتقادها أن تشويه الحقائق سيغير من الواقع. وكنت عادة أقرأ قصصي ومواضيعي التي أكتبها على مسامع "جمهوري" العائلي، لذلك كان والدي على علم بما كتبت. قال لي لا ترتعب ليذهبوا إلى الجحيم ، يريدون أن يعلموا الطلاب على الخنوع والخوف، إن ما كتبته في موضوعك هو الحقيقة التي لا يمكن تزويرها.
شعرت بالاطمئنان والراحة.
رافقني في الطريق عائدا الى المدرسة. دخل غرفة المدير وأنا مختبئ وراءه، ولم يعط للمدير ان يقول أكثر من جملة : هل أنت على علم بالحماقة التي كتبها ابنك؟ فرد عليه: إن حماقة ابني أفضل من تضليل جهاز التعليم وتشويه عقول الطلاب. فقال المدير إن مستقبل الولد سيكون في خطر. فقال والدي بغضب : طز في مستقبله إذا بني على الكذب والتزوير. بالطبع ذاكرتي لا تحتفظ بنصوص دقيقة لما جرى.ولكني أكتب عن مجمل الحدث الذي لم يغادر ذهني كلما كتبت مقالا او قصة وربما ذلك الحادث المترسب في ذهني جعلني حاداً في مواقفي ، بل وعنيفاً أحياناً في نقدي لمواقف أرى أنها تفتقد للمصداقية.
وهكذا عدت إلى الصف منتصراً ومستوعباً أن الحقيقة يجب أن تقال.

ثالثها: قبل عقد ونصف العقد من السنين. وصلت إلى مدينة الرملة، في زيارة لعائلة زوجتي والوقت كان عشية ما يسمى "عيد الاستقلال".
لفتت انتباهي إعلانات ضخمة تملأ شوارع الرملة ومداخلها تدعو السكان إلى الاحتفال ب "تحرير" مدينة الرملة. وعرب الرملة "المحررة" مدينتهم، والذين يسكنون في احياء مهملة تسمى ب "الغيتو العربي" يقرؤون عن احتفالات تحرير مدينتهم.
لست هنا في باب الرد على "رواية التحرير" الصهيونية. ولا تفاصيل النكبة الفلسطينية وحصة الرملة فيها وهي حصة كبيرة جدا. إنما ساذهب إلى تاريخ الرملة التي "حررت" والتي يشملها تشويه تاريخ الوطن الفلسطيني. وفي حالتنا قد تتحول الرملة إلى هدية أخرى من إبراهيم الخليل لأبناء إسرائيل.
كانت الرملة خلال فترة طويلة خاصة في عهد الدولة الأموية عاصمة للولاية الفلسطينية. ولعل في استعراض التاريخ إدراكاً بأن الغطرسة والاستعلاء هي نتيجة طبيعية للصوصية والتزوير.
بنى سليمان بن عبد الملك بن مروان مدينة الرملة عام (710ميلادية) يوم كان واليا على فلسطين في عهد أخيه الخليفة الأموي الوليد (705 – 715م) وواصل سليمان بناء المدينة بعد أن تولى الخلافة بعد الوليد، ولكنه لم يعمر طويلا، إذ توفي بعد عامين ونصف (717م) ولكنه حول الرملة إلى عاصمة الولاية بدل مدينة اللد المحاذية لها.
جاء بعده عمر بن عبد العزيز الذي تابع ما بدأه سليمان من بناء مدينة الرملة، فبنى الجامع الأبيض، وأذكر هذا الجامع من ذلك الوقت بناء متهالكاً، ولكنه رمم فيما بعد. وقام ببناء "العنزية" وهو مجمع لسقي المعزة. وما زال ذلك الموقع من أجمل آثار الرملة التاريخية، ومن معالمها السياحية الجميلة. والعنزية عبارة عن نبع وبركة ضخمة تحت الأرض، ينزلون إليها بدرج شديد الانحدار، وبالإمكان ركوب قارب صغير والتجديف به في أرجاء البركة.
كانت تنشل المياه من البركة لسقي القطيع، ولكن المكان مهمل نسبياً، وتاريخه مشوه.
هناك رواية أخرى تقول إن العنزية بالأصل هي كنيسة اسمها "سانتاهيلانه"،وهو من الأسماء التي يعرف بها الموقع حتى اليوم، بنتها ، حسب الرواية الملكة هيلانه أم الإمبراطور قسطنطين،التي يعتبر دخولها للمسيحية ، ثم تحول الدين المسيحي إلى دين إمبراطورية قسطنطين، بداية لانتشار عالمي واسع للمسيحية، وقد رُسمت هيلانه قديسة بسبب أعمالها في بناء عشرات الكنائس في الأماكن التاريخية للمسيحية ونشر المسيحية.
وهناك رواية تقول إن العذراء مريم في طريقها الى القدس هربا من هيرودوس،استراحت في ذلك المكان، وإن كنيسة سانتاهيلانه المذكورة غمرت أرضها مياه الينابيع بسبب انخفاضها، وتحولت إلى بركة ماء تحت أرضية، بني فوقها مسقى العنزية. وبسبب إهمال دائرة الآثار ، للآثار العربية والاسلامية، لم يتم الكشف عن الكثير من سراديب وطرق وأبنية الرملة التاريخية، وظلت مغلقة بالأتربة ولا يجري الكشف عنها، هذا عدا عشرات المقامات والأضرحة الدينية الإسلامية ذات القيمة التاريخية، وأبرزها مقام النبي صالح، ببرجه الشامخ ، والبعض يقول إن اسمه النبي الصالح مع "ال" التعريف. كان وقتها مهملاً وأشبه بمجمع للنفايات. اليوم نظف واستغلت الأرض لمشاريع بلدية .. وقد علمت ان مهندسة رملاوية تقوم بالعمل على كشف "أسرار" الرملة العربية ومعالمها التاريخية.ولكن يبدو أن المهمة أكثر صعوبة من رغبة شخصية ودافع وطني.
ومن الجدير ذكره أن آخر رئيس لبلدية الرملة قبل النكبة هو الشيخ مصطفى الخيري. ولكن البعض يقول إنه يعقوب القصيني. ومهما كان الخلاف فالاثنان هما آخر رئيسين لبلدية الرملة العربية قبل أن "تحرر"، الأول مسلم والثاني مسيحي وتلك دلالة هامة لحياة التآخي والتفاهم التي سادت المجتمع الفلسطيني ومدينة الرملة العربية ، قبل الظواهر الطائفية المقلقة التي بدأت تنتشر اليوم وتزيد مجتمعنا تفسخاً.
مدينة الرملة التي "حررت" على آخر زمان، كانت خلال تاريخها الطويل، مركزاً للثورات العربية التحررية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وذلك منذ أواخر العصر الأموي وحتى الفتح الصليبي، أي لفترة تزيد عن اربعة قرون وهذه أهم معالم تلك الثورات.
أول ثورة يحدثنا عنها التاريخ كانت ثورةعام(743م) نصب خلالها الثوار أحد ابناء سليمان بن عبد الملك قائداً لهم، وذلك حفظاً منهم لعهده، وقد بايعوا ابنه يزيد أميراً للمؤمنين. ولكن الوليد الثالث خليفة دمشق استطاع القضاء على الثورة بمعارك دامية.
بعدها كانت ثورة المبرقع اليماني، الذي انتفض على المعتصم خليفة بغداد عام (841م)وقد هزمت جيوش الخلافة المبرقع وأسرته ونقلته الى سامراء العراق.
حين تولى الشيخ عيسى بن عبدالله الشيباني ولاية الرملة ( فلسطين) قام بجهود مضنية لإقناع المعتمد الخليفة العباسي باستقلال فلسطين. ولكن جهوده فشلت، فتمرد على المعتمد، الذي أرسل الجيوش وقضى على تمرد الشيباني ومحاولته إقامة دولة فلسطينية وطرده من بلاد الشام كلها.
في النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي، والنصف الأول من القرن الحادي عشر، جرت محاولات كثيرة قام بها آل جراح في سبيل استقلال فلسطين عن دولة الخلافة، وذلك من عاصمة ولاية فلسطين مدينة الرملة. ولكن ثوراتهم وتمرداتهم المتواصلة فشلت في مواجهة جيوش الخلافة العباسية، رغم الفترة الطويلة التي صمدوا فيها.
هذا التاريخ يبين أن الشعب الفلسطيني ليس وليد الصدفة، كما تحاول أن تصوره الرواية التاريخية الصهيونية، وإنما هو شعب جذوره عميقة بالتاريخ والنضال من أجل الاستقلال. له ثقافته وحضارته الخاصة والتي هي جزء من الثقافة والحضارة العربية. ومن الضروري أن نؤكد أن العرب في بلاد الشام ، كانوا قبل الإسلام بعشرة آلاف سنة.
هذه الصور الثلاث تعاودني كلما اقترب ما تسميه إسرائيل عيد الاستقلال. هل حقا هو استقلال حين ندرك أنه قائم على الحراب وتطوير أسلحة الإبادة الجماعية؟ هل هو استقلال ذلك القائم على العداء للمحيط العربي الذي زرعت إسرائيل داخله بالاعتماد على خطط إمبريالية لا أرى مصلحة للشعب اليهودي بأن يكون أداة لتنفيذها. هل هو استقلال بأن يجري اخضاع الشعب اليهودي ، وليس الشعب الفلسطيني فقط، لأبشع احتلال استيطاني، لا أمان فيه للمستوطنين إلا بتواجد عسكري ضخم وقمع متواصل لأصحاب الأرض الشرعيين، وصرف ميزانيات هائلة على مشاريع استيطانية تقود الدولة الى تسانومي عزل سياسي، والأخطر الى سد كل الطرق امام حل سلمي مع الشعب الفلسطيني ومع الشعوب العربية والإسلامية بالتالي؟
أنا لا أعرف استقلالاً جعل شعبه رهينة للحروبات والعنف والقمع والتمييز العنصري وارتكاب جرائم حرب لم تكشف بعد تفاصيلها رغم مرور 50 سنة على الوثائق السرية حسب القانون ، وجرى تمديد إغلاق الأرشيفات الحكومية لعشرين سنة أخرى مما أثار تساؤلات من اليهود أنفسهم عن المعلومات التي تخاف حكومة إسرائيل من كشفها.
لسنا ولن نكون أعداء للشعب اليهودي، بل مقاومين لسياسة الاحتلال الصهيونية. الصهيونية كما قال أحد مؤسسيها، كانت هدية أوروبا للشعب اليهودي، ولكني أعارضه بان هذه "الهدية" كانت إستراتيجية أوروبية لما بعد الحرب العالمية الثانية، جعلت من الشعب اليهودي رهينة لسياسة قديمة- جديدة، لإبقاء الشرق الأوسط بثرواته الطبيعية ملحقاً فقيراً ومتخلفاً للنظام الرأسمالي الدولي الذي بدأ للتو حركة نهضة جديدة.
64 عاماً بدون أن يحدث أي تقدم نحو الانفراج السياسي تقول أمراً واحداً. المشكلة أكثر اتساعاً من الموضوع الفلسطيني، وللأسف الأنظمة العربية الفاسدة، الساقطة واللاحقة، تثرثر حول المؤامرة وهي نفسها أهم نتاج للمؤامرة. من هنا رؤيتي أن مأساة الشعب اليهودي من استمرار الاحتلال لا تقل عن مأساة الشعب الفلسطيني. والتحرر من الاحتلال هو تحرر للشعبين!!
وقد بلغ السيل الزبى!!

( تم حذف البريد لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى )

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة محمد سعيد عدنان أبوشعر ; 20 / 01 / 2013 الساعة 43 : 12 AM.
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 04 / 2012, 30 : 03 PM   رقم المشاركة : [2]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: إستقلال شر من شتات!!

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]مقال فيه من الصدق والإنسانية والمنطق الشيء الكثير.شخصيا يستوقفني أيضا التباين منذ سنوات حيث أرى القنوات الهولندية تهنئ دولة الكيان الصهيوني بعيد الاستقلال وأحيانا تستوجب في بعض البرامج مواطنين هولنديين أو بلجيكيين صاروا إسرائيليين وأجد بعض القنوات العربية في نفس اليوم تستذكر النكبة.
ازدواجية فريدة من نوعها عالميا وتاريخيا ومأساة شعب غير معترف بها بكامل أبعادها بعد.
التساؤل الذي بدأت أطرحه هو ' إلى أي مدى تواصل الهوية الفلسطينية في الداخل صمودها؟ وهل ستسطيع النجاة من التشويه والابتلاع؟.
تقديري لما كتبت أستاذ نبيل.
[/align]
[/cell][/table1][/align]
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28 / 04 / 2012, 32 : 03 PM   رقم المشاركة : [3]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: إستقلال شر من شتات!!

لك التحية والاحترام استاذ نبيل ..
هذا سرد صادق وقراءة في التاريخ يجب على قصار النظر التعلم منها حين ذهب الأغبياء لمفاوضة العدو على خلفية عنجهياتهم الموروثة
التي اودت بنا إلى جانب الظلم والعدوان وذلك المشروع الغربي الذي أول من استغل واستغفل اولئك الذين كانوا أيضا ضحية تاريخ مركب مزور
مودتي واحترامي
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
إستقلال, شتات!!


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مرحبا شباب البهلول يوسف جمهورية كلّ العرب 0 28 / 02 / 2017 34 : 12 AM
شباب 25يناير هدير الجميلي الخاطـرة 4 12 / 03 / 2011 53 : 04 PM
شباب على الهامش طلعت سقيرق كلمات 0 23 / 06 / 2010 39 : 08 PM
مرحباً بك عدي شتات عبدالله الخطيب الترحيب بالأعضاء الجدد 3 09 / 06 / 2010 28 : 01 AM
عدي شتات: أزف الميعاد...!؟! عدي شتات الشعر العمودي 5 29 / 10 / 2009 01 : 05 AM


الساعة الآن 51 : 07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|