(((فِلَسْطِينُ أُمَّاه)))
لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُهْدِيكِ فِي عِيدِ نَكْبَتِكِ غَيْرَ نَزْفِ الرُّوحِ .. فَتَقَبَّلِي أُمَّاه ..
فِلَسْطِينُ أُمَّاهُ ..
مُدِّي يَدَيْكِ إِلَيَّ
وَضُمِّي الشَّتَاتَ الْحَزِين..
وَضُمِّي الضُّلُوعَ احْضُنِينِي مَلِيًّا مَلِيَّا
لَكَمْ بَعْثَرَتْنَا رِيَاحُ الْعَدُوِّ طَوِيلَا
فَكَمْ نَكْبَةً قَذَفَتْهَا الرِّيَاحُ اللَّعِينَةُ
يَاقِبْلَةَ الرُّوحِ صَوْبِي
وَكَمْ شَتَّتَتْنَا عَلَى كُلِّ أَرْصِفَةِ اللَّاجِئِين
عَلَى قَارِعَاتِ الْعَذَابِ وَكَمْ أَسْلَمَتْنَا
إِلَى ظُلُمُاتِ الْمَنَافِي..
إِلَى رَحِمِ السِّجْنِ ، كَمْ طِفْلَةً
سَحَقُوا قَلْبَهَا الغَضَّ ذَاتَ انْفِجَار ..
لَكَمْ أَرْهَبُوا الْأُمَّ ، كَمْ شَرَّدُوا الْأُمَّ
كَمْ قَهَرُونَا وَكَمْ .. إِيهِ يَا أُمُّ كَمْ
إِخْوَةٌ نَحْنُ يَا وَطَنِي الْمُسْتَبَاحُ
أَجَلْ إِخْوَةٌ .. وَالْقَمِيصُ الشَّهِيدُ
عَلَى دَمِ أُمِّي ..
عَلَى دَمِ يُوسُفَ
يَا عُصْبَةً مِنْ ذِئَابٍ..
أَبِي بَرِئَ الذِّئْبُ مِنْهُم
وَوَارِدُهُم حِينَ أَدْلَى
غَيَابَةَ جُبِّي ..
أَبِي كَمْ
أَطَلَّ عَلَى الْحُزْنِ وَابْيَضَّتِ الْعَيْنُ
آهٍ أَبِي أَيُّهَذَا الْكَظِيمُ الْكَظِيمْ ..
سَلَامٌ عَلَى دَمِ أُمِّي
عَلَى نَبْضِ أُمِّي
عَلَى دَمْعِ أُمِّي
فِلَسْطِينُ أُمَّاهُ
كَمْ أَرْهَقَتْكِ الْخُطَب
وَتَبَّتْ يَدَا مَنْ رَمَاكِ إِلَى عَاصِفَاتِ اللَّهَب
وَمَنْ أَوْهَمَتْنَا بِمَاءِ السَّلَامِ
عَلَى ظَهْرِهَا غَابَةٌ مِنْ حَطَب
مَتَى يَسْتَفِيقُ عَلَى دَمْعِ أُمِّي
شَتَاتُ الْعَرَب ..
* * *
عادل سلطاني ، بئر العاتر الخميس 17 ماي 2012