إسرائيل تبني قبوراً وهمية في القدس المحتلة
إسرائيل تبني قبوراً وهمية في القدس المحتلة
يطالعك مشهد غاية في الغرابة بمنطقة "وادي الربابة" في حي سلوان قرب المسجد الأقصى على سفح الجبل، حيث تزرع قبوراً بطريقة ميكانيكية وكأنها عملية بناء عادية, يحفر العمال القبور ومن ثم يضعون في داخلها شبكة من الحديد وبعدها يقومون بسكب الأسمنت وزرع حجارة كبيرة فوقها، وما أن يتم ذلك حتى يغطى الأسمنت الخرساني بالتراب, ليصنع قبراً جديداً يبدو وكأنه في الموقع منذ سنوات طويلة.
وتنفذ سلطة الآثار والحدائق الإسرائيلية عملية زرع آلاف القبور الوهمية في محيط الأقصى كوادي سلوان وجبل الطور ووادي الربابة الذي جالت فيه "العربية نت" لثلاثة أيام متتابعة.
واللافت في الأمر أن سلطة الآثار الإسرائيلية باتت تموّل منذ سنوات في منطقة القدس من قبل جمعية "العاد" الاستيطانية الضالعة في نشر الاستيطان في حي سلوان والمسؤولة عن حفر الأنفاق فيها.
وأكد موشيه، المشرف من قبل سلطة الآثار، أن الخطوة المقبلة ستكون إحاطة "المقبرة المستحدثة" بحدائق تربط مباشرة مع "حدائق الملك داود التوراتية" المزمع إقامتها على أنقاض أجزاء كبيرة من حي البستان ووادي حلوة في سلوان، وادعى أن المقبرة كانت تسمى "مقبرة السمبوسكة"، وكان يدفن فيها فقراء اليهود دون بناء قبور لهم، وهو ما يفسّر برأيه عدم وجود أي "بقايا" لجثث هؤلاء في المكان.
زرع مقابر يهودية وتدمير الإسلامية تزرع القبور بطريقة ميكانيكية من جانبه رافق "العربية.نت" في جولتها محمود أبوعطا من جمعية الأقصى والتراث، وأكد أن إسرائيل تحاول تكريس احتلال 300 دونم على الأقل من الأرض من خلال زرع القبور الوهمية، وأضاف أنها عملية "تزييف" للتراث والتاريخ تتم بشكل علني.
وفي الوقت الذي تزرع فيه القبور الوهمية تجرف إسرائيل قبور المسلمين, كما يحدث في مقبرة مأمن الله التاريخية منذ سنوات وهذه الأيام ايضاً.
وقال الخبير بالأوقاف الفلسطينية في المقابر الإسلامية مصطفى أبوزهرية: "نحن نملك 60 دونماً من المقابر الإسلامية واليهود يملكون في القدس 300 دونم مع أنهم لم يعيشوا هنا منذ آلاف السنين لم نسمع عن يهود في وادي الربابة قط، والأشكناز كانوا يستأجرون من الأتراك مساحات للدفن.
وأضاف "إسرائيل قامت بتجريف مقبرة مأمن الله ودمرت مقبرة المالحة وحولت مقبرة عين كارم الى مكبّ للنفايات وتريد أن تحول سلوان الى مقبرة يهودية". ودعا منظمة اليونسكو للتدخل ووقف ما وصفه بفضيحة تزييف التاريخ.
بلدية القدس تنفي ومهندسها يشرف القبور الوهمية قرب المسجد الأقصى وفي اتصال هاتفي مع الناطق بلسان بلدية القدس من موقع زراعة القبور نفى أي علم للبلدية بما يحدث، مؤكداً أنه لم يسمع بذلك من قبل.
في حين أن "العربية نت" وثّقت إشراف مهندس البلدية على زرع القبور شخصياً وحاول ثنينا عن تصوير وتوثيق ما يحدث بحجة أن الأرض "ملك لبلدية القدس".
بعد بناء القبور يتم كتابة أسماء اليهود عليها أما العمال فقد اعترفوا دون عناء وقالوا إن الأمر ليس أكثر من خدعة، حيث يأتون بالحجارة من "محاجر" خارجية و"نقوم ببناء قبور ومن ثم سيتم كتابة أسماء يهود عليها"، مشيرين إلى أنه لم يصادف أن وجدوا أي أثر لعظام, وكان شرطهم في ذلك عدم نشر أسمائهم أو صورهم.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|