أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم
فعل الكتابة وجلد الذات
يبدو فعل الكتابة هوس مشفوع بانعتاق المشاعر والأفكار، في لحظات من التحرّر من الذات. لأن الكتابة هي تعرية للروح، تجلد الكاتب إذا لم يحسِنْ بناءها لتصبح آلة قادرة على تشييع اللحظة إلى أبديّتها.
يتشظّى القلم، يرفض البقاء في الظلّ لفترات طويلة من الزمن، ينغمس في محبرة المفاعل الذريّ المتواجد في جوّانية الكاتب والأديب والمفكّر، يحثّه على الحديث والبوح، وأن لا يترك شأن الحياة لثلّة من قطاع الطرق، سواءً تواجدوا في الطوابق العليا من السلطة، أو في مقاهي الكتّاب، يتباهون بأعواد الغليون، يحرقون في جوفه التبغ المعطّر بانتظار وحي الشعر وعناوين غبّية.
فعلُ الكتابة رهن الاعتراف الطوعي بالارتقاء في سماء عصيّة على الرهط والعامّة، خاصّة في عالم لا يسمح لذواته صرف ما يزيد عن دقائق، لممارسة فعل القراءة من عام إلى آخر. خوفًا من تخمة التفكير والابتعاد عن الهمّ اليومي، خوفًا من فقدِ كِسْرة خبز، أو قطعة معدنية تضيع في حوانيت المكتبات اليتيمة، وأكشاك الصحف والمجلات في العواصم العربية ومدنها المترامية، عند حدود الحضارات!
هل بات فعلُ كتابةِ الشأنِ السياسيّ حِرفَة ومهنة. يتجوّل الكاتب والصحفي بين المواقع ووكالات الإعلام المختلفة، يقرؤون الأخبار والتقارير، يسعون للحصول على البيانات والإحصاءات، ثمّ يقومون بدمجها وقولبتها لتصبح مادّة صالحة للمضغ، لكنّها تفقد رونقها بعد أن تتخطّى حدود الصفحة الأولى لتصبح جزءًا من ماضي الموقع والصحيفة، إلا إذا أودعت هذه المقالات بقيم إنسانية حقيقية، ليست آنية، ليست أسيرة الحدث واللحظة. كيف يمكن لفعل الكتابة المسيّسة البقاء وترك أثر في الروح، كما البلسم يوضع فوق الجرح، فتشعر بعدها بنوع من الخدر والراحة، كالقبلة المتفجّرة بين شفاه عاشقين بعد طول فراق؟ هذا ما نتوق إليه نحن الكتّاب دون استثناء. لكن منذ اندلاع الربيع العربيّ، انهمك الكثير من المنشغلين في الصحافة والكتابة بالتركيز على الشأن السياسيّ تحديدًا وأنا أحد المنشغلين بهذا الهمّ أيضًا، لا يتناقض هذا التوجّه مع الواقع بأيّ شكلٍ من الأشكال، لأنّ ما كُتب ويُكتب يعتبر بمثابة مشاعل لعلّها تنير الطريق لرجال السياسة وأصحاب القرار. هذا أحد دروب جلد الذات، يلجأ إليه الكاتب والمفكّر حين يجد نفسه أسير بوتقة الشأن السياسي.
تاهت الكلمة - الضمير في حالة الدهشة التي أصابت بوقعها عالمًا يملك أثر التاريخ، الذي احتلّ مركز الصدارة في علوم اللغويات، ليقتصر فعل الكتابة لاحقًا على الشعر الغنائيّ وذمّ الآخر المختلف قبل اغتياله. تاهت القوافي، بات الشعر مصحوبًا بمجازر ولوحات يصعب تقفّي أصحابها بعد فقء أعينهم وشقّ أحشائهم. فعل الكتابة انحدر إلى حالات من الحقد يصعب تقفّي مصادرها. شعرٌ فاض بآيات الألم والمعاناة فانتحر عند قارعة الطريق بانتظار الفارس المنقذ. باتت العبارات حائرة، تحتاج لأطنان من الكلمات لتوضيح معانيها الخفيّة. لا شِعْرَ بريء بحجم الرضاعة، كلّ المنشغلين بالاستدراكات غير قادرين على تخطّي نُهير الأردن تجاه القدس مثلا. القدسية ليست محصورة في المكان بل في انعكاس البعد التاريخي، لهذا تُحرم القدس من هويتها كلّ يوم، لأنّنا فاقدون لامتيازات الحضارة. لم يعد هناك من يخشانا، لأنّنا نموت ونحيا، من أجل الصولجان، خوفًا من أن يسمّى آخر رئيسًا أو ملكًا. كيف يمكن أن نستعيد جمالية الكلمة؟ كيف يمكن أن نقنع ابن العم والخال بضرورة القراءة ومسح الدمع من عيون الثكالى وشراء الكتاب المضرج بدم وفكر مؤلفه، ليحصل هو الآخر على بعض الفتات، وليتجرّأ ثانية على حمل القلم والكتابة والنزف ثمّ النزف والكتابة.
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر
رد: فعل الكتابة وجلد الذات
الأستاذ خيري حمدان ...
بادي ذي يدء لقد قرأت لك هذا الموضوع المميز في .. (مجلة .الجديدة )...
وقد كان ذلك في شهر : 9 -6 .. ولقد لفت انتباهي، وعندما قرأته ثانية هنا بعد عدّة مرّات ... أردت يذلك أن أشارك في التعليق معك عليه... ... من يعلم قد أستطيع أن أقرأ ما يجول في خاطرك .. وأتعرّف لفكرك ، فعندما يقرأ المتلقي أراء الكاتب بشكل ودّي قد يتكوّن لديْه مجال أوسع ،(وجلد الذات ) لها قراءة مكث والكتاية ، كانت منذ الستينات وما قبل إلى عهدنا الجديد ،بينما في الخليج لم تظهر الرواية إلا بعد الستينات ،والصحافة كانت ممنوعة ..إلا بشكل محدود ، أي مقيّدة بقيود وشروط ، والطبع كان خارج الوطن.. مما يفقد المواطن حريته ... ووطنيته..
يا سيدي ... إن المقال أثار فضولي .. لأن قضية جلد الذات ,بل نقد والذات وكنابتها ـ ,,, والتي ننفرع من عدة مسميات ومصطلحات , مما يجغلنا بصراع مستمر بين النفس.. والأدب ..والدين ... لكن ما كتبت يا سيدي في مقالك هو عن ا الكتابة وجلد الذات وأين نحن منه فأنت تطرح الأسئلة المقنعة ، ..وأنا لا أريد أن أشطح بعيدا غير أن هذا الموضوع يقلقتي من الناحية النفسية والأدبية ، وكثيرا من الكتاب وقعوا فيه وحُبسوا من أجله ....قنحن أمام فكرة أدبية نفسية ، أعلم أنك ستقول أنك لم تتطرق عن الذات فقط وأني بالغة ولكن أقول
لك أني قرأت قصة الفنتازيا وتص تحليلي لها ...عن جلد الذات : ،
**********
قصة:
فانتازيا لكاتب مشهور....
يا سيدي إن الكتابة تعبير عن ذات راغبة في تفريغ كل ما جمعته من تجارب في الحياة ، تجارب دارسة فاهمة للعبة الحياة مدركة لمفاتيحها تتلاعب بخيوطها .
إن الكتابة الأدبية ترتفع إلى مستوى معين من البوهيمية التي تجعل من الكاتب الأديب إنسانا غريبا عن عالم المحسوسات غريبا في كل تفاصيل الحياة له عالمه الخاص المليء بالمتناقضات ،التي تدفعه إلى الخلق و الإبداع ، العطاء اللامحدود ، إن الكاتب الأديب هو تلك الشمعة التي تحترق ثم تذوب لتنير المسالك المظلمة التي يعيشها الإنسان .
إن الكتابة في حد ذاتها اجترار لما استهلكه الكاتب ، اجترار من نوع آخر غير مكرّر و لامعيد إنها اجترار مع إضافة الجديد إضافة لمسة الكاتب الخاصة اجترار فيه إبداع فيه تجديد فيه خلق لعملية الكتابة ، لأن الكتابة إبداع وفهم لعالم مخالف ومغاير ، إن الكتابة الراقية العميقة تساهم في تطوير النقاش و ترفع من مستوى حدته بين القراء / النقاد إن الكتابة عمل فيه نشوة جلد الذات الكاتبة وإخراجها من واقعها الواقعي إلى واقع مخالف لا يحسن العيش فيه إلا الأدباء النجباء .
إن الأديب في هذا العالم غريب كغرابة / غربة كتاباته إنه إنسان لا كباقي الناس إنه مدعاة للفت الانتباة انتباه المارة في الشاعر في المقهى في كل الأماكن
( تمر فتيات أمام مجلسها المعتاد في المقهى ... و هن يختلسن النظر إليه ... يتهامسن ... و تشرئبأعناقهن و أبصارهن إليه ... يبتسمن ... قرر تعذيبهن ، و حرمانهن من الابتسامات ...)
وبهذا تكون الكتابة غريبة عن صاحبها بمجرد انتهاء الكاتب من عمل ما إلا و أصبحت ملك القارئ يعيد قراءتها من جديد ، إن عملية الكتابة رسالة تنطلق من المرسل لتصل إلى المرسل إليه وكل واحد يقرؤها قراءة خاصة وبهذا تتعدد القراءات بتعدد الرؤى النقدية ،وهذه التعددية هي التي تحدث لذة القراءة وترفع من مستوى جماليتها.
****************
في السبع سنوات الأخيرة برز جيل جديد من (كتّاب الرأي) ليس في رشاقة الكتابة وحداثة المفردة فحسب بل في مباشرة التناول والوضوح والجرأة في تناول (المسكوت عنه!).
كان ذالك استثمار حقيقي لمناخ جديد يعزز أهمية حرية التعبير وتعميق مبدءا الشفافية...
يا سيدي إن ..المتلقي يلحظ بشكل لافت تشكل موجة التنافس الجماهيري بين بعض كتّاب الجيل الجديد والتي توشك ان تذهب بعيدا بالمزايدة إلى تعمد جلد الذات مع سبق الإصرار الانتشاري!.
تماما مثلما يتكرر حاليا من بعض الشعراء ومنهم من يقع في أزمة خلط المصطلحات لعدم إيستعابه لمفهوم.نفسه ، و بعض قصائد هذه الأيام تسهد لذلك !!!!
من المؤكد أن تنامي هكذا توجه يجترح من ابتهاجنا بهذا الجيل وربما استدراجهم للشهوة النجومية السريعة عن المسار الحقيقي لتوظيف وعي الممارسة المهنية والتشكل المأمول لصياغة رصينة للرأي العام في كونية الثقافة الجديدة.
أننا في حاجة لتخفيف التراكم المتوالي شراهة للتكثيف النوعي لجلد الذات وتعليق المسؤليات عشوائيا على مشانق الكتابة على غرار مقولة ( الروائي التركي –عزيز نيسين-الرجال على المشانق كأعواد العنب ، وهو يصف جاهزية التهم لدى مخابرات بلاده!).
لقد اصبح لدى بعض الكتاب والشعراء تهم جاهزة لكل إفراد ومؤسسات القطاع العام والخاص بعضها قد يستدعي التقاضي الشرعي
هل من واجب الكتابة النابهة أن تهز ثقة المواطن في مستقبل الوطن !!؟ أو في مؤسسات البناء التنموي ولا أقول المؤسسات الحكومية ومؤسسات الدولة، لأ نـنا جميعا نسيج تلك المؤسسات ومؤكد أن الدولة في مفهومها الجمعي هي (الأمة).
نعم نطالب ونواصل الإصرار على حاجتنا لحرية صحفية سقفها السماء ولكن لا تتجاوز (العلم ) علم البلاد وما يرمز له من صميمية الدلالة البالغة يجب ان تظل الحرية أي حرية تحت العلم الوطني لأن العكس يلتبس مع مصطلح التخوين !حتى لا نقول خيانة عظمى
******************
إن الكاتب في فنتازيا .... مختلف / مخالف للمعتاد لا يسمي الأشياء بمسمياتها إنه يعرف الأشياء من وجهة نظره الخاصة إنه لا يجهد نفسه في إيجاد تعريفات إنه يشعر بالتعريفات إنه يدفع القارئ إلى الإحساس إلى الشعور بالمحيط إلى التذوق و التمتع مع الكاتب ويشعر بما يشعر به الكاتب (الشعر هو الشعر هوالشعر !!! لذا أنا هو أنا .. هو أنا) إذن الكاتب هنا لايبحث عن تحديد للمصطلحات بل يدعو إلى التماهي و التمازج مع المصطلحات.
إن الكاتب المجدد أحدث تغييرا في نفسية القراء/ النقاد خلخل المعهود و أضاف نقلة جديدة إلى عالم الكتابة سطر بها نموذجا جديدا للكتاب القادمين من عالم جديد (لما له من سبق في مسارهالإبداعي) ، (لقد قرر ان يكتب قصة بدونشخصيات و لا حدث ، و بدون زمان و لا مكان !!!) ، إنها كتابة تختلف عن الكتابات السابقة إنها كتابة تحدث لذة في نفسية القراء و إن كانت على حساب جلد وسحق الذات الكاتبة .
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
الكاتبة اللبنانية (هاديا سعيد) هكذا دونما فضول ساحر لاستطلاع تجربة حالمة لم تخلُ من المغامرات ولم تصفُ من المتاعب، وهي مثلما قالت إن الكوابيس شرفت بزيارتها منذ اللحظات الأولى لدعوتها للحديث عن تجربة ذاتية إلا أنها كانت في الحقيقة في مواجهة مع جلد الذات وسط تصنيف لم تستشر بشأنه لكنه لم يكن يتيح الخيارات العادلة.
القلم العربي وجلد الذات...عنوان براق يهمنا جدا..جدا...
لو اطلعنا على خير ما نقرأ نجد أنه يتمحْوَر حول الإنسان العربي وخيرته وخذلانه وعواطفه المكسورة..لماذا نتمتع بضعفنا؟ وحزننا ونتمحور حول السؤال وماذا بعد؟
بينما القلم الحر الأدبي المكافح والمجاهد نجده قليل الظهور على الساحة الأدبية ! نسبيا وليس كليا...
نحن لانجلد ذاتنا نحن مرآة صادقة للنفس العربية المهزومة ...
هل هناك اختلاف بين الأمرين؟
وهي إن عبرت فهي تعبر عن سذاجة بل بساطة وعاطفية شخصيتنا ولومها للعالم من حولها غالبا, بينما الغرب حتى في رواياته على معظمها,
تجد الروح العلمية عابقة فيها تجعلنا نمج حتى طريقتها في الطرح كتابة لاعملا مجسدا..
إذن؟ هم يظهرون قوتهم للعالم عبر نصوصهم وبشكل عام حتى لو لم تكن لديهم الحجة الأدبية في إظهارتفوقهم على العالم...
ونحن نتمتع بإظهار ضعفنا وتخاذلنا في ايجاد حل وهذا غالبا لا عامة ! فهنا الفرق الجلي..!
فهل الهزيمة هي السبب ام هي هويتنا منذ أيام الشعر العذري؟
صور من جلد الذات
حين انتهى الجيل الأول من التأسيس لمبادئ الواقعيّة وشعر التفعيلة ,من أمثال نزار قباني من سوريا, وبدر شاكر السيّاب من العراق ,وصلاح عبد الصبور من مصر,
بدات الفروع تنمو من الأصل الواقعي, فظهرت تنويعات فكريّة عدّة على وتر الواقعيّة , وكان من العلامات البارزة في هذا الصدد شاعران لو لم يتوفّيا في ريعان الشباب لرأينا منهما الكثير ,
وهما الشاعر اللبناني (خليل حاوي) الذي انتحر احتجاجا على الاجتياح الاسرائيلي للبنان , والشاعر المصري (أمل دنقل)
أنا لا أؤمن ( بجلد الذات )..فمتى أحب المرء ذاته أحب غيره ومتى كره المرء ذاته كره غيره ومتى جهل المرء ذاته جهل غيره. إن فهم الذات والمصالحة معها هو السبيل لفهم الآخرين والمصالحة معهم.هذا بالنسية الهدف من كتابة السيرة الذاتية يبقى هو الاعتراف وجلد الذات...
كان خاسرا وصار رابحا: الهدف يبقى هو الفخر والاعتزاز بالذات...
أورابح ولا زال رابحا: الهدف يبقى هو التنظير والتبشير بعوالم جديدة وسن قوانين وقواعد يجديدة...
أنا لا أمنع التجديد على العكس ،ولكن التجديد برؤيا فنية واقعية هادفة حرة راقية وليس أدبا مجهول الهوية ، أقصد أنه مجرد كتاب يحمل أوراق فارغة لا تقدم شيء بل تعود بنا للجهل وقد نحد هذا في أدب الحوارو الذي نشهده على الساحات الفضائيات ..وهو ..مجرد صراع ..وصداع ..وأخيرا نبقى مكتوفي الأيدي ! وينطبق ذلك على الكثير من المقابلات والكتابات على النت ...نجدها كتابات رخبصة..لكني أتساءل لما اكبار الأدب والمثقفين لا يظهروا ! ..للساحة الأدبية فنحن محتاجون لهم ومتأكذة أن هنالك الكثير من الأدباء ولكن القليل من القراء!!...
.
وكما قلت يا سيدي إن القلم" في مقتاك هذا .. يتشظّى القلم، يرفض البقاء في الظلّ لفترات طويلة من الزمن،"
وبناء على ذلك
تكون وظيفة الأدب... هي التأثير في القارئ وذلك بخلق انطباع واحد أو متقارب لدى عموم القراء ، وهذا وهنا تكمن قوة الأدب والكتابة التي بدونها. لكل قارء مص بخرج منه بفائدة . وما عدا ذلك نن يبقى أدبا.راقياً حراً
أعتذر على الإسهاب ...وأتمنى أن أكون قد أصبت لو القليل ...على العموم كانت مشاركة مني لك ممتعة ....بعد اطلاعي على الكثير من المراجع ومنهم يا سيدي مقالك هذا ....
لك مني أجمل صباح ...وأحلى الأمسيات ..وأجمل الأمنيات
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم
رد: فعل الكتابة وجلد الذات
الأديبة والمثقفة المتميزة خولة الراشد
أشكرك على ما أتحفتنا به من تحليل مفصل بشأن الكتابة وجلد الذات.
حين يكتب الكاتب أو الأديب يكون في أجواء خاصة تفرض عليه حدث الكتابة دون الأخذ بعين الاعتبار (في لحظة البوح)، أيّة اعتبارات أخرى. بهذا يطرح ذاته ويطرح الكثير من الأسئلة الوجودية دون أن يطرح بالضرورة الكثير من الإجابات. وقد لا يطرح أيّة إجابات، لأنّ الطرح وجداني وفكري ويحتاج للكثير من الدراسات والتحليل للوقوف على المخارج السليمة من القضية والمعضلة المعنية.
جلد الذات حقيقة وواقع بل وضرورة. لأن صاحب الضمير هو وحده القادر على جلد ذاته دون غيره من فئات المجتمع. أما الغرب فهناك جلد للذات أكثر مما تتصورين خاصة في الدول التي تعاني من أزمات تنمية ومشاكل وجودية. هذا الجلد هو محاولة لعكس القصور الاجتماعي على النفس، كيلا يحمّل أحدٌ عبء الكلمة وثقلها وقوتها على توصيل الفكرة. جلد الذات تحمل القدرة على الإقناع لأنها تتيح المجال للقارئ بأن يقرأ نفسه خارج إطار المقال أو النصّ المدرج.
طرحت المزيد من القضايا وأتمنى من الكتاب والأدباء في هذا المنبر التطرق إليها ومحاولة فتح ملفاتها فهي في غاية الإثارة والتعقيد ذات الوقت. وقد اكتشفت في تعليقك المطول شخص متميز، ويطيب لي التواصل الفكري مع حضرتك.
دمت بخير ومحبة.