تدمير الأضرحة في تومبوكتو / رسالة تطرف للعالم
حين تعرضت تماثيل بوذا بتورا بورا بأفغانستان للتدمير على أيدي متشددي طالبان , إستنكر العالم بأجمعه هذا التصرف الهمجي باعتباره اعتداء سافرا على واحدة من أهم المعالم الأثرية والسياحية التي أصبحت تراثا عالميا تم طمسه بموجب فتوى رعناء أعطت للعالم رسالة واضحة على مدى سوداوية المصير الذي ينتظر أية بقعة تسقط في قبضة التطرف الأعمى , وهاهي نفس الرسالة تتجدد اليوم من تومبوكتو التي أصبحت على وشك أن تفقد روحها بعد أن بدأ حكام القاعدة الجدد في تدمير أضرحة أولياء تومبوكتو التي تعتبر قبلة سياحية بامتياز أكسبت مالي شهرة تاريخية وتم تصنيفها ضمن تراث الإنسانية العالمي منذ 1988 .
أضرحة أولياء تومبوكتو ليست أضرحة بالمفهوم الظاهر للكلمة وليست مزارا للتمسح بالأولياء والتبرك بهم , بل هي تراث معماري فريد مبني من الطين والخشب بشكل هرمي أكسبها شهرة عالمية لدرجة جعلها عنوانا وصورة للوجه الثقافي والسياحي لدولة مالي , وهاهي آلة الإنتقام الأعمى تحصدها اليوم في إصرار شديد على الرجوع إلى عصور ما قبل التاريخ . فلله الأمر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|