بخيل من الطراز الأول في الزمن الأول
في سالف العصور مات رجل بخيل جدا وترك
خلفه زوجة وبناتا وشابا في مقتبل العمر و
بعد الصلاة عليه و دفنه ، عاد الفتى إلى الدار
وبدأ يتفقد تركة أبيه ، ومن الأشياء التي
أثارت إنتباهه جراب محكم الغلق بدوائر
رقيقة جدا بمخرجه ، فسأل أمه : ماهذا
يا أماه ؟
اجابت : جراب مملؤ بالسمن .
وماذا هذه الدوائر الرقيقة بفمه ؟
وهنا أستبشر أهل الدار من النساء خيرا
في الخليفة الجديد وآملن أن يكون سخيا
وأن يوسع في النفقة عليهن ، فأجابته
الأم قائلة : إن أباك يا بني لم يكن يفتح
جراب السمن وإنما كان يكتفي بحك قطعة
الخبر على فمه ( مخرجه ) ثم يأكلها أو
يعطيها إحدانا ، ما أدى إلى تشكل تلك
الدوائر الرقيقة كما ترى .
احمر وجه الفتى من شدة الغضب وقال :
لو عرفت ذلك ما صليت عليه ، إن أبي
كان مسرفا ومبذرا ....
فتسلل اليأس إلى أفراد العائلة وسألنه :
وكيف ستتصرف يافتى ؟
أجاب الوريث بطريقة المسؤول الجديد
الذي يعرض على شعبه خطته الإقتصادية
لأول مرة : أنا سأجلس هنا في زاوية
البيت هاته وسأضع جراب السمن في
الزاوية المقابلة هناك والوح بقطعة
الخبز ناحية السمن هكذا ثم أضعها في
فمي أو أعطيها إحداكن بعد أن أنقص
منها قليلا تحاشيا للتخمة والعياذ بالله.....
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|