[محمد جادالله محمد]

صبرا وشاتيلا

ايا صبرا وشاتيلا
يا دموعا تحجرت
ورفضت النزول
من العين
يا قلوبا ادميت
وغاص فيها
مائة سكين
يا نفوسا تسمرت
وعاشت كالتماثيل
هذه السنين
يا اوراقا من الياسمين
تراصت ودفنت
بلا اكفان ولا مشيعين
اطفال مثل الورد
كانوا نائمين
بين احضان
الابوين
لا حلم لديهم سوى
ان يصحوا مبكرين
ليذهبوا الى مدارسهم
وهم كاتبين الواجب
واجب الحساب والدين
لم يحلوا الواجب
ولم يذهبوا للمدارس
لانهم صاروا جثامين
اعفوهم من التعليم
ومن الحياة
منعهم العدو
من الاستيقاظ مبكرا
ومن صلاة الفجر
وابقاهم نائمين
طول الدهر
ميتين بعنف الشراسة
وظلم القهر
وبامر الغدر
وبفعل التواطؤ
والخيانة
صدر الامر
وتم تعبئتهم فى طرود
للموت السريع
بايدى الخونة واليهود
فى جرم شنيع
عرضت الاشلاء
للتصوير
والتصوير عرض للبيع
صبرا وشاتيلا
كلمتان خفيفتان
على القلب وعلى اللسان
كانتا فى لبنان
مخيمان متجاوران
من زمان
لكن
الغدر والعدوان
جعلهما اثرا
بعد عيان
ونغمة حزينة مؤلمة
من النغمات العربية
المزمنة...
والمبكية
نغمة تبكى وتلطم
وحدها..باستمرار
على حقها المنهار
فى اخذها بالتار
وفى العودة..للديار
الذى صار حلما..
خطفه الغراب وطار
تبكى صابرا
وتبكى شاتيلا
وفاضت بالدموع
انهار..وانهار
هل صارت فعلا
اثر من الاثار
صبرا وشاتيلا
ليلة بات فيها
الشرق مقهورا
كطفل تعرى
مجبورا
فى خزى وفى وعار
بات الشرق زليلا
مغلوبا على امره
مهزوما من نفسه
كانه شيئا ضئيلا
انتهكت اوكاره
وتهتكت استاره
وتمزقت اشلائه
وضاعت اوصاله
بين الجرح والتقتيلا
وهو لا يعى مايفعل
كثيرا او قليلا
سوى ان يغمض
عينيه فى دوجاها
وينشغل بالعويلا
واستمر ليل الليل
وطال طويلا
وهرب النهار
ومازال متخفيا
من مطاردة
العدو له والجار
فالى الان
لم يجد له قبيلا
كلماتى وبقلمى
محمد جادالله محمد الفحل

[شيماء البلوشي]

صبرا وشتيلا ..
وجرح غائر في خاصرة التاريخ ..

استاذ محمد .. شكرا لك ودمت بخير وعافية :)

[محمد جادالله محمد]

الاستاذة...... شيماء البلوشى...
.....................................تشرفت سيدتى بمرورك الكريم الذى عطر متصفحى
دمت بكل خير استاذة