كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
حب بين الجدار و صحن الألمنيوم ....
حكم على الشاب ياسر بالحبس الإنفرادي لمدة عشرين
سنة فأودع الزنزانة المخصصة لذلك ،وكان مما ترسب
في ذهنه من معلومات أن الزنزانة الخلفية مخصصة
للإناث من نفس نوع عقوبته أي الحبس الإنفرادي .
ومن لحظتها لم يكن له من هام شغل إلا البحث عن
قناة للإتصال بجارته الجنب للتعبير لها عن حبه و
شغفه بها ومشاركتها همومها للتخفيف عنها بإعتباره
الرجل الشاب الذي تتكسر على صدره الصخور ويحبس
به عنها الرياح العاتية والعواصف الهوجاء .
ومن الوسائل والطرق التي اهتدى إليها لتحقيق غرضه
أنه كان يضع رأسه في الزاوية المجاورة للزنزانة الخلفية
ثم يضع صحن الألمنيوم على إحدى أذنيه أما الأخرى فعلى
الجدار المشترك ، ثم ينادي ويناجي مطلوبته فتتناهى إليه
ردا على ذلك أصوات مناجاة عرف من خلالها أن إسم
المعنية هو " هيام " يأتيه متقطعا كأنه إرتداد صوت
من جبل شاهق " هيـ ـ ـ ــ ـ ـ ـاممم .
مرت الأيام والأشهر والأعوام وياسر ما انفك مطلقا عن
عادته بل أصبح يخطط للمستقبل الزاهر مع هيام وقبل ذلك
في كيفية الإتصال بها بشكل مباشر إلا أن كل محاولاته باءت
بالفشل الذريع لكن الحلم بل أحلام وأماني باتت وأضحت و
أمست وصارت كل تفكيره وانسه ورفقته في الزنزانة وبلغت
الفترة التي قضيت من الحبس وهو على هذا الحال نصف
المدة المقررة أي عشر سنين بالتمام والكمال ، وبالنظر إلى
حسن سلوكه وفي الحقيقة إلى إنشغاله التام الشبيه
باللاوعي بمحبوبته قررت إدارة السجن إستبدال عقوبة
الحبس الإنفرادي بالسجن في زنزانة جماعية في جناح
آخر .
وعندما جاء عون السجن ليخبره بذلك وينقله رفقته إلى
إقامته الجديدة ، طلب منه ياسر بل ترجاه أن يبلغ تحياته
الحارة لجارته هيام ويطلب منها إنتظاره إلى حين إنتهاء
عقوبته .
نظر السجّان إلى مرافقه مستغربا فمتبسما ثم أخبره
بأن السجينات لم يقمن بتلك الزنزانة منذ خمسين سنة
سنة وإن إقامتهن بها قبل ذلك لم تدم إلا ثلاث سنوات .
انفجر ياسر ضاحكا وهو في طريقه إلى زنزانته الجديدة
وكادت قهقهاته أن تلغي التخفيف الذي حظي به ومن ثم
إعادته إلى زنزانته الإنفرادية لكن هذه المرة دون أنيس و
لا رفيق ولا أحلام بعدما أكتشف أنه كان ضحية صدى
مناجاته القادم من الجدار إلى أذنيه مرورا بصحن
الألمنيوم .
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة
رد: حب بين الجدار و صحن الألمنيوم ....
ربما أراد أن يواسي نفسه في زنزانته الصغيرة ،
ولربما كان يعلم هذا لكنه كان يأمل أن يكون هناك أحد ...
قصة جميلة ، استمتعت بقراءتها ..
سلمت أناملك "أ. فهيم رياض"
ودي ووردي
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
رد: حب بين الجدار و صحن الألمنيوم ....
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة البشر
ربما أراد أن يواسي نفسه في زنزانته الصغيرة ،
ولربما كان يعلم هذا لكنه كان يأمل أن يكون هناك أحد ...
قصة جميلة ، استمتعت بقراءتها ..
سلمت أناملك "أ. فهيم رياض"
ودي ووردي
ربما وربما ولا غرابة في ذلك ، فالأمر
يتعلق بالسجن الإنفرادي !!!!
سررت بمرورك أستاذة فاطمة وبهذا
التعليق الجميل ، تحية بمقامك تليق .
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
رد: حب بين الجدار و صحن الألمنيوم ....
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهيم رياض
حكم على الشاب ياسر بالحبس الإنفرادي لمدة عشرين
سنة فأودع الزنزانة المخصصة لذلك ،وكان مما ترسب
في ذهنه من معلومات أن الزنزانة الخلفية مخصصة
للإناث من نفس نوع عقوبته أي الحبس الإنفرادي .
ومن لحظتها لم يكن له من هام شغل إلا البحث عن
قناة للإتصال بجارته الجنب للتعبير لها عن حبه و
شغفه بها ومشاركتها همومها للتخفيف عنها بإعتباره
الرجل الشاب الذي تتكسر على صدره الصخور ويحبس
به عنها الرياح العاتية والعواصف الهوجاء .
ومن الوسائل والطرق التي اهتدى إليها لتحقيق غرضه
أنه كان يضع رأسه في الزاوية المجاورة للزنزانة الخلفية
ثم يضع صحن الألمنيوم، الذي يتناول فيه وجباته، على
إحدى أذنيه أما الأخرى فعلى الجدار المشترك، ثم ينادي و
يناجي مطلوبته فتتناهى إليه ردا على ذلك أصوات مناجاة
عرف من خلالها أن إسم المعنية هو "هيام" يأتيه متقطعا
كأنه إرتداد صوت من جبل شاهق " هيـ ـ ـ ــ ـ ـ ـاممم .
مرت الأيام والأشهر والأعوام وياسر ما انفك مطلقا عن
عادته بل أصبح يخطط للمستقبل الزاهر مع هيام وقبل ذلك
في كيفية الإتصال بها بشكل مباشر إلا أن كل محاولاته باءت
بالفشل الذريع لكن الحلم بل أحلام وأماني باتت وأضحت و
أمست وصارت كل تفكيره وانسه ورفقته في الزنزانة وبلغت
الفترة التي قضيت من الحبس وهو على هذا الحال نصف
المدة المقررة أي عشر سنين بالتمام والكمال ، وبالنظر إلى
حسن سلوكه وفي الحقيقة إلى إنشغاله التام الشبيه
باللاوعي بمحبوبته قررت إدارة السجن إستبدال عقوبة
الحبس الإنفرادي بالسجن في زنزانة جماعية في جناح
آخر .
وعندما جاء عون السجن ليخبره بذلك وينقله رفقته إلى
إقامته الجديدة ، طلب منه ياسر بل ترجاه أن يبلغ تحياته
الحارة لجارته هيام ويطلب منها إنتظاره إلى حين إنتهاء
عقوبته .
نظر السجّان إلى مرافقه مستغربا فمتبسما ثم أخبره
بأن السجينات لم يقمن بتلك الزنزانة منذ خمسين سنة
سنة وإن إقامتهن بها قبل ذلك لم تدم إلا ثلاث سنوات .
انفجر ياسر ضاحكا وهو في طريقه إلى زنزانته الجديدة
وكادت قهقهاته أن تلغي التخفيف الذي حظي به ومن ثم
إعادته إلى زنزانته الإنفرادية لكن هذه المرة دون أنيس و
لا رفيق ولا أحلام بعدما أكتشف أنه كان ضحية صدى
مناجاته القادم من الجدار إلى أذنيه مرورا بصحن
الألمنيوم .