[align=justify]نصيرتي الحبيبة
حين تقسو علينا الحياة وتأخذ منا أحب الناس إلى قلوبنا وتنسدل الستارة على أيام الطفولة وضحكاتها وأحلامها الخوالي يتغير وجه الحياة ويحل الشرخ فنفقد الاطمئنان لها والإحساس بالأمان فوق دروبها..
حين يرحل أصل الحياة نغدو وكأننا أغصان بترت عن أشجارها ويبدو كل مشهد كان ثابتاً في مكانه قابل للانقضاض والتحول إلى كومة أطلال
حين يأت يوم تشرق شمسه سوداء وتنهض أشباح الخوف والفقد تتغير كل حياتنا...
نعم رحيل الأحبة صعب وفراقهم مر والشوق لهم موجع ولكن..
هل يرحل الأحبة يا نصيرة هل يرح من سكنوا في كل خلية في دماءنا وتركوا فينا مورثاتهم وذاكرتهم وما لا يعد ولا يحصى منهم؟؟!
الأب يرحل منه الجسد ليستقر فينا وينام في أعماق ذواتنا ونحمله في صحو أعيننا ومطرها كلما أشرق دمع الشوق ومرارة الفقد..
إذا ذهب الجسد وتفجر الشوق في عروقك فناجيه وافتحي لروحه على روحك كل المسارات..
بين روحك وروحه لا فراق فهو معك الآن أكثر مما كان..
اكتبي له وعنه واحم بالحبر ذكراه من فصول النسيان
صديقتي
تؤلمني جراحك وتجرحني آلامك وتجرعك كأس الفراق لكنه قدر الله وكلنا على هذا العالم مجرد ضيوف..
قلبي معك نصيرتي[/align]