التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,822
عدد  مرات الظهور : 162,216,535

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > نقد أدبي > حوارات نقدية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01 / 05 / 2013, 18 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
عادل سلطاني
شاعر

 الصورة الرمزية عادل سلطاني
 





عادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

((( لقاء مع الروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر )))

لقاء مع الروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر
تاريخ النشر: 29/04/2013 - 07:05 ص

"المفارقة أن تشعر بالغربة في وطنك.. وتعيش وطن الآخر في غربتك" ..

" لا شيء يوجعنا مثل الواقع.. لذا أراني واقعياً فيما أكتب.. وأرى أن على الكاتب أن يتعامل مع واقعه بالصدمة "..

أجرى اللقاء: وحيد تاجا

في حديثه عن البدايات يقول الروائي محمد مهيب جبر "أنا من جيل النكبة، والذي أخذني للكتابة هو النكبة ذاتها وأوجاعها ".. وينفي تشاؤمه في معظم ما كتب ويقول في حواره مع "مؤسسة فلسطين للثقافة" أنا لست متشائماً بطبعي، ولم أكن كذلك أبداً.. وأنا ممن يرددون دوما أن الإنسان العظيم هو الذي يبتسم ودموعه على وشك الانهيار.. وعن التزامه بالكتابة عن الواقع يضيف: " لا شيء يوجعنا مثل الواقع.. لذا أراني واقعياً فيما أكتب.. وأرى أن على الكاتب أن يتعامل مع واقعه بالصدمة ".. ويؤكد أن المطلوب من الرواية أساساً تشخيص الواقع وطرح الأسئلة.. وإيجاد الحلول.. بل وأكثر أحيانا..

يذكر أن للأديب محمد مهيب جبر المقيم في دولة الإمارات العربية عدة إصدارات منها:

"اغتراب" و"انشباك" قصص قصيرة، رواية (90-91) ورواية (6000 ميل).

فضلا عن بعض المسرحيات المترجمة.


* هل يمكن إعطاءنا لمحة عن البدايات.. من الذي أخذك إلى الكتابة، ومن أغراك بها؟!..

** أنا من جيل النكبة، والذي أخذني للكتابة هو النكبة ذاتها وأوجاعها.. قصصها التي كنت أسمعها من والدتي.. وفي حكايات أعمامي الذين كانوا يجتمعون كل مساء في بيت أكبرهم في المخيم الذي عشنا فيه.. وفي حكايات الذين هجروا وهم يروون قصص المعاناة والعذاب وهم هاربون من الخوف والرعب.. كنت أتخيل المأساة بحجمها الكارثي.. وعندما بدأت أعي رحت مع أخي الأكبر نجوب المكتبات لنقرأ القصص والكتب بالأجرة.. كنا نقتسم مصروفنا المدرسي بين الطعام واستئجار القصص والكتب بحثا عن روايات وأشعار تشرح لي ما الذي حدث بالضبط في فلسطين؟ ولماذا الفلسطينيون؟ وقد أنشأ هذا علاقة حميمة بيننا وبين أصحاب المكتبات إلى أن صرت قارئا مداوما في مكتبة بلدية نابلس، حيث بدأت ألتقي كتابا وشعراء معروفين كان من أبرزهم الراحلة فدوى طوقان والراحل عبد اللطيف عقل وغيرهم كثيرون، وهو ما ساعدني على أن أبدأ الكتابة في سن مبكر في صحيفتي "الشعب" و"الفجر" اللتين كانتا تصدران في القدس، وكان عمري ستة عشرة عاما آنذاك. فامتزج لدي العمل الأدبي بالصحافي منذ ذلك الحين.

* ما الذي كنت تبحث عنه في انتقالك من القصة إلى الرواية.. وهل حققت لك الرواية ما لم تحققه لك القصة..؟

** فارق كبير بين الرواية والقصة القصيرة وإن كان كلاهما ينتميان لجنس واحد هو السرد.. القصة القصيرة هي علاقة عابرة مع الزمان أو المكان.. لكن الرواية هي علاقة ارتباط طويلة الأمد معهما.. القصة القصيرة هي مقال في صحيفة ولكن الرواية هي الصحيفة نفسها.. وعندما كتبت القصة القصيرة كنت أعرف أن حدودها لا تتعدى حدود حي أو مدينة، بينما كنت مدركاً أن حدود الرواية هي بحدود الوطن، ولا أرى أني انتقلت من أحدهما للآخر لأني ظللت ساكنا في الوطن نفسه.. إنما في الرواية كنت أتجول في حارات الوطن وشوارعه وتضاريسه، وبين أهله بمدى أوسع. ولعل هذا ما تحققه الرواية للكاتب.. إنها تفتح أمامه حدوداً لا آفاق لها للتعبير عن كل تلك الأفكار التي تتزاحم في رأسه.. وليس كما هو الحال مع الصحفي الذي تولد في رأسه فكرة اليوم فيكتبها مقالاً في الصحيفة دون الحاجة للتجول بعيداً خارج حدود المساحة التي يسمح له بالتحرك فيها.

* بدوت متشائما جدا في مجموعتك "اغتراب" وكما تقول "المفارقة أن تشعر بالغربة في وطنك.. وتعيش وطن الآخر في غربتك.. هل يمكن إيضاح هذه المقولة...؟

** أولا أنا لست متشائماً بطبعي، ولم أكن كذلك أبداً.. وأنا ممن يرددون دوما: إن الإنسان العظيم هو الذي يبتسم ودموعه على وشك الانهيار.. وبالنسبة لمجموعة "اغتراب"، فإن كل قصصها التي نشرت على الإنترنت لم تتعامل مع التشاؤم بالمفهوم المجرد، وإنما بألوان المعاناة التي يعيشها المغترب عن وطنه، وهو ما يؤدي إلى شعوره بالإحباط الدائم، والذي وصفته أنت إحباطا.

أما المفارقة التي أشرت إليها فهي ناجمة عن أن الإنسان الذي يعيش خارج وطنه يصبح معلقا في فضاء لا تثبت إقامته فيه.. والكثير ممن يبتعدون كثيرا عن الوطن عندما تسألهم حين عودتهم إليه بعد فترة غياب طويلة عن شعورهم بعد أن يعودوا إليه يجيبونك بأنهم يشعرون كما لو أنهم مثل غرباء فيه.. أما ذاك الوطن الغريب الذي عاشوا فيه وكبروا فيه وربما تناسلوا فيه فهو لا يعترف بهم مواطنين مثل أبنائه.. وهكذا من يخرج من وطنه هو تماما مثل السمكة التي تخرج من مائها.. وتكون المسافة بينها وبين الموت مسألة وقت لا أكثر..

* أيضا في "انشباك" والتي تناولت تأثير ثورات الأقمار الصناعية والاتصالات والكمبيوتر على السلوك الإنساني.. لم تكن أقل تشاؤما.. بل كنت ضد التقنيات الحديثة.. حتى الشخص الذي حاول التأقلم مع هذه التقنيات في قصة "العودة إلى الجنة" كان مصيره الجنون..؟

** من قال أني كنت ضد التقنيات الحديثة؟؟ لو أمعنت النظر في القصة نفسها التي تشير إليها لوجدت أني خلصت إلى أن الوسيلة التكنولوجية الحديثة التي كادت تقضي على مشاعرنا الإنسانية هي نفسها الوسيلة التي تملكها البشرية لإنقاذ نفسها.. فعبد العليم الذي حاول العودة إلى البدايات بهروبه إلى الصحراء أخيرا هربا من التكنولوجيا ما كان ليتم العثور عليه لولا أجهزة الملاحة "جي بي إس" التي حددت مكان وجوده بدقة حيث وصلته طائرة الإنقاذ.

وبالعودة إلى التشاؤم، فإن نهاية القصة هنا فتحت بابا للأمل لا بابا للتشاؤم.

* ملفت استخدامك عنوانا رقميا لرواياتك (90 ـ 91) و(6000 ميل) لماذا؟

** لست أول من لفت نظره استخدامي للأرقام كعناوين للروايتين.. فقد سألني الكثير عن هذا الامر، ولكن الأرقام جاءت هنا من واقع الأحداث.. فالرواية الأولى "90-91" تدور كل أحداثها في العامين 1990 و1991، وهما عامان شهدا أحداثا كثيرة غيرت وجه العالم كله إلا في فلسطين حيث ظل الاحتلال وظلت المقاومة.

أما رواية "6000 ميل" فهي المسافة بين فلسطين وجزر المارتينيك التي يعيش فيها بطل الرواية بعيدا عن وطنه فلسطينياً في وطن آخر.

* تعتمد الواقعية في كتاباتك، وتقول " لا شيء يوجعنا مثل الواقع.. لذا أراني واقعياً فيما أكتب.. وأرى أن على الكاتب أن يتعامل مع واقعه بالصدمة ".. والسؤال إلى أي مدى يمكن أن تتدخل مخيلة الكاتب الإبداعية في رسم هذا الواقع..؟

** يرى الكاتب في الواقع ما لا يراه غيره.. وهذا ما يجعله كاتبا.. فكل ما يمكن له أن يتخيله هو شيء واقعي في الأساس.. والخيال أحيانا أقوى من الواقع كما هي الأسطورة أقوى من التاريخ، وكما هو الحلم أقوى من الحقيقة، وعندما يعبر الكاتب بالخيال عما يوجعنا في الواقع فإنه يرسم لنا طريقا للخروج.. وهذا هو التداخل كما أراه.

* ولكن البعض يرى أن جزءاً كبيراً من همّك في رواية (90 ـ 91) كان منصباً على توثيق الأحداث، وذلك في السعي إلى نقل تفاصيل المكان، متخلّلاً جوانب من الوثائقيّة التاريخيّة، ما جاء على حساب الخيال الفنّيّ في العمل.. ما رأيك..؟

** رواية "90-91" كما ذكرت سابقا تتناول أحداث عامين محددين في عنوانها.. ففي هذين العامين حدث غزو الكويت وحرب "عاصفة الصحراء، وانهار الاتحاد السوفياتي وتفكك إلى جمهوريات نالت استقلالها تباعا.. وتوحدت ألمانيا وشطري اليمن.. وتغيرت نظم وأفكار.. وحلت القطبية الواحدة مكان سياسة القطبين وصار العالم محكوما لقوة واحدة.. إلا في فلسطين حيث بقي كل شيء على حاله.. ولهذا كان لابد من التوثيق التاريخي في السياق السردي الروائي لكي لا تتحول الرواية إلى مجرد دراسة أو بحث تاريخي، وهذا بالطبع أثر على الخيال الفني.

* هناك اتكاء واضح في هذه الرواية على الذاكرة الشعبية والمخزون الحكائيّ للفلسطينيّ، وهي "ظاهرة" أصبحت شبه سائدة في الرواية الفلسطينية الحديثة.. ما قولك..؟

** هذا صحيح، ومبعث هذا أن الجيل الجديد من الكتاب الفلسطينيين يعمل جاهدا على إيقاظ الوعي الوطني الفلسطيني في مواجهة الرواية الصهيونية التي تحاول السطو على الذاكرة الفلسطينية وإنكارها أو تزييفها، ولهذا تبرز الحاجة إلى التمسك بهذه الذاكرة وبالمخزون الحكائي الفلسطيني خاصة وأن الأدب الفلسطيني بات يجد مكانه في ساحات الأدب العالمي.. وهو أفضل وسيلة نواجه بها الرواية الصهيونية التي عاثت فسادا وكذباً في هذه الساحات بادعاء أن كل ذلك من موروثها الخاص.

* قليلة هي الأعمال التي استطاعت تناول مسألة العمالة للاحتلال بهذا الأسلوب الروائي الممتع وتسليط الضوء على الطرق التي يتبعها الكيان الصهيوني لإيقاع العملاء.. ومن ثم الضغوط النفسية التي يتعرض لها الساقط في براثن العمالة..؟

** سؤالك هذا يقودني إلى ما قلته عن دور الكاتب في مواجهة الواقع بالصدمة.. المشكلة أننا في قضايا مثل العمالة، والسلوكيات الشائنة بشكل عام، نحاول تنظيف الصورة هربا من الإدانة أو رغبة في التطهر.. ولهذا قلّما يتحمس الكثير من الكتاب عن الخوض في قضايا شائكة كهذه كي لا تفسر مواقفهم أو طرحهم لها تفسيرا يرتد عليهم وقد يطال حياتهم.. ولهذا تجد القليلين ممن يكتبون في هذه القضايا.. ولكن الكاتب يجب أن لا يهرب من قضايا واقعه، وعليه أن يعريها ويكشفها حتى لو مثل ذلك صدمة لمن يقرأه.. فما الكتابة الإبداعية غير ما يصدم؟

* في ذات الرواية استحضرت في سياق الأحداث مشاهد من سقوط مدينة نابلس تحت الاحتلال عام 1967، لماذا اخترت نابلس بالذات دون غيرها من المدن الفلسطينية المحتلة..؟

** لا يوجد سبب خاص، ولكن نابلس هي المدينة التي ولدت فيها.. وعشت هزيمة حزيران وأنا فيها.. وأحداث الرواية تجري في ربوعها.. وقصة المقدم في الجيش الأردني صالح عبد الله شويعر، وهو من بني شمر، والذي أطلق عليه النابلسيون اسم "أبو هاشم" تستحق أن توثق لأن هذا البطل الأسطوري واجه بمفرده رتلا عسكريا إسرائيليا لعدة ساعات ولم يستسلم حتى استشهد. وقد حدثت هذه المواجهة البطولية في وادي التفاح، مدخل نابلس من جهة الغرب. ولهذا جاء الحديث عن سقوط المدينة في سياق تذكر ذلك اليوم الذي سقطت فيه.

* كان هناك تركيز شديد على محاولة إبراز جوانب القهر الاجتماعيّ التي يتعرض لها الفلسطيني، ومقاربة العادات التي فرضت على الفلسطينيّين في ظلّ الاحتلال، بحيث يصبح الفلسطينيّ صورة مؤطّرة لما يريده العدوّ، ويظلّ مكبّلاً بعقده وأوهامه وعلله.. إلى أي مدى ترى أن العدو الصهيوني نحج في محاولته تلك..؟

** هذه مهمة أية قوة احتلالية في العالم وليس في فلسطين فقط.. ولكن في فلسطين حدث أبشعها.. لأن الصراع القائم هو صراع بين قوميتين (ثقافتين) تتنازعان على الأرض نفسها.. ولأن الاحتلال هو الأقوى في جميع الحالات فإنه يحاول أن يفرض أسلوب الحياة الذي يريده بالقوة والرعب، وهو لا يتوقف عن ذلك حتى بعد انسحابه لو حدث.. فهو يواصل العمل من خلال أدواته وعملائه.

* على صعيد تقنية الرواية فإن تقسيمك الرواية إلى ثلاثين فصلا وإعطاءها عنواين فرعية: عصفور في عسقلان، بانتظار الحقيقة، قراءة سياسيّة، اغتيال عالم ذرّة، تداعيات ذكرى... بحيث بدا كلّ فصل قصّة بذاته في دائرة الرواية المنفتحة على المكان بأهله وأغواره..؟

** عنونة الفصول هي إحدى تقنيات البناء الكلاسيكي للرواية، وأنا كنت كلاسيكيا في رواية "90-91" لأن الأحداث كثيرة وكانت تجري بالتوازي في معظم الأحيان، لذا كان الأمر يتطلب إعطاء كل فصل حقه لأنه في بعض الأحيان لا يكون متصلا مباشرة بالفصل الذي يليه. وهذا ما جعلني أعنون الفصول.

* مسألة الغربة والاغتراب لم تكن بعيدة أبدا عن أجواء روايتك (6000 ميل).. فهي تشي بصعوبة انغراس البطل (بيت مارتينيك) في الأمكنة الأخرى، وبإلحاحية استعادته لتاريخه عن طريق المساءلات المطروحة دوما على الذات، وهي تحاول أن تتذكر تفاصيل التاريخ وتعيد بناءها وفق رغبة المساءلات وما تخبر عنه من غربة رهيبة وثقيلة بإحراجاتها الوجودية المبطّنة بالتيه..؟.

** هناك إشكالية في مسألة انتماء بطل الرواية "بيت مارتينيك" للوطن.. فجزر المارتينيك صارت وطنه بالولادة والجنسية لأنه ولد وكبر فيها، ولذلك لم يكن يعيش في غربة وإنما في وطن لا يلغي الوطن الأول، وطن والده الذي تركه له دون أن يعرف عنه شيئاً، بل ولا يعرف حتى اسم العائلة التي يسري دمها في عروقه.. ولهذا جاء لكي يعرف نفسه.. لكي يعرف هذا الوطن وهذه العائلة.. وعندما عاد في نهاية الرواية إلى الوطن الذي ولد فيه وسأله شرطي الجوازات من أين هو قادم، رد عليه بأنه قادم من وطنه فلسطين.. فهنا إذاً مكانان مختلفان للوطن، وهذا ما يتنافى مع الواقع، لكن الرواية حلت هذا الأشكال بأنه الوطن ذاته تحت السماء ذاتها، وهو لم يبتعد عن الوطن الأول فلسطين إلا قليلا تحت السماء الواحدة ذاتها.

* في الرواية ذاتها، كان ملفتا جدا طريقة طرحك أو تعرضك للعلاقة بين الفلسطيني واليهودي ومفهوم كل منهما للوطن والهوية خلال لقائهما في الطائرة.. كيف تنظر إلى تلك العلاقة..؟

** هذا اليهودي كان عائدا من زيارة لفرنسا.. فهو باعتباره ولد في هذه الأرض ودافع عنها فإنه يعتبرها أرضه ووطنه هو الآخر، وهو بالتأكيد كان يراها بطريقة تختلف عن الطريقة التي كان يراها "بيت مارتينيك".. وحتى في مرافقته له في الطريق فيما بعد كان يرى الأماكن بعين عبرية بينما كان "بيت مارتينيك" يراها بعيون والده العربية علما بأن المكان هو نفسه ولكنه كان ينطبع في دماغ كل منهما بمعنى ومفهوم مختلف.

* رأى البعض أن هذه الرواية تسعى إلى إعادة الاعتبار للتاريخ من خلال التركيز على الأرقام المشيرة إلى الذات ووجودها الحقيقي في الواقع قبل أن يتحوّل إلى رواية تاريخية تتلاعب بها الرؤية الصهيونية لمصلحتها، كأن الأرقام هي الأداة الوحيدة القادرة على إحياء ما اختفى في الذاكرة وتثبيت أحداثها بالرواية الفلسطينية..؟ ما قولك.؟

** الحقيقة أن هذه الرواية سعت إلى طلب الاعتذار من التاريخ للكارثة التي حلت بالفلسطينيين ولم يرأف بنكبتهم أحد.. والأرقام الحقيقية التي أشرت إليها جاءت لتستفز هذا التاريخ وتوقظه من سباته كي ينهض ويعترف بمقدار العذابات والآلام التي لحقت بالفلسطينيين دون أن يكترث لمأساتهم أحد، لكن للأسف، فإن الرواية أظهرت أن جزءا كبيرا من هذا التاريخ دفنته الجرافات التي راحت تزيف الأماكن بالبنايات الحديثة وناطحات السحاب التي أقيمت على عجل ليحل قوم محل قوم آخر ويحاول إخراجه من حياته إلى الأبد.

* تعتمد في كتاباتك كثيراً على الحوارات الداخلية للشخصيات وسبر نوازع النفس البشرية بشفافية وعمق..؟

** الحوار الداخلي للشخصية يكشف طريقة تفكيرها والموقف الذي يجعلك تتعاطف مع أفكارها أو تتعارض معها.. وفي الروايات التي لا يكثر فيها عدد الشخصيات نجد أن مثل هذه الحوارات تكثر بين الشخصية ونفسها.. وكما قلت، فإن مثل هذه الحوارات تعطي الكاتب فرصة لطرح فلسفته الشخصية أيضا.

* بالتالي؛ ما هو المطلوب من الرواية أساساً.. تشخيص الواقع وطرح الأسئلة.. أم إيجاد الحلول..؟

** مطلوب من الرواية كل ذلك، وأكثر أحيانا، فالرواية في بعض الأحيان تشبه العملية الجراحية، ومطلوب من الطبيب قبل أن يباشر العمل بمشارطه أن يكون قد شخّص الحالة تماما بالتفصيل، وأن لا يخطئ في الجراحة، وأن ينهيها بنجاح، ثم يتابع العلاج حتى الشفاء التام.. ولهذا فقد يتطلب الأمر أحيانا أكثر من رواية حول قضية واحدة حتى تصل إلى بغيتها النهائية.

* تعتمد التبسيط الكبير في اللغة بشكل عام سواء في الرواية أو في القصص.. هل هي سمة وميزة أم أن العمل يفرض مستوى اللغة وتراكيبها..؟

** لقد أمضيت معظم سنوات حياتي في العمل بالمجال الإعلامي، الصحفي والإذاعي والتلفزيوني أيضا، وقد اعتدت قبل أن أكتب أن أسأل نفسي السؤال نفسه دائما: من سيقرأ هذا؟ وكنت أعلم أنني أتوجه إلى أكبر شريحة من القراء بغض النظر عن الفارق في السن والجنس والمستوى التعليمي.. ولذا كنت أبحث عن الأبسط لأنه يوصل ما أكتبه للقارئ بشكل أسرع، وهذا ما يعرف أحيانا باسم "السهل الممتنع".. وبالتأكيد فإن العمل الإعلامي ترك أثره في كتابتي، وهذا ما تراه واضحا في رواية "90-91" بالتحديد.

* يلعب المكان.. أيضا؛ دورا ملحوظا في الرواية .. حيث "تتناول علاقة الإنسان بالمكان من منظور أن المكان هو الذي يتعرف على الإنسان حينما لا يعرفه الإنسان..؟

** هذه إشكالية واجهت "بيت مارتينيك" بطل رواية "600 ميل" وهو عائد، فهو لم يرَ وطنه قط، ولا مسقط رأس والده، وأمه كذلك لم تكن سارت يوما على طرقات هذا الوطن.. فكان يخشى أن لا يعرفه.. لكن القراءات والأبحاث التي قام بها ساعدته في التعرف على الأمكنة بسهولة، كما أن هذه الأمكنة بانتمائه الروحي والوجداني لها ساعدته في أن يعرفها معلما معلما.

* اعتمادك على أسلوب السرد القصصي في رواياتك يظهر وكأنك على علم كامل بتفاصيلها.. والسؤال: هل تكون "الحكاية" بكامل شخصياتها وتفاصيلها حاضرة في ذهنك أم أنها تتشكل أثناء الكتابة..؟

** أنا أضع مخططا للرواية بفكرتها وشخصياتها وأحداثها وأماكنها قبل أن أباشر الكتابة فيها.. حتى أنني أحدد عدد الفصول أحيانا كما يرسم المهندس المعماري بناية من عدة طوابق، وعندما أبدأ الكتابة يكون معلوما عندي ما الذي سأكتبه في هذا الفصل وكيف سأنهيه..

* هل تستطيع القول بأن محمد مهيب جبر ينتمي للرواية الفلسطينية الجديدة أو للرواية العربية الجديدة مثلاً؟

** الرواية هي الرواية، فلسطينية المحتوى كانت أم عربية أم عالمية، وأنا كاتب لأعمالي ولست بناقد لها، ولذلك أترك مهمة التصنيف للناقد لأن أعمالي صارت من صميم عمله.. وهو الذي يحدد أين أقف وما الذي أنتمي إليه في فضاء الرواية

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عادل سلطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 05 / 2013, 20 : 12 AM   رقم المشاركة : [2]
عادل سلطاني
شاعر

 الصورة الرمزية عادل سلطاني
 





عادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: ((( لقاء مع الروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر )))

حوار شيق ماتع آسر قارئ مضيف عانقنا من خلال مساماته المتراصة العابقة بالهوية الزائفة القاتلة والهوية المقاومة الحيةالحقيقية الأم للفلسطيني المهجر ، أين لمست من خلال هذا الفضاء الحواري الشيق العالم في حقيقة الأمر صراع الأنا والآخر بين الأنا الفلسطيني المهجر والأنا المغتصب للحق الكينوني الهوياتي الفلسطيني ، فهذه الروايات المهيبية الرائعة من خلال هذه الشذرات المفتاحية السردية الفكرية جعلتني أغوص بصراحة في فضاء هذا الحدث التخيلي المهيبي أو ذاك لألمس هذا الصراع القدري بين هوية صهيونية قاتلة وهوية فلسطينية مقاومة للطمس والصهينة والتهويد تحاول أن تعيش وتفرض بقاءها من خلال ارتباطات الهوية الفلسطينية بالمكان وحميميته وحلم الأنا المهجر بحق العودة ومشروعيتها الحلمية حيث بدا الواقع الحقيقي محبطا للآمال محاطا محاصرا بالآلام والنزف والقهر والدموع ، فهذه المحطات السردية كما يبدو من خلال شذراتها المفتاحية تطرح فكرة الصراع الهوياتي في أسمى تجلياتها أين تطرق السارد الناص الراوي محمد مهيب جبر إلى ظاهرة القهر الصهيوني المسلط على رقاب "النحن الفلسطيني "، فهذه الأنا القاهرة المصادرة المتعسفة تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تجرد الفلسطيني من مقومات هوياتية أصيلة من خلال تغيير ملامح المكان " الوطن الفلسطيني " بتطبيق سياسة التجريف وإزالة المعالم المكانية الحقيقية للأنا الفلسطيني المغتصب المقاوم ، فتغيير المكان يحيلنا مسقطه المزاح إلى ممارسة القهر لإفراغه من الأنا الفلسطيني الضارب في عمق المكان مادا جذوره إلى الأعمق الأعمق ثم ملئه بالأنا المغتصب من خلال زرع شاهقات الإسمنت ومظاهر التحديث التهويدي من أجل القضاء على الهوية المكانية الفلسطينية وزرع هوية قاتلة سرطانية الانتشار في الجسد المكان ، كما يمكنني كقارئ بسيط لهذه البنى الخطابية السردية المهيبية " المفتاحية " أن أستشف تشبث الذات الناصة هوياتيا بالمكان من خلال تخييل الواقع ضمن محطات سردية واعية مهندسة بشعور وفكر أين اختار السارد لغة الأرقام التي تعكس عقلنة السرد ومنطقيته البنائية الخطابية ورسالته الواقعية المشفرة تخييليا ..
عادل سلطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 05 / 2013, 19 : 01 AM   رقم المشاركة : [3]
Arouba Shankan
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف

 الصورة الرمزية Arouba Shankan
 




Arouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond repute

رد: ((( لقاء مع الروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر )))

أ.عادل سلطاني
آفاق معرفية في فن الرواية والسرد فتحت لنا في عرض هذا اللقاء وتحليلاته
تقديري وتحيتي
توقيع Arouba Shankan
 

مازلت ابنة بلاط رباه في أعالي المجد بين الكواكب ذكره
أحيا على نجدة الأباة ..استنهض همم النبلاء.. وأجود كرما وإباءً
Arouba Shankan غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 05 / 2013, 04 : 03 AM   رقم المشاركة : [4]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: ((( لقاء مع الروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر )))

الطيّب لا ينشر إلا طيبا!! شكرا لك ومرحبا مرة أخرى بالأديب مهيب..مودتي..
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 05 / 2013, 04 : 03 PM   رقم المشاركة : [5]
عادل سلطاني
شاعر

 الصورة الرمزية عادل سلطاني
 





عادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: ((( لقاء مع الروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر )))

شكرا أستاذتنا الفاضلة عروبة شنكان على ردك الراقي القارئ الواعي على الحوار الصحفي المتميز المثقف الذي أجراه المبدع الإعلامي السوري وحيد تاجا لنعانق هاتين الذاتين المتفاعلتين في هذه الفسحة الحوارية المضيفة القارئة ..

تحياتي
عادل سلطاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 05 / 2013, 06 : 03 PM   رقم المشاركة : [6]
عادل سلطاني
شاعر

 الصورة الرمزية عادل سلطاني
 





عادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: ((( لقاء مع الروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر )))

شكرا جراوينا العاقل القارئ الإنسان على ردك الحفاوي بمبدعنا الروائي المتميز الفلسطيني الأستاذ محمد مهيب جبر ..

تحياتي شاعرنا المتميز محمد الصالح الجزائري
عادل سلطاني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حوار ، محمد ، مهيب ، جبر ، مارتينيك


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حوار مع الروائي المغربي أحمد لكبيري. محمد الصالح الجزائري نقد ودراسات 7 10 / 12 / 2020 47 : 03 PM
الأدب الروائي الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 نبيل عودة نقد أدبي 1 09 / 06 / 2014 09 : 03 AM
((( ندوة مقدسية حول رواية ستة آلاف ميل للروائي الفلسطيني محمد مهيب جبر ))) عادل سلطاني حوارات نقدية 4 19 / 05 / 2013 11 : 07 PM
(((الأستاذ الروائي الفلسطيني المبدع محمد مهيب جبر بينكم فرحبوا به ))) عادل سلطاني تهنئة، تعزية، معايدات 11 02 / 05 / 2013 40 : 12 AM
الكاف و النون / فصل أول / للشاعر و الروائي ماهر محمد نصر ماهر محمد نصر الرواية 1 18 / 06 / 2011 28 : 08 PM


الساعة الآن 44 : 03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|