[د. منذر أبوشعر]

2 حافظ الصحابة الفقيه المجتهد : أبو هريرة الدَّوسي. اختُلف في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً على نحو ثلاثين قولا، والصحيح أن اسمه في الجاهلية: عبد شمس، وفي الإسلام سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الله.
كان آدم ،بعيد ما بين المنكبين، أفرق الثنيتين، ذا ضفيرتين، له لحية حمراء.
نشأ يتيماً ،وهاجر مسكيناً: فشهد فتح خيبر أول سنة 7 هجرية، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولازمه أربع سنوات.(وخيبر: ناحية شمال شرق المدينة المنورة ،تبعد عنها 179 كم).
وكان من أهل الصُّفة،(وأهل الصفة: نحو 400 صحابياً - من أكابر فقراء المهاجرين ورعاً وتوكلا على الله- أووا إلى موضع مظلل من المسجد النبوي لا مأوى لهم غيره ،فلم يكن لهم منزل يسكنونه ولا عشيرة تحميهم)، قال أبو هريرة في حديثه: كان إخواني من المهاجرين يشغلهم الصفق بالأسواق، وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم ،وكنت امرءاً مسكيناً من مساكين الصفة، ألزمُ رسولَ الله ، فأحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون.
ولذلك خاف من تفلُّت أحاديث الرسول من ذهنه، فشكا ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم،فقال له:ابسط رداءك.فلما بسطه ،غرف الرسول بيديه وقال له: ضمه.فضمه ،فما نسي بعدها أبداً حديثاً سمعه.
قال البخاري: روى عنه ثمانمائة أو أكثر.
ومسنده 5374 حديثاً، اتفق الإمام البخاري ومسلم على 326 حديثاً، وانفرد البخاري بثلاثة وتسعين حديثاً، ومسلم بثمانية وتسعين حديثاً. أي إنه كان يحفظ مايقارب 44 حديثاً في اليوم (وهذا الرقم ليس كثيراً لملازمته الرسول وبركة دعائه صلى الله وعليه وسلم له ،وأحاديث الرسول ليست كلها كلاماً شريفاً ،بل هي قول وفعل وعمل).
وكان أبو هريرة وامرأته وخادمه يعتقبون الليل ثلاثاً: يصلح هذا، ثم يوقظ هذا، ويصلح هذا ثم يوقظ هذا.
ويسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة.ويصوم الإثنين والخميس ، ومن أول الشهر ثلاثاً.
وقال ابن حزم:المتوسط فيما روي عن الصحابة من الفتاوى ثلاثة عشر صحابياً ، يمكن أنْ يُجمع من فتيا كلِّ امرء منهم جزءٌ صغير مهم ،منهم أبو هريرة، وباقي الصحابة مقلون في الفتيا لا يُروى عن الواحد إلا المسألة والمسألتان (الإحكام في أصول الأحكام).

وفي هذه الفترة- فترة إقامته مع أهل الصفة- ذاق أبو هريرة قسوة الجوع وضراوته ،فقال: كنا نُقرن التمرتين من الجوع (أي نأكل تمرتين تمرتين معاً،رغم أنَّ هذا يعد من معايب آداب المأكل عند العرب لدلالته على شدة الشره).

وقال: كان يغشى عليَّ من الجوع، فيمر الرجل فيجلس على صدري، فأرفع رأسي فأقول: ليس الذي ترى، إنما هوالجوع.( كأنَّ الذي يراه يظنه مصروعاً، فيجلس فوقه ليرقيه ،أو نحو ذلك).
وتوفي أبو هريرة بالمدينة سنة 57 هجرية عن ثمان وسبعين سنة.
السؤال: ما سبب لقب حافظ الصحابة بأبي هريرة ؟
** ** **
ملاحظة: المسابقة خمسة أسئلة، نرجو إرسال الأجوبة دفعة واحدة وعدم الاستعجال.
ونتمنى للجميع صياماً مقبولا، وكل رمضان وجميعنا بعافية وخير.