التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,821
عدد  مرات الظهور : 162,203,820

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > مدينة د. منذر أبو شعر
مدينة د. منذر أبو شعر خاصة بكتابات وإبداعات الدكتور منذر أبو شعر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15 / 08 / 2013, 48 : 04 PM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

خان الخليلي لنجيب محفوظ

[align=justify]يُعد (خان الخليلي) في منطقة الحسين،من أعرق أسواق الشرق في القاهرة القديمة، ومازال معماره الأصيل باقياً على حاله منذ عصر المماليك (1260 م- 1516 م) حتى اليوم.
وكان المعز لدين الله الفاطمي، (ت:365 هجرية/ 975 م) رابع الخلفاء الفاطميين، مؤسس الدولة الفاطمية في مصر، لمَّا قدم القاهرة يوم الثلاثاء في 7 رمضان سنة 362هجرية/ 968 م ،أحضر معه جثث آبائه فى توابيت من بلاد المغرب، وأنشأ لهم مدفناً خُصص بعدهم لدفن الخلفاء منهم وأولادهم ونسائهم، وعُرف هذا المدفن بتربة الزعفران ،وموضعها اليوم (وكالة القطن).
وفى النصف الثاني من القرن الثامن الهجري/ 14 ميلادي، أراد الأمير سيف الدين جهاركس الخليلي ،أحد أمراء السلطان (برقوق)، الذي كان يشغل وظيفة (أمير أخور) ، أي أمير الخيل أن يبنى خاناً، فوقع اختياره على تربة الزعفران، وحسَّن له شمس الدين محمد القليجي نبش قبور الفاطميين لكراهيته الشديدة للفاطميين ، فأخذ برأيه، وأخرج عظامهم وألقاها فى منطقة أخرى. وقد جازاه الله على فعلته، لمَّا قُتل في معركة الناصري بظاهر دمشق فى ربيع الآخر سنة 791 هـ ،فقد تُرك على الأرض عارياً إلى أن انتفخ وتمزق .
وفى سنة 917 هـ/ 1511 م آلت ملكية الخان إلى السلطان الغوري بطريق شرعي ، فأمر بهدمه وإعادة بنائه، وأنشأ فيه حواصل وحوانيت ووكالات، يتوصل إليها من ثلاث بوابات. وأعيد تجديد الخان في العصر الحديث.
** ** **
ورواية (خان الخليلي) تروي حكاية أسرة متوسطة الحال، تضطر خلال غارات ألمانيا، في الحرب العالمية الثانية على مصرسنة 1941م، للانتقال إلى الخان لتبقى في حمى سيدنا الحسين، هرباً من الغارات التي كانت تضرب حيهم الأول (السكاكيني) جانب شرق الخليج المصري. فالألمان أعقل من أن يغيروا على حي الدين والمساجد، وأفطن من أن يضربوا قلب الإسلام وهم يخطبون ود المسلمين !
ولأن الأسرة انتقلت إلى الحي الجديد قبل قدوم شهر رمضان بأيام، يصف محفوظ ليلة رؤية الهلال، كيف تبدلت طلقات مدافع رؤية الهلال بالاكتفاء بإضاءة مئذنة الحسين.
فنتعرف على أحمد عاكف ،الموظف في الدرجة الثامنة بمحفوظات وزارة الأشغال، الذي نهض بأعباء أسرته وهو دون العشرين: يهوى القراءة، إلا أن قراءته عامة لا تعرف التخصص ولا العمق، نزَّاعة إلى المعارف القديمة، سريعة مضطربة، فلم يتقن شيئاً أبداً ولم يتعود عقله التفكير مطلقاً. همُّه الحقيقي أن يحدِّث الغد بما قرأ بالأمس،وأن يحاضر الزملاء من الموظفين والصحاب بلهجة الفيلسوف المعلِّم.
سبَّاق إلى رأي ما دام فيه رضاء لكبريائه وغروره وولعه بالظهور.يلهج بالمعارضة واللجاج، فعسى أن ينسى اليوم ما قاله بالأمس القريب،وعسى أن يقول غداً ما يناقض قوليه جميعاً،فإذا قال محدثه يمين قال شمال، وإن قال أبيض قال أسود، ثم يندفع في النقاش بعنف واحتداد وضيق صدر.
وكان عادي الذكاء، لم يهبط عقله إلى البلادة والغباء، فصار دماغه وعاء لخليط من معارف شتى بدلا من أن يكون رأساً مفكِّراً.
وقد أخفق في دراسة الحقوق، وأخفق في الكتابة الأدبية، ثم سلَّم نفسه إلى عزلة عقلية وقلبية مريرة، فأغلق قلبه، وما عاد يطمح إلى الحب.ولمَّا انتهى من تعليم أخيه الصغير رشدي تعليماً عالياً كان قد ناهز الأربعين، فأحس أنه شاخ، وأن الأوان فات، فعاش داخل نفسه عاجزاً عن تحقيق أحلامه،فالأحلام هي الفن الوحيد الذي أتقنه في دنياه !
لكن القدر الساخر لا يدع الناس يستريحون،فأطلع هذا الكهل على وجه جميل لاح له في النافذة المقابلة لبيته في حيه الجديد: وجه نوال، الفتاة الصغيرة التي لا تزال طالبة بالمدرسة،وتصلح أن تكون ابنته ! ابتسم هذا الوجه له، فأثار في نفسه كامن المشاعر النائمة،فأدركه حذره وتردده وخجله، وتمضي الأيام وهو على حاله، بين الإقدام والإحجام.
ويبدع محفوظ في تصوير شتى النوازع والاتجاهات في هذه النفس المعقدة وفي نفس نوال الفتاة الطامحة للزواج. وفي اللحظة التي كاد يقدم فيها على الخطوة الحاسمة في حياته، وقد تندى قلبه الجاف،وترعرعت البذور المطمورة في أعماقه تحت أكداس اليأس والفشل والتردد.. يسخر القدر منه سخريته العابثة، فيُظهر له في الميدان منافساً قوياً لا يملك أن يُشفي نفسه منه بالحقد عليه !: أخوه وربيبه رشدي ! الذي انتقل ،في هذا الوقت، من فرع بنك مصر في أسيوط إلى المركز الرئيس بالقاهرة، وهولا يعلم من أمر حب أخيه الكبير شيئاً !
ورشدي أخوه: شاب جسور مقتحم ،متمرس بالحياة، حاد العاطفة، لا يعرف التردد ولا الحذر. وفى اليوم الأول يلمح رشدي وجه نوال الجميل فيستهويه، ويسلك إلى قلبها طريقه المباشر في غير ما حذر ولا تردد، فيقطع الطريق الطويل الذي أنفق أخوه في قطعه شهورًا يوماً أو يومين، حبيباً ومحبوباً، بل فرداً من أسرة الفتاة! وأخوه يتطلع إلى هذا الانقلاب في دهشة بالغة، وفى ألم ويأس مرير، يصاحبه طرف إعجاب بأخيه الجسور! فيُقضى عليه أن يحيك كفنه بيديه، وفي ذلك مافيه من ألوان اللذة والعزاء: فهو لن يخلو على الأقل من تلك اللذة الغامضة التي تؤلِّف بينه وبين الألم كما تؤلِّف بين الفراشة والنور، وفيه لذة الاستسلام إلى القضاء القهار، وفيه لذة التكفير عن مشاعره الباطنية التي لم يرتح إليها، وفيه أخيراً لذة لكبريائه الجريح !
ويقضى الشاب مع فتاته أوقات حلوة، يقطفان معاً أجمل زهرات الحب الجميلة،لكن القدر يضرب ضربته، فيمرض رشدي الشاب المغامر بالسل لإفراطه في الشراب والسهر والمقامرة مع رفاق حي السكاكيني. ويمضي في لامبالاته ثقة بشبابه وخشية أن يعلم الناس بمرضه، أوأن تعلم فتاته ! وفي اللحظة التي يلمس الحب الحقيقي قلبه العابث، ، ويتوجه إلى اتخاذ خطوة إيجابية حقيقية، بإعلان خطوبتها والتحضير للزواج منها، تكون الأقدار قد ضربت ضربتها الأخيرة ،فيستشرى الداء في صدره ، ويموت الشاب بعد ليال مريرة من الضنى والعذاب،وتغادر الأسرة الحي في النهاية.
(فخان الخليلي)قصة الإنسانية الضعيفة في قبضة القدر الجبار:
قصة السخرية الدائبة التي تتناول بها الأقدار تلك الإنسانية المسكينة:
فأسرة أحمد عاكف تفر من هول الغارات وخطر الموت من حي إلى حي، فيصيبها الموت في أنضر زهرة وأقوم عود !
وأحمد شاخ قلبه، وانطوى على نفسه، وأوى إلى يأس مرير، فيثير القدر في قلبه إعصاراً على غير أوان، ويزيح الركام عن البذور المطمورة في قلبه الهرم، ليعود فيقصف الأعواد التي تنبت في بطء وحذر في قسوة عابثة، بيد أحب الناس إليه: شقيقه وربيبه ! ولو أمهله بضعة أيام لانتهى إلى مناه بعد طول انتظار،ولو تقدم به أيامًا لأعفاه من إضافة تجربة فاشلة إلى تجاربه المريرة !
وأخوه ما كاد الحب يقوّمه ويبعث فيه الجد حتى خطفه الموت الذي لم يخطفه أيام العبث والمجون !
ومع كل ذلك يمضي الزمن، ويقطع الناس الطريق المجهول كأن لم يكن شيء:
رفاق رشدي في كازينو غمرة يقامرون ويعربدون، وأصحاب أحمد في غرزتهم يدخنون أو في قهوتهم يتندرون.. والقدر ساخر من وراء الجميع !
وبالطبع، فهذا يخالف مفهوم حرية الإنسان ومسؤوليته عن أفعاله ! فالله كتب لأنه عرف ! والكاميرا ،ولله المثل الأعلى،تُسجل الحدث ولا تدخل به ! لكن تبقى هذه نظرة محفوظ ،وله رأيه ولنا رأينا !
وتبقى (خان الخليلي ) بعد هذا تمتاز ببساطة حياة أشخاصها، وواقعية العرض، ودقة التحليل، فكل نقط الدائرة فيها مشدودة برباط وثيق إلى محورها الأصيل.
وسنقوم بسرد تفاصيل وصف شخصياتها، لنبقى مع روعة عوالم نجيب محفوظ:
1 أحمد عاكف: مضى يذرع الطوار لأنه لم يكن يحتمل الجمود طويلا، كأنما سُوِّيت أعصابه من قلق.وكان يدخن سيجارة بعجلة دلَّت على انشغاله، فبدا في اضطراب حركته وقلق مظهره وشذوذ هندامه كهلا متعباً ضيق الصدر، تلوح في عينيه نظرة شاردة تغيب بصاحبها عما حوله. كان يدنو من ختام الأربعين،عَسِياًّ أن يسترعي الانتباه بنحافة قامته وطولها واضطراب ملابسه اضطراباً يستدر الرثاء.والواقع أن تكسُّر بنطلونه وانحسار ذراعي الجاكتة عن رسغيه، وتلبُّد
العرق على حرف طربوشه، وتقبُّض القميص ورثاثة رباط الرقبة، وصلعته البيضاوية، وسعي المشيب إلى قذاله وفوديه، كل أولئك أوْهَم بتكبير سنه، وفيما عدا ذلك فوجهه نحيل مستطيل، شاحب اللون، ذو رأس صغير مستطيل، ينحدر انحداراً خفيفاً إلى جبهة تميل إلى الضيق، يحدُّها حاجبان مستقيمان خفيفان متباعدان ،يُظلان عينين بالغتين في امتدادهما وضيقهما، فهما تكادان أن تملآ صفحة الوجه الضيقة،فإذا ضيَّقهما ليحد بصره أو ليتقي شعاع الشمس بدتا مغمضتين واختفى لونهما العسلي العميق، وقد تساقطت أهدابهما واحمرَّت أشفارهما احمراراً خفيفاً، يتوسطهما أنف دقيق، وفم رشيق الشفتين، وذقن صغير مدبَّب. ومن عجب أن عُدَّ يوماً ممن يُعنون بحسن هندامهم وأناقتهم، وبدا إذ ذاك في صورة مقبولة. ولكن اليأس والحرص وما اعتراه بعد ذلك من داء التشبُّه بالمفكرين، نزع به عن أيَّة عناية بنفسه أو لباسه. استقل الترام رقم 15 وقد افترَّت شفتاه عن ابتسامة ساخرة كشفت عن أسنان مصفرَّة من فعل التدخين.
وقال: عند أصيل اليوم الثاني نهض أحمد نشيطاً إلى المرآة ليحلق ذقنه، وكان يحلقها عادة مرتين في الأسبوع، ولا يبالي أن يبدو للناس وذقنه نابتة، فعزم على الإقلاع عن عادته هذه، وأن يحلق ذقنه يوماً بعد يوم من الآن فصاعداً. ولمَّا فرغ ارتدى جلباباً نظيفاً وطاقية ناصعة البياض، مجبراً ليخفي صلعته، ثم جلس على حافة الفراش يرمق النافذة بعينين مترددتين.
2 أخوه رشدي عاكف (قلب الأسد)كما أسماه رفاقه لجسارته وقوة قلبه في موائد القمار.عمره ستة وعشرون عاماً.حاصل ،بعد تعثر، على بكالوريوس التجارة، وموظف ببنك مصر.يشابه أخاه أحمد،فقد كانا ذوَيْ طول واحد ونحافة متشابهة، على ذبول الأكبر ونضارة الأصغر، فملاحهما متقاربة، إلا أنها بلغت في وجه رشدي مداها من الحسن، وحال بينها وبين ذلك في وجه الآخر إما انحراف أو تجهم أو إعياء.فلرشدي ذاك الوجه الطويل النحيل، ولكن ليس له خدَّا أحمد الذابلان وسمرته، وإن اعتورهما شحوب، فهي صافية يجري فيها ماء الشباب. وعيناه مستطيلتان إلا أن حدقتاهما أوسع، ونظرتهما أنفذ، والتماعهما خاطف يدل على حدة المزاج وروح الفكاهة والجسارة.
ابتسم عن أسنان بيضاء منتظمة، ثم ضحك حتى بدت نواجذه، وخلع طربوشه عن شعر لامع ينشقُُّ وسطه عن مفرق أبيض جميل.
ووصفه محفوظ لمَّا اجتاحه مرض السل: لم يكن يستطيع مفارقة الفراش بتاتاً. وهزل هزالا محزناً حتى لم يعد في بُرده سوى جلد ذابل وعظم معروق. وبعث منظر ساقيه القشعريرة في النفوس، وضمر وجهه، وتقلَّص خدَّاه، وغارت عيناه، وعلت محياه صفرة باهتة. وبدا رأسه أكبر من الواقع، وعنقه رفيعاً يكاد أن ينقصف من حمله.ولاحت في عينيه نظرة متجهمة تدل على التصبر والتجلد والتألم والاستسلام.
وقال: بعد الغداء بقليل اعتراه إعياء شديد ولم يطمئن إلى الاضطجاع، فجلس في الفراش ماداًّ ساقيه مسنداً ظهره إلى وسادة منكسرة، فبدا ساقاه كخطين، واشتدَّ اصفرار وجهه وشابته زرقة خفيفية، ولاحت عيناه متسعتين مكتحلتين بهالتين سوداوين، وارتسمت على الحدقتين نظرة غريبة، غير نظرة الحزن الأولى، كأنها ترمي إلى شيء لا تراه الأعين.
ويصف ساعة وفاته: انفتح باب حجرة رشدي بقوة، وبدت أمه على عتبته وقد رفعت ذراعيها فوق رأسها كمن يستغيث، ثم هوت على خديها تلطمهما بعنف وجنون..وسار أحمد متثاقلا بقلب كسير وعين مذعورة لما ينتظر أن تراه وقد مدَّ بصره نحو الفراش فرأى رشدي راقداً وقد سجَّته أمه بالغطاء، ووالده واقفاً على كثب منه دامع العينين منكَّس الرأس، فاقترب من الفراش وحسر طرف الغطاء فرآه كالنائم لم يتغيَّر منه هيئة ولا لون..وانحنى عليه فلثم جبينه البارد ثم أعاد الغطاء فرآه كالنائم لم يتغيَّر منه هيئة ولا لون..فانحنى عليه فلثم جبينه البارد ثم أعاد الغطاء كما كان، واستسلم لبكاء غزير تجمَّعت أبخرته في قلبه يوماً بعد يوم تنفثها الآلام حتى تكاثفت في برودة الموت فسحَّت دمعاً فيَّاضاً.
3 الأب عاكف أفندي: في الستين من عمره. كان كابنه طويلا نحيفاً، ذا لحية كثة بيضاء، أكسبت وجهه النحيل وقاراً، وقد وضع على عينيه عوينات غليظة بعثت في نظرته الذابلة بريقاً خدَّاعاً.
يتربَّع على سجادة الصلاة والمصحف بين يديه، يتلوما تيسَّر منه في صوت مسموع،غير منتبه إلى أخطاء القراءة العديدة التي يتتابع عثاره بها.
4 الأم دولت زوجة عاكف أفندي:ضحكت عن أسنان مصفرَّة لأنها كانت مولعة بالتدخين كابنها. وابتسمت ابتسامة لطيفة دلَّت على أن بلوغها الخامسة والخمسين لم يفقدها كلَّ ما كان لها من دلال أنثوي.
وقال: تمتعت من الحسن الذي رمقته القاهرة على أيام شبابها بعين الإكبار والإعجاب، وما زالت وقد شارفت الخامسة والخمسين على وسامة وقسامة وولع بالصبغ والألوان وذوق في الأزياء، وما زالت لحيمة جسيمة وإن اعتورها الاسترخاء، خبيرة بوصفات السمن والتجميل، مشهورة بخفة الروح والدعابة اللطيفة والنادرة الحلوة..لكنها توهمَّتْ المرض، واقتنعتْ أنْ لا شفاء لها إلا بالزار.
ويصفها محفوظ عندما جاء ابنها الأصغر من أسيوط:
وجد أمه وقد عصبت رأسها بمنديل بني، وأخذت زينتها كأنما هي عروس تتصدى لعريسها.وما إن التقت عيناهما حتى فتحت له ذراعيها لتدعوه إلى حضنها. وقبل فوات دقيقة كان في ذراعيها البضَّتين في عناق حار.
5 نوال: تتخطى عتبة الشباب اليافع، في السادسة عشرة من العمر، تمتاز بوجه أسمر جميل. متوسطة القوام، رشيقة اللفتات، وجهها أجمل ما فيها، وأجمل ما في وجهها عيناها النجلاوان، وكانتا ذواتا مقلتين صافيتين وحدقتين عسليتين، وبدتا لغزارة أهدابهما مكحلتين، تقطران خفة وجاذبية.وقال رشدي وهو يلاحقها: وجهها 7,5 على 10 وجسمها 6,5 على 10 وصورتها الخلفية 8 على 10 .
وقال محفوظ في وصفها:كانت ذات حسن يستحق الإعجاب، وتجلَّى حسنها بميزتين لا يُستهان بها:السذاجة التي توحي بها بساطة الجمال، والتي تطالعها في الحدقة الصافية الواسعة في غير مبالغة، والنظرة المستقيمة،بيد أنها ليست سذاجة الغفلة أوالبلاهة.
وخفة تنبثق من أناقة الملامح ولطف الروح، فلا هي إلى الطيش والرعونة تنسب، ولا من حدَّة الذكاء وبراعته تستمدُّ.
شلة القهوة:
1 الخطاط المعلم نونو: يرتدي جلباباً ومعطفاً أبيض وطاقية. في الخمسين أو نحو ذلك.رَبْع القامة، متين البنيان، كبير الوجه والرأس، واضح القسمات، يمتاز وجهه بصدغين وفم واسع وشفتين ممتلئتين، ولون قمحي مشرب بحمرة. لازِمَته: ملعون أبو الدنيا.
2 سليمان عتة: مفتش بالتعليم الأولي، في الخمسين أو يزيد، قبيح الوجه لحد الازدراء، قميء ذو احديداب ،يذكِّرك وجهه بالقرد في انحدار جبهته وبروز وجنتيه واستدارة عينيه وصغرهما وكبر فكيه وفطس أنفه، إلا أنه حُرم من خفة القرد ونشاطه، فبدا وجهه ثقيلا جامداً متجهماً، كأنه سيؤخذ بجريرة قبحه. أما أجمل ما فيه فمسبحة قهرمانية لعبت أنامل يمناه بحباتها.
3 سيد أفندي عارف: موظف بالمساحة، كهل في الأربعين على وجه التقريب،صغير الحجم، رقيق الأعضاء، لبشرة وجهه نعومة، وفي نظرة عينيه براءة.
4 كمال أفندي خليل: موظف بالمساحة أيضاً، تلوح في عينيه الرزانة، كبير العناية بهندامه وأناقته، معتدل القامة، يميل للبدانة.
5 أحمد راشد: محام، شاب في ريعان الشباب، مستدير الوجه ممتلئه، كبير الرأس ،تكاد تخفي صفحة وجهه نظارة سوداء عميقة السواد، تخفي عينه اليسرى الزجاجية.
6 المعلم عباس شفة، زوج معشوقة الأزواج: من الأعيان، شاب ذو سحنة زنجية،توحي ملامحه الغليظة الدميمة بالدناءة والوضاعة. ارتدى جلباباً فضفاضاً وشبشباً،وترك رأسه بلا غطاء، فانتفش شعره المفلفل وزاده دمامة وقبحاً، وبدا شيئاً حقيراً لا ينقصه سوى لباس السجن.
7 ست عليات معشوقة الأزواج، رمز لدنيا الشهوة الساخنة، زوجة عباس شفة: جلست على شلتة ضخمة، تطاول في جلستها شخصاً قائماً: عريضة المنكبين، طويلة الجيد، مستديرة الوجه في امتلاء وضخامة.واضحة القسمات، يراوح لونها بين المصري والحبشي.أما شعرها فكستنائي مجعَّد، شُدَّ إلى ضفيرة غليظة قصيرة.
وأعجب ما في وجهها عينان كبيرتان بارزتان بروزاً لا يبلغ القبح ،لنظرتهما حدة ولحَوَرهما اتساع، يوحي منظرهما بالهيبة لضخامتها وقوتها، وبالشهوة لأمارات الحيوانية البادية في ملامحها، والإغراء المنعكس عن خلاعتها.
وضعت على كتفيها شالا منمنماً، وجعلت تتفرس في وجه القادمين بعينيها القادحتين، ولمَّا نهضت، استطال ذاك الجسم الهائل في الفضاء، وامتد طولا وعرضاً فملأ الأعين.وكانت مرتدية روباً شُدَّ إلى جسمها ليبرز محاسن مقاطعه. ثم تحرَّك موكبها العظيم، فسارت قابضة براحتها على طرف شالها، فلاح ساعدها مختفياً وراء الأساور الذهبية.ولمَّا مرَّت أمام أحمد عاكف، ارتاع الكهل على ذهوله: رأى الروب يتسع بعد خاصرتيها ليكتنف عجيزة لم ير مثلها في حياته، ريَّانة ناهضة مترجرجة تبرز فوق الفخذين كالمشربية..تحوي فضيلتين لاتجتمعان: فهي من ناحية كالكرة المنفوخة صلابة، ومن ناحية أخرى تسوخ فيها الأصابع ليناً.[/align][align=justify][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com

التعديل الأخير تم بواسطة د. منذر أبوشعر ; 13 / 09 / 2016 الساعة 39 : 11 PM.
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 08 / 2013, 38 : 10 PM   رقم المشاركة : [2]
سلمان الراجحي
مهندس الكترون يهتم بالتاريخ العربي والإسلامي ويكتب الشعر

 الصورة الرمزية سلمان الراجحي
 





سلمان الراجحي will become famous soon enoughسلمان الراجحي will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: العراق

رد: خان الخليلي لنجيب محفوظ

خان الخليلي أخ منذر...

هو ارث عربي أصيل للاديب الجميل صاحب الاسلوب الفذ نجيب محفوظ...

وكم أعجبني وصف الشخصيات من قبل جنابكم وتجسيدها

بروح الواقع...

كأنت دائما د.منذر قلم متمكن...

بنظرة ثاقبة وحس شفاف...

تحياتي ومودتي...

أخوكم سلمان الراجحي
توقيع سلمان الراجحي
 كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا

ترمى باحجار لتعطي أطيب الثمر
سلمان الراجحي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 08 / 2013, 57 : 11 PM   رقم المشاركة : [3]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: خان الخليلي لنجيب محفوظ

مهندس شَجَن الحرف أخي سلمان الراجحي نخل عراق الخير:
الرحلة مع نجيب محفوظ مازالت في البدء، تحمل عوالم دهشة ومتعة لا تنتهي.
وكم آمل أن نظل معاً، نقرأ معاً، ونتأمل معاً، فأنس الدرب وطيب الرفقة حافز للاستمرار.
والخير كله لك، ونبقى مع طيب صدق الحديث.
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 08 / 2013, 08 : 05 AM   رقم المشاركة : [4]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: خان الخليلي لنجيب محفوظ

(فخان الخليلي)قصة الإنسانية الضعيفة في قبضة القدر الجبار...
قصة السخرية الدائبة التي تتناول بها الأقدار تلك الإنسانية المسكينة....

قلتُ لك إنك لأقدر واحد بين الجميع في (الفلاش باك)..أبدعتَ سيدي في التوصيف بأقصر الجمل وأدقها..استمر فالمتعة معك مضمونة أخي الأستاذ الفذ منذر..أخوك المتابع باهتمام التلميذ النجيب إن شاء الله...
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18 / 08 / 2013, 21 : 09 AM   رقم المشاركة : [5]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: خان الخليلي لنجيب محفوظ

الشاعر الحر أخي محمد الصالح الجزائري صوت الجزائر:
ما زلت أتعلم منك كياسة الكلام وحسن طرائقه، لكنك هذه المرة بالغت في الإطراء كثيراً، فألبستني ثوباً أهرب منه ،لأني أخاف مسؤوليته !
لكنني مع ذلك أقول لك:صدق من قال: كل إناء بما فيه ينضح، وأنت شاهدتني بثاقب عينيك فبالغت !
وتبقى أنت أنت ..راقياً في تعاملك ونزقك و(دمك الحامي) ! والشكر لك كثيراً، وابق بالقرب دائماً.
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مهددة, الخليلي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ميرامار لنجيب محفوظ د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 4 27 / 09 / 2013 39 : 07 PM
الشحاذ لنجيب محفوظ د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 6 20 / 09 / 2013 14 : 09 PM
الطريق لنجيب محفوظ د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 5 18 / 09 / 2013 07 : 04 PM
السراب لنجيب محفوظ د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 12 01 / 09 / 2013 52 : 02 AM
بين القصرين لنجيب محفوظ د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 12 16 / 07 / 2013 16 : 04 PM


الساعة الآن 47 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|