[د. محمد رأفت عثمان]

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اعلم أخي المسلم أن سادة البشر الحقيقيين ليسوا من بنى مملكة تفنى و إنما من كمل في الدنيا خلقه فنال في الفردوس الأعلى مملكة لا تأكلها النيران .

أخي المسلم : لسانك إن لم تشغله بذكر الرحمن و بما ينفعك في دنياك و آخرتك فإنه سيشغلك عن ذاك بشهواتٍ مريرة العواقب , فكم من نادم على عمرٍ أضاعه في القال و القيل و بالغيبة و السخرية من الآخرين حتى إذا وجد نفسه و قد فاته قطار العمر و اقتربت النهاية مع شح الزاد عضه الندم و أكلته الحسرة , و كم من صريع لسانه في القبر يعذب لكلمة قالها أو جملة تلفظ بها في لحظات من الطيش و الهرج , و كم من دعاء صَدَرَ على غافل عن لسانه جرح به كبداً و أدمع عيناً , و كم من زاهدٍ في الحسنات مغرورٍ قد امتلأ جهلاً يظن أن باب الجنان يُقرع بالغفلات و بالسيئات و اعلم يا أخي أن اللسان هو من أهم أعضائك و أخطرها بعد القلب و العقل ذلك لأن اللسان هو العضو الرئيسي المُظهِر لما في القلوب و العقول من جهة و بالتالي فهو يثبت الحجة لك أو عليك , و من جهة أخرى لسهولة قيامه بفعله المختص به و هو الكلام و من الكلام ما يأخذ بصاحبه إلى متاهات الردى و منه ما يرتقي به في درجات الرفعة عالياً .
و لأن ربك خبير بعباده , يعرف ما ينفعهم و ما يضرهم فقد أرشدنا لآفات لساننا من شرك و افتراء و غيبة و نميمة و بهتان و كذب و مدح و فحشٍ و سبٍ و بذاءة و لعن و غناء و مزاح فيما لا يرضي الله عزوجل و مراءٍ و جدالٍ و و تقعرٍ في الكلام بالتشدق و تكلف السجع و الفصاحة و و التصنع فيه و إفشاء الأسرار و زورٍ في القول و الشهادة و لغوٍ في الكلام و سهو اللسان عن ذكر الرحمن و مناجاةٍ بالإثم و العدوان و معصية الرسول و استهزاءٍ و سخرية من بعضنا و تلفظنا بأسماء فاسقة لا تليق بنا و كلامنا فيما لا يعنينا و غفلتنا عن دقائق الأخطاء في الكلام و خاصة فيما يتعلق بأمور العقيدة .....الخ
و لأنك أيها المسلم المؤمن قد ارتضيت بالله رباً و بالإسلام ديناً و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً و رسولاً فعليك أن تمتثل لأوامر الله عزوجل و نواهيه و أن تقول سمعنا و أطعنا و أن تجاهد نفسك في حفظ لسانك عن كل منكر لا يرضي الله عزوجل و أن تحركه فيما يرضيه سبحانه و تعالى .
أخي المسلم : خذ بلسانك و لا تدعه يأخذ بك , اعرف ما تقول و لا تقول إلا بعد أن تعقل ما تقول و لا تقول إلا ما يرضي الله عزوجل و اعلم أنك لن تقول ما يجب أن تقول إن كنت من الذين يتجنبون الجلوس إلى العلماء و يتجنبون الإستماع إلى قولهم و من ثم العمل بما يقولون و القول بما يقولون .
- وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) الحج
- وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) الفرقان
- وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55) القصص
- وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) المؤمنون
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) الحجرات
- وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) الحجرات
- وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) الملك
- وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) الأنعام
- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10) المجادلة
- يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الشعراء
- كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص
- إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) الزخرف
- أكثر خطايا ابن آدم في لسانه .
الراوي : عبد الله بن مسعود - المحدث : السيوطي - المصدر : الجامع الصغير , الصفحة أو الرقم 1381
خلاصة حكم المحدث : حسن
- رحم الله امرءا تكلم فغنم و سكت فسلم .
الراوي : أنس بن مالك - المحدث : السيوطي - المصدر : الجامع الصغير , الصفحة أو الرقم 4425
خلاصة حكم المحدث : حسن
- إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه و إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه .
الراوي : بلال بن الحارث - المحدث : الترمذي - المصدر : سنن الترمذي , الصفحة أو الرقم 2319
خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
- المراجع : كتب إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي – موقع الغزالي
الدرر السنية – الموسوعة الحديثة
موقع جامعة أم القرى

- بسبب الصعوبات التقنية فإننا نعتذر عن كتابة الآيات القرآنية بالرسم العثماني المعتمد و استبدلنا ذلك بكتابتها بالرسم الحديث من موقع الأستاذ عبد الدائم الكحيل .

الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 5أيلول2013

[فاطمة البشر]

" لسانك حصانك إن صنته صانك "
مجهود طيب وطرح مفيد د. محمد عثمان ..
ودي ووردي

[د. محمد رأفت عثمان]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة البشر " لسانك حصانك إن صنته صانك " مجهود طيب وطرح مفيد د. محمد عثمان .. ودي ووردي

بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك أختي أ. فاطمة على المرور و الاهتمام , أسأل الله عزوجل لك السعادة في الدنيا و الثبات على دينه و الخلد في جنانه و أن يلبسك ثوب الرفعة و التقى و الزهد و العلم و أن تكوني جارة له في فردوسه العلية مع السعيدات و التقيات .