رد: الرد على المزاعم القائلة أن(إسرائيل) ليس(يعقوب)/الباحث:عدنان أبوشعر
[align=justify]مع تباشير الفجر وصلني رَقيمُهُ كدُّرٍ مَنثور في سَكْرَجَةٍ من ذَهَب، ألفيتُهُ – وهو جبل العلم الحسيب النسيب- يهمس في أذني ويؤدبني فكانت كلماته فَوْحَ عطر وذَوْبَ محبة، غاية في الرقة واللطف.. ولكل من اسمه نصيب. هو العالم الجليل سليل بيت النبوة الدكتور الأستاذ العلامة عبد اللطيف الفرفور، شرَّفني بقراءة بحثي وزادني شرفاً بالردِّ عليه، فأحببت أن أمتع عيونكم بدُّره المنضود وأطرح بين أيديكم توجيهه الفائق اللطف والكياسة، المملوء علماً بالتعريف بفن الخطاب والمناظرة فإليكموه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة الربانية المجددية الإسلامية العالمية الحمد لله و صلى الله على سيدنا و مولانا محمد و على آله و صحبه و سلم
سعادة الباحث الإسلامي المفكر الأستاذ / عدنان أبو شعر حفظه الله السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد ؛
فلقد اطلعت في النبأ السيَّار / الفيس بوك / على مقولتكم العلمية الرصينة التي كتبتم في الرد على بعض الباحثين ممن لم يحالفهم التوفيق في بحثهم فذهبوا إلى أن الأسباط ليسوا أباء سيدنا يعقوب , و يعقوب عليه السلام ليس إسرائيل ؛ في قراءات معاصرة لإعادة قراءة التراث , و لكنهم أعفوا أنفسهم من الضوابط العلمية الناظمة لذلك كله . و من فن المصطلح الحديث و ما يتفرع عنه من علم الجرح و التعديل, و علم التراجم و ما إلى ذلك كله.
و إني إذ أكبر في الباحث حفظه الله رسوخه في هذه الفنون أولا, و صواب رأيه في كل ما ذهب إليه ثانيا من قضايا علمية أشاركه الرأي فيها, بل إني لأرى أن كل ما ذهب إليه من نقد علمي للبحث صواب , و ذلك لما عرض فيه من البراهين العلمية الواضحة التي لا تقبل الجدل, بَيدَ أني أخالفه في التصنيف و النوايا و أسلوب الخطاب . فإني على قلة علمي و بِضاعتي المُزجاة لا أستطيع أن أتَّهم بسوء النية و الدعوى الشريرة الخبيثة و ليس بين أيدينا دليل قاطع على ذلك و إن كنت أخالفهم في كل ما ذهبوا إلأيه في هذه القضية و غيرها و أحكم عليهم بأنهم اجتهدوا فأخطأوا, و أنا مع الجمهور من العلماء في ما ذهبوا إليه لقوة المدرك ووضوح البرهان و جزى الله عنا المحدثين من العلماء الذين أفنوا أعمارهم في تَنَخُّل الروايات و معرفة صحيحها من سقيمها. و تتبعوا الرواة فكان من ذلك علم الرجال, و علم الجرح و التعديل, و فن التراجم, و علم التاريخ, و علم الطبقات و ما إلى ذلك من علوم الحديث, و من أحب أن يتوسع فليرجع إلى منظومتي المتواضعة : ( فتح الفتاح و ثغر النرجس الفواح في علوم الاصطلاح ) في زهاء نيف و عشر أبيات مع شرحها, ففي ذلك غنية إن شاء الله ....
أما بعد ؛ فإني لأشكر للأخ الأستاذ عدنان أبو شعر غيرته المشهودة في مقولته الرائعة, و دفاعه عن السنة الدفاع المشكور الذي يرضاه الله عز و جل و رسوله و صالحوا المؤمنين . على أني أود أن ألفت نظر إخواني العلماء الكاتبين في الحقل الإسلامي أن يبتعدوا ما أمكن عن اتهام الأشخاص أو نقدهم مباشرة نقداً موجهاً لأشخاصهم, و لكن ليجعلوا النقد موجهاً إلى القضايا و الأفكار فحسب بصرف النظر عن قائلها , بمعنى : (من قال كذا أو ذهب إلى كذا فقط أخطأ ) و لاسيما أننا في زمن نحتاج فيه إلأى كل صوت إسلامي أو منبر إسلامي ينادي بالإسلام و لو اختلفنا معه في الرأي , فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية . كما أني أطالب الأطراف الأخرى بالالتزام بهذا المبدأ و هو قول ناصح: ( نجتمع فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) و هكذا ننتقل من خلاف التضاد المشؤوم إلى خلاف التنوع المادح للتبَّوأ هذه الأمة الماجدة بحق سدَّة الزعامة بين الأمم تصديقاً لقوله تعالى: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله ) و حينئذ تزحف طوابير النصر نحو حطين من جديد لندخل القدس و الأقصى مكبرين مهللين و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ...
جزى الله كاتبنا الإسلامي الموفق خير الجزاء و جزاء الخير , كفاء ما قدمه من رؤية صائبة و بذل من مجهود مشكور كيف و هو من أسرة علمية إسلامية كريمة عرفت بالعلم و التقوى و خدمة الإسلام في بلاد الشام . حفظ الهة الأخ الأستاذ عدنان و بارك به و بعلمه, ووفق العاملين المخلصين من أمثاله للذود عن حياض الإسلام و في ذلك فليتنافس المتنافسون فالبقاء للأصلح قال تعالى :
( و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) صدق الله العظيم.
و كتب الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف صالح الفرفور الحسني
[/align]
|