نبوءة...
ـ الشمسُ الداكنةُ نذيرُ بلاء...
وتَغَيَّرَ صوتُ العرافةْ...،
تقرأُ للمَلَكِ كتابَ الغيبْ....
ـ من صُلْبِ الشمسِ سيأتي،
ذاك الأفَّاقْ...
يُعلْنُ موتَ الحاضرِ،
ويُبَشِّرُ برحيل الليل،
ويبشر بالفجرْ...
يتبعه الخلق بلا استثناءْ..
فتصيرَ وحيداً...
تَتَجَمَّد في ثلج سمائك...
ـ فلتصُلَب تلك الشمسْ...
تبتسمُ العرافة:
ـ لا يمكن... فالشمس بعيدةْ...
ـ فليصُلَبْ كلُّ الخَلْق
ـ لا يمكن... فالخَلْقُ كثيرْ...
ـ والحلْ؟
ـ أن تُجْهَضَ تلك الشمسُ براية وَهْمْ...
بالكلمات...
لا شيءَ يؤثر ـ مولانا ـ مثل الكلمات...
الكلماتُ طرائدُ ملك خائفْ...
ترحلُ خلف حدود الوعي،
تنتشر في أفق الأحلام
رجالاً من نار...
هزَّ الملكُ الخائف رأسهْ،
وبغير كلامٍ ماتْ...
حراس الملك احتاروا،
وكذا العرافةُ،
والأوهامْ...
مات الملك كئيباً،
وتكفَّنَ بالصمتْ...!
من قبرهْ،
سمعوا صوتاً يشبه صوت الحكماءِ يقول:
(ولأنَّ الدميةَ في مهد الطفل المغدورْ
لا يمكن أن تصبح للطفل شقيقاً،
وكذا الحجرُ القابع في سلة خبزْ
لا يمكن أن يُصبح للجائعِ خبزاً،
لا يمكنُ للصنمِ المتحدي صبر الشعب،
أن يتشيَّأ رباً
إلا إن صار الشعب رعيةْ
لكنَّ الشعبَ ـ كما تجزمُ كلُّ الآياتْ ـ
أصلُ الأوطانْ
وهويتها الحقّ...
الشعب، ومهما وصفوه وقالوا،
إنسانْ...
وسيبقى حتماً إنسانْ،
مهما قهروه)..
الشعبُ .... الإنسانْ...
يأتي من حلم وُئِدَ بليل خائنْ...
يأتي فجراً ولهيباً...
يطلع من حنجرة الظلمةِ
أنغاماً وصواعق...
يحمل في يده غصن الزيتون
وفي الأخرى سيفاً...
يخلق ذاته
بدءاً من ذاته...
وبكفِّيه يُكوِّر شمسه...
من رحم القهر وليل الذل،
يجيء
في قامتهِ... غضبٌ ثائرْ
يعلن نعي الليلِ،
ويعلن ميلاد الفجر القادم...
هو ذا شعبي... الراسفُ في القيد الوحشي،
منذ سنين..
هو ذا شعبي... المُوْدَعُ في أقبية القهرِ العاهر،
منذ سنين...
هو ذا شعبي... يطلعُ من ظلمة سجنهْ
كي يعلن ميلاد الإنسانْ
كي يلعنَ أشباه الأوثانْ
ويحطمَها،
ليظلَّ الإنسان بداخله حرّاً،
أَبَدَ الأزمان...
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|