رد: تصريحات منسوبة لزياد رحباني: فيروز تحب حسن نصر الله المؤيد لـ«الأسد»
فيروز وحسن نصر الله 23-12-2013
بقلم : حمدي فراج
لم تكن كلمة او جملة ، لا ولا لحنا او اغنية ، تلك التي قالها الفنان الكبير زياد الرحباني عن والدته الكبيرة السيدة فيروز من انها تحب السيد حسن نصر الله والمقاومة عموما ، حتى انفجرت الدنيا العربية "الاخرى" التي لا تحب حسن نصر الله ولا المقاومة عموما ، لا ولا فيروز ولا الغناء عموما ، ليس من باب انه من عمل الشيطان ، بل من باب الاصطفاف الى جانب المال البترودولاري ، ومن باب "اطعم الفم تستحي العين" ومن باب "جوز امي هو عمي" ، ومن باب "اليد التي لا تستطيع كسرها ، بوسها وادعي عليها بالكسر" .
ما الغريب والمستهجن الى تلك الدرجة الصارخة ان تحب أيقونة عربية كالسيدة فيروز ثائرا عربيا كبيرا كالشيخ حسن نصر الله ، وهي التي غنت للثورة العربية على مدار نصف قرن وأكثر ، وطعمّت من خلال الرحابنة ، كلمة ولحنا وصوتا ، كل شيء بمذاق الثورة ، بما في ذلك الحب والزهرة والشجرة والطير والغضب الساطع آت وشوارع القدس العتيقة وعمان في القلب وسائليني يا شآم ومكة أهلها الصيدا وجميلة بوحيرد وطريق النحل وكرم العلالي ونيسان وورق ايلول والاطفال شادي ويارا ويللا تنام لأذبحلك طير الحمام وطيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان ، والشمس طلعت يا محلا نورها والقمر جيران والليل الذي يرجع ليليا .
ما الغريب ان تحب هذه القامة الفنية الشامخة ان تحب قامة نضالية باسقة كالشيخ حسن نصر الله ، فهو واحد من الاقلة الذي يرفض الانحناء لاسرائيل ، في وقت عجت فيه الساحة بهؤلاء المنحنين والمهرولين ، وهو من الزعماء القلائل الذي أقرن الكلمة بالتضحية حين قدم ابنه هادي شهيدا عند مذبحها ، بعكس كل المجعجعين عن النضال والجهاد والكفاح ، ناهيك انه لبناني رنت عيناه الى الواقع العربي كله ، كما شنفت فيروز اذان الامة كلها .
لقد وصل الامر بالبعض من الكتبة ، استهواءه ان يكتب عنها "الراحلة فيروز" ، والغمز عن "حب السيدة للسيد ، حب من طرف واحد" ، وتوقع الانتقال من "فدا صرماية السيد الى فدا صرماية الست" الى آخره من هذه التعليقات البائسة .
لكن معركة هؤلاء وان كان يمكن ان تنجح في معاداة السيد وحزب الله على اعتبار ان هذا باب سياسي مشرع على الدين والطوائف ، فإنه لا ينجح مع الفن والاغنية الثابتة الصامدة الباقية على مدار اعمارنا منذ نصف قرن واكثر ، الا بعد الاصطدام بعقبة كأداء اسمها فيروز ، كي لا يدري عنك الامير النفطي ، فيستمر الدفع ، او يضبطك ابنك وانت تستمع اليها خلسة وبصوت هابط .
ترى متى سنسمع ان السيد يقر بعظمة لسانه انه يحب الاستماع للأيقونة ، في زمن لم يعد قادرا على انجاب الايقونات .
|