| 
				
				الفراشات تغفو .. أحياناً
			 
 الفراشات تغفو أحياناً .." إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب "
 هم قالوا لك هذا , وأنتَ صدقتهم !
 أنتَ لم تصدقهم فحسب , بل تماديت في تصديقهم , فأصبح السكوت هو أبجديتك للمرحلة القادمة .
 جميل هو الصمت , لكن الثرثرة أجمل .
 هذا اعتراف منك , لست أدينك به , ولكني فقط أذكرك .
 كنتَ ترفض أن أكفَّ عن ثرثرتي , وحين كان يطويني الملل ,  وينال مني الضجر , كنتَ ترجوني ألا أقتلك  بصمتي !
 في كل مرة كنتُ أخرج فيها من محراب صمتي كان صوتك هو من يحثني , ويدفعني ,  بل ويتوسلني ,
 أن أعود إلى الثرثرة ,  وألا أبالي مهما كبر حجم صمتك .
 صمتك اليوم أصبح كمحيط بارد أعوم فيه وحدي , تجمدت أوصالي , وتجمدت الحروف على شفتيِّ , صوتي لم يعد يقوى على همسات البوح , فكيف يدق طبول الثرثرة ؟
 وأنتَ كما أنتَ , ما تزال ترفع يدك ملوحاً , أرجوكِ : لا تتوقفي عن ثرثرتك !
 أنا الآن أرجوكَ , أنا تعبتُ من صمتك , تعبتُ من العوم في بحارك الباردة , تعبتُ من انتظار صدى صوتي كي يؤنسني في وحدتي ,  تعبتُ من استسلامك , تعبت من انحناءك أمام كل زوبعة , وتبعثرك جراء كل عاصفة !
 الفراشات تتعب يا رفيق , الفراشات تحتاج أن تصمت أحياناً , تحتاج أن تصمت طويلاً .
 الغناء لم يعد يناسبني , والثرثرة تزعجني , وأحاديث الصباح والمساء أصبحت تخنقني , وأعذارك التي لا تنتهي , تقتلني بدم بارد ,  فلا تأتِ بعد اليوم وتقول لي : يا فراشة عمري , أرجوك , لا تتوقفي عن الثرثرة !
 فالفراشات يا عمري تغفو أحياناً , تغفو طويلاً , طويلاً .
 
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |