نِمْتُ لأحلم وأخذت العطر معي--نصيرة تختوخ
عاد النرجس بوفاءٍ في موعده بقامات متوجة بالصفرة ونظرات وديعة ناعمة. يرافقني منذ أن يتبرعم حتى يفصح عن نفسه في مشاويري اليومية، وعندما نفترق يصحو العطر ينبهني أنه موجود على شالي في الصباح وعلى يديّ في المسـاء.
ليلـة أمس ويَدِي بين وجهي والوسادة وعدته أني سآخذه معي للحُلْم ونمت لأحلم.
وجدتني في نزهة مع القط الأسود ڤلاديمير؛ ألبسُ فستاني الأبيض ذي الدوائر السوداء المرحة و حذائي الرياضي الجلدي الأسود.
كان ڤلاديمير يتحدث وأنا واقفة أمام البحيرة أشاهد تنقل البجع الهـادئ واستمر في حديثه وأنا أعبر الطريق. حاولت التركيز معه أكثر من باب الفضول والاحترام معا.
كلام الكائن الواثق من نفسه كلُّه عن أسرار الكاريزما والجميل فيه أن عينيه لاتضحكان وأنه من حين لآخر حين أقف يلف حولي.
استمعت طويلاً حتى وصلت الجسر القصير المنحني كقوس وسألته إن لم يكن إجحافا في حق الجسر أن يُتْرَكَ هكذا بلون الخشب، فلو كان أحمر لبدا أجمل وابتسـم داخليا كما تفعل القطط ذات الكاريزما وتمسح بساقيّ قليلاً.
لم يكن عندي وقت ولا مكافآت مخبأة، بالعكس أردت أن أصارح ڤلاديمير بالحقيقة. النفاق لم يناسبني أبدًا.قلت له أن كل تحليلاته لاعلاقة لها بنزهتنا، هل يمكن لفستاني أو حذائي أن يثرثرا بفضلهما عليَّ أويسردا حكايات عن الأشكال والأناقة. هُوَ معي ونحن ثنائي جميل متلائم، متناغم شكلاً مع المكان والنهار وذلك يناسبني ونظرت لساعتي.سألني إن كان الوقت تأخر وأجبت بأنني فقط أتأكد وأطمئن أنني أضع الساعة التي أُحب.بعدها صمت، فَقَدَ بلاغته كمعظم الرجال بعد أن أتحدث.
استيقظت قبل الصباح بقليل مع العطر الذي لم يمت على الوسادة وشدو بعض العصافير التي تتآلف وستتحالف مثلي مع الربيع على الشتاء.
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|