شقيقان أمهما الكتابة
شقيقانِ أمّهُما الكتابة
--------------
بغداد سايح
--------------
قـاسـمْتُكَ الـجُـرْحَ فــي مـعزوفةِ الألَـمِ
يــا خـافِـقاً عــاشَ يـهوى طـعْنةَ الـقلَمِ
فـاكـتُـبْ بـأحـلامِـكَ الـخـضـراءِ أغـنـيـةً
تُـعْـشِـبْ أمـانـيـكَ نـبْـضـاً زاهــراً بِــدمِ
و اغْــرسْ حـكاياتِكَ الأبْـهى عـلى ورَقٍ
كـيْما تـفوحَ الـمعاني مـنْ شـذا الـقِيَمِ
الــحـبـرُ يُــرخـي إلـــى أيّـامِـنـا فِــكَـراً
فـلْيَشْنُقِ الـفِكْرُ جـهْلاً شاخَ في الأُمَمِ
و لْـنـبْـلُـغِ الــمـجْـدَ أفْــعــالاً مُــرقْـرَقـةً
كـالـمـاءِ يــشـدو بُــطـولاتٍ بـغـيْـرِ فــمِ
إنّـــا سـحَـبْـنا خُــيـوطَ الأبـجـديّـةِ مِــنْ
أحــداقِـهـا نــنـسُـجُ الأنــــوارَ لـلـظُّـلَـمِ
قـــدْ نـلـبسُ الـحُـزْنَ ســاداتٍ لـفِـكْرتِنا
أوْ هــكـذا يـنْـبُتُ الأسْـيـادُ مــنْ خــدَمِ
نُـغـفي عـلـى أسْـطُـرٍ بـيـضاءَ مـتـعَبةٍ
حـتى نُـعيدَ الـرؤى في شاهِقِ الشِّيَمِ
هــــــذي تــراتـيـلُـنـا لـــيــلٌ نُــحــدّثُـهُ
عـنْ دورةِ الـحُلْمِ.. عـنْ أرجوحةِ الهِمَمِ
نــصـحـو لـتـمْـتـصَّ أشــواقــاً دفـاتِـرُنـا
حـيثُ الـكلامُ الالـتِفاتُ الصمْتِ للحِكَمِ
رغْـــمَ الـمـدادِ الــذي بـالـنحْوِ يـأسِـرُنا
لا يُـجـزَمُ الـحبُّ فـي خـطِّ الـهوى بِـلَمِ
الأرضُ مُـــذْ أقْـبـلـتْ شـمْـساً جـزائـرُنا
تـخـطـو قـصـيـداً بـريـئاً دافــئَ الـقـدَمِ
فــيــكَ ابـتِـسـامـاتُها أنْــغـامُ مـلْـحَـمةٍ
إذْ فـــيَّ نـوطـاتُها تـنـمو بـقـلْبِيَ مِــي
لــــوْ أذّنَــــتْ عـــزّةٌ فـيـهـا لــخـرَّ غـــدٌ
هلْ يسْمعُ الأمْسُ أمْ معناهُ في صَمَمِ
يـا ابْـنَ الـكتاباتِ حـينَ القهْرِ أنتَ أخي
فـاكْسرْ سُـكوتاً يُـواري سـطْوةَ الـصّنَمِ
و افْــتـحْ نـوافـيـرَكَ الـخـرْسـاءَ نـاطِـقـةً
فــي صـفْـحةٍ لـمْ تـخُنها خـفْقةُ الـعَلَمِ
أَوْقِـــــدْ لألْــفـاظِـكَ الـفـيْـحـاءِ أمــنـيـةً
قــدْ يُـحْـرِقُ الـلـفظُ غـابـاتٍ مـن الـنّدَمِ
أنْصِتْ إلى ضِحْكةٍ أشهى فذي صُحُفٌ
كـــمْ دغْـدغَـتْها غـيـومُ الـبـوحِ بـالـدِّيَمِ
مـــا كــنـتَ تــنـأى بــأقْـوالٍ لـتَـحْـملَها
بـلْ صُـغْتَ أحْـجارَها جِسْراً إلى القِمَمِ
لـــولاكَ لــمْ تـبـتسِمْ حُـرّيّـةٌ خـدَشـتْ
وجْـــهَ الـمـنـايا فــعـاشَ الـعُـودُ لـلـنَّغَمِ
لـــولاكَ لاسْـتـيـقظَ الـديـجـورُ مـنـتقِماً
مــلءَ الــردى يـذبـحُ الأقـمارَ.. لـمْ يُـلَمِ
عِـشْ شـامخَ الـحقِّ أوْ مُتْ هادِماً كذِباً
إنَّ الــوُجــودَ اتّــقـاءَ الــمـوْتِ كـالْـعَـدَمِ
فـــي دوْلــةٍ خـيْـمةٍ تـصْـفو مـواجِـدُها
تـسمو الـسّجايا.. هـيَ الأوتـادُ لـلْخِيَمِ
هــا رتّـلـتْ دمْـعَنا الأوراقُ.. كـيْفَ نـرى
أنــقـى وفـــاءٍ يُـضـيءُ الـعُـمْرَ لـلـذِّمَمِ؟
مــا أقْـبـحَ الـكـوْنَ لـولا حُـسْنُ أحـرُفِنا
نـحـنُ الــدواءُ انْـبـرى لـلـدّاءِ و الـسَّقَمِ
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|